بيلوسي متهكمة: ترامب “السيد” جعل الأمور أسوأ
مع تواصل الانتقادات لدونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وسوء إدارته لأزمة كورونا وتعامله السيئ مع تظاهرات الأمريكيين، تستمرّ الاحتجاجات في ولايتي واشنطن وسياتل الأميركيتين رفضاً للتمييز العنصري، والتي انطلقت بعد مقتل الأمريكي الأفريقي جورج فلويد على يد رجل شرطة في أواخر أيار.
وتجمّع الآلاف للتظاهر في حي “كابيتول هيل” في العاصمة، للاحتجاج على وحشية الشرطة وإظهار التضامن مع المحتجين في بورتلاند، حيث استخدم العملاء الفيدراليون الذين أرسلهم دونالد ترامب أساليب عدوانية للسيطرة على الحشود.
أمّا في مدينة بورتلاند الأمريكية، فتتواصل الاحتجاجات والتظاهرات المندّدة بالعنصرية وعنف الشرطة، ما جعلها أشبه بـ”ساحة حرب”، حيث عمدت الشرطة إلى محاولة تفريق الاحتجاجات، مستخدمةً العصي وقنابل الغاز، كما عمدت إلى اعتقال عدد من المتظاهرين.
وقد احتشد آلاف المحتجّين من حركة “حياة السود مهمة” أمام قصر العدالة ومقرّ محكمة فدرالية محلية وسط المدينة.
وفي تغريدة لشرطة سياتل على “تويتر” ذكرت أنها اعتقلت 45 شخصاً في المنطقة الشرقية من المدينة التي انضمت إلى حركة بدأت في مدينة بورتلاند ضد العنصرية ونشرت عناصر أمن فيدراليين بأمر من ترامب.
واعترفت الشرطة باستخدامها القوة ضد حشود المحتجين لتفريقهم، لكنّها ادّعت بأنها “غير مميتة”.
ونشرت إدارة ترامب الشرطة الاتحادية في كل من شيكاغو وكانساس سيتي وألبوكيرك ونيو مكسيكو لقمع الاحتجاجات فيها رغم اعتراض رؤساء بلدياتها.
فيما أظهر استطلاع حديث للرأي أن ثمانية من كل عشرة أمريكيين يعتقدون أن بلادهم تسير في اتجاه خاطئ في ظل رئاسة دونالد ترامب.
وأفاد الاستطلاع الذي أجرته وكالة “أسوشيتد برس” ومركز “نورك” لأبحاث العلاقات العامة ونشرته صحيفة “الإندبندنت” البريطانية بأنّ نسبة الأمريكيين المتشائمين بشأن توجّهات بلادهم خلال رئاسة ترامب باتت أكثر من أيّ وقت مضى مع استفحال أزمة فيروس كورونا فضلاً عن الاحتجاجات على وحشية وعنصرية الشرطة ضد الأمريكيين من أصول أفريقية وهو ما كشف عن انقسام سياسي عميق في الولايات المتحدة.
ولفتت الصحيفة إلى أن أرقام الاستطلاع “لا تبشّر بالخير” بالنسبة إلى ترامب، إذ يرى 32 بالمئة فقط من المشاركين في الاستطلاع أن ترامب نجح في مواجهة وباء كورونا، فيما قالت كيت بيدنجفيلد نائب مدير حملة جو بايدن، المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقبل في بيان لوكالة “أسوشيتد برس”: “إنّ الأمريكيين سئموا وتعبوا من حكومة منقسمة غير قادرة على إنجاز الأمور”، مضيفةً: “إنّ ما يشعر به الناس هو أنهم يحصلون من ترامب في الوقت الحالي على فوضى عابرة في الحديث السياسي المهتم بالذات”.
يشار إلى أن استطلاعاً للرأي أجرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية الشهر الماضي أظهر تراجعاً في شعبية ترامب، حيث أعرب 41 بالمئة من المشاركين عن دعمهم له مقابل 51 بالمئة دعموا بايدن.
كما جدّدت رئيسة مجلس النواب الأمريكي الديمقراطية نانسي بيلوسي انتقادها لطريقة تعامل ترامب مع تفشي وباء فيروس كورونا، قائلةً: “إنّ لديها اسماً جديداً لترامب وهو “السيد الذي جعل الأمور أسوأ”، في إشارة إلى تأخره في اتّخاذ الإجراءات الوقائية عند بدء انتشار فيروس كورونا وإنكاره حجم الوباء واستهتاره بأرواح الأمريكيين.
وكانت بيلوسي وصفت مؤخراً ترامب بأنه “فيروس كورونا”، معربةً عن اعتقادها بأن تعليقاته الأخيرة تظهر أنه اعترف بالأخطاء التي ارتكبها وبأن كورونا ليست خدعة، بل وباء تفاقم بالفعل في معظم أنحاء العالم.
وأشارت بيلوسي إلى أن ارتداء ترامب للقناع أثناء زيارته لمركز والتر ريد الطبي العسكري الوطني هو اعتراف منه بأن أغطية الوجه يمكن أن تحد من انتشار فيروس كورونا.
وفي الصحف، يتصاعد الحديث عن دور ترامب التخريبي في الولايات المتحدة، إذ أكدت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن رئاسة ترامب كشفت وجه أمريكا المظلم وشهدت تخريباً واسعاً لأعراف سياسية، كما أظهرت عمق الأفكار العنصرية عن تفوق العرق الأبيض السائدة داخل المجتمع الأمريكي.
وأوضحت الصحيفة في مقال للكاتبة نسرين مالك بعنوان “ترامب ساعد في الكشف عن وجه مظلم للولايات المتحدة سيبقى حتى بعد رحيله”: “إنّه إذا خسر ترامب في الانتخابات المقبلة وفاز منافسه مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن فسيكون هناك دافع قوي للانتقال إلى حقبة جديدة في أمريكا بأسرع ما يمكن”.
وشدّدت الكاتبة على أن العنصرية سائدة ومتعمقة في المجتمع الأمريكي وكانت تنتظر دفعاً لإظهارها وكشفها وهو ما حصل خلال عهد ترامب، مشيرةً إلى أن رحيله عن البيت الأبيض إذا حدث سيكون موضع ترحيب كبير مع أن رئاسته جعلت البلاد تمرّ بلحظة تواجه فيها نفسها.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية قالت مؤخراً: “إنّ ترامب يحاول دفع مجموعة معينة من الأمريكيين إلى تأييده وضمان وصوله إلى ولاية رئاسية ثانية عبر بث مشاعر الانقسام والخوف بينهم”، مشيرةً إلى أن ترامب حاول طيلة فترة رئاسته الأولى تطويع الأحداث حسب إرادته ولجأ غالباً إلى وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الترويج لوجهة نظره التي تخالف الحقيقة في معظم الأحيان.