كورونا الوباء وكورونا الغلاء والبلاء!
أكرم شريم
وبعد هذا الوباء الذي أخذ يعصف بالشعوب، وينتشر باستمرار في شعوب العالم ولا أحد حتى الآن يعرف سببه: هل هو طبيعي أم صناعي وجعلوه يأخذ شكل الوباء الطبيعي؟! ولا أحد يعرف حتى الآن كيف يمكن أن نتخلص منه بلقاح فعال، أو بدواء وعلاج! بعد هذا الوباء (كورونا) والذي أصبح يشكل عندنا كما عند غيرنا كارثة إنسانية يجب أن نواجهها بالوقاية المطلقة وفي كل شؤون الحياة.. بعد هذا الوباء القاتل جاءنا الغلاء الكارثي، ذلك أن علبة الدواء والمكتوب سعرها عليها 260 ليرة سورية أصبح يبيعك إياها بمبلغ 1350 ليرة سورية، وصار الألف بألفين أو ثلاثة آلاف والألفان بأربعة أو خمسة آلاف، فكيف اتفق كل هؤلاء الباعة ومعهم الصيادلة على هذه الزيادات المحددة عندهم جميعاً، وكأن هناك من يوجه ويأمر وينفذون؟! إنه تهجم وبكل وحشية على شعبنا الطيب.. هذا الشعب المؤمن المسالم والصابر المتعاون والمتفائل الشريف المتمسك بكل مفاهيم الشرف!
تعالوا نأخذ هذا الموظف الذي يتقاضى راتباً قدره 50 ألف ليرة سورية وهو متزوج وعنده أولاد وعليه مصروف البيت والمدارس والملابس والأدوية و(الخرجيات)، ماذا يفعل وكيف يعيش وماذا تفعل حكومتنا الرشيدة هل تزيد الرواتب حتى يصبح الراتب الشهري أربعمئة ألف ليرة أو خمسمئة؟! إذاً – وهو الأهم – كيف تترك حكومتنا الرشيدة هذا الغلاء يعصف بنا جميعاً؟! يقولون الفقر! هذا أسوأ من الفقر بل هو أسوأ بكثير من الفقر، ما هو إذاً؟! لا أريد أن استعمل هذه الكلمة هنا.. يكفي أننا نشعر بها ونعرفها!
انظروا هذا البلاء الذي ينعكس على شعبنا الطيب مع جائحة الغلاء المتوحش الذي لا يوجد له أي سبب قانوني أو منطقي أو طبيعي فهذا بائع الشاورما الذي يقف أمام هذا السيخ الضخم وكله (دهون)، كيف يحدث ذلك وكيف نقبل بذلك يا حكومتنا الرشيدة؟! وهذا بائع الفول الساخن والذي يغلي، يمسك بكيس صغير من النايلون ويضع فيه هذا الفول الذي يغلي فكم سيتأثر الفول الساخن بالنايلون؟! وكذلك هؤلاء الذين يبحثون في الحاويات عن الخبز اليابس ويأخذونه إلى بائع الفلافل والمسبحّة، والذي يعجنه مع الحمص المسلوق ويبيع منه الفلافل والمسبحة، وماذا نقول بعد ذلك يا حكومتنا الرشيدة؟! كلنا ثقة بأنك قادرة على مواجهة كل ذلك ومنعه ووضع المحاسبة والمعاقبة عليه، وهكذا تكون النصيحة اليوم أن نواجه هذه الأوبئة الثلاثة معاً: كورونا والغلاء، وهذا البلاء ودائماً وأبدأ وباستمرار.