القدس في قصائد الشعراء
لم تغب القدس يوماً عن أذهان وقلوب العرب الحقيقيين وأصبح الدفاع عنها قضيتهم الأساسية فكانت حاضرة بقوة في كل تفاصيلهم وشؤونهم وكذلك في قصائدهم، وهذا ما تم التركيز عليه في محاضرة “القدس في الشعر العربي” التي أقامتها مؤخرا مؤسسة القدس الدولية في سورية في ثقافي أبي رمانة وقدمها د جهاد بكفلوني بإدارة ومشاركة الباحث غسان كلاس الذي أكد أن القدس موجودة عند كل الشعراء العرب وليس الفلسطينيين وحدهم، ومنهم عمر أبو ريشة، نزار قباني والرحابنة وفيروز، وكل تلك القصائد التي نظمت كرمى لفلسطين هي غيض من فيض من عظمة القدس الخالدة العظيمة، فهي أولى القبلتين وقدس الأقداس.
حاضرة في الشعر
بدأ د. بكفلوني محاضرته بالقول إن القدس عبر تاريخها الطويل امتلكت المكانة الفريدة في قلوب المسلمين والمسيحيين على حد سواء، فهي تتمتع بالمكانة الدينية وكل حجر فيها يحكي قصة عظيمة مقدسة حيث أنها ذكرت في القرآن الكريم في سورة الإسراء عندما تمت الإشارة إلى المسجد الأقصى، كما أن المسيح عليه السلام نشأ في هذه الأرض الطيبة وقلما تمر مناسبة إلا ونستعيد فيها ذكر كنيسة القيامة إضافة إلى مكانتها التاريخية الكبيرة، موضحاً أنه بإمكاننا تقسيم مسيرة الشعر العربي عن القدس إلى ثلاث مراحل ترصد كل مرحلة فترة زمنية معينة، بدءاً من التحذير من المؤامرة الكبرى وقد سبق الشعراء العرب عصرهم داخل فلسطين وخارجها وحذروا من أن الأمر لا يقتصر على هجرات يهودية محدودة إلى فلسطين ونبهوا إلى ما سيحصل وقرعوا جرس الخطر في المرحلة القادمة، ثم وقعت الواقعة وقام الكيان الصهيوني عام 1984 وللأسف العرب لم يفعلوا أي شيء وحاولوا أن يستردوها بالكلام فقط وكانت هزيمة ونكسة حزيران عام 1967 إلى أن كانت الإشراقة في فجر 6 تشرين عام 1973، وجاءت فرحة تشرين التحريرية التي أعادت لنا شيئا من الأمل والنصر وفيها قال الشاعر نزار قباني: “كل ليمونة ستنجب طفلاً/ ومحال أن ينتهي الليمون”، ليؤكد هذا الانتصار أننا مازلنا مؤمنين بعروبة القدس وارتباطها بعروبة القصيدة، ثم لفت بكفلوني إلى أن القدس حاضرة في كل التفاصيل وكانت موجودة في قصائد شعراء كثيرون، وعندما تذكر القدس لدى الشعراء العرب لابد أن يذكر المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والقائد صلاح الدين الأيوبي، وتطرق إلى عدد من الشعراء الذين كتبوا عن القدس فالشاعر أحمد شوقي حذر من الاستعمار وتطرق إلى قصيدة أحمد طوقان ورائعة بدوي الجبل عندما وقعت حرب الأيام الستة، ناهيك عن نزار قباني الذي وصف القدس بأنها مدينة تفوح بالأنبياء، كما تغنت فيروز كثيراً بالقدس ونحن نطرب جداً عندما نسمع قصيدة فيروز (سائليني حين عطرت السلام كيف غار الورد واعتل الخزام ..وأنا لو رحت استرضي الشذى…ثم تعود لتقول الغضب الساطع آت وأنا كلي إيمان” فالقدس موجودة في صلاتنا ونجوانا وفي صيامنا وهي موجودة في تاريخنا ولا يمكن الانفصال عنها، ثم تابع بكفلوني حتى في شعري عندما أكتب شعراً لابد أن أعرج على القدس مثل قصيدتي التي تتغنى بالجلاء: كان الجلاء البدء في الدرب إلى بوابة النصر الكبير يعجل
“مولوده كان انتفاضة موطن أحجاره تحت العدو تزلزل/ سيعيد للقدس ابتسامة وجهها وسيكتب التاريخ شعب أعزل”
وختم بالقول لقد قال الشعراء في القدس ما تستحق ولكن مهما قلنا فيها تبقى مكانتها أكبر وإنما نغرف من هذا البحر الذي لا تنتهي أمواجه العاتية.
العمق العربي المشترك
وفي تصريح خاص لـ “البعث” أكد سامر سويد مسؤول العلاقات في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني أن القدس مدينة تاريخية في العمق العربي الفلسطيني السوري وهذا ما يؤكد عمق العلاقة السورية الفلسطينية ولاسيما في ظل القيادة السورية الحكيمة التي دافعت عن القضية الفلسطينية والقدس وحق الشعب الفلسطيني في قضيته الشرعية ومن هذا المنطلق نؤكد أننا وسورية حاضنة واحدة للدفاع عن القضية في كافة المحافل الدولية وخاصة في ظل الإرهاب لذلك وقفنا إلى جانب الشرعية السورية في دفاعها ضد الإرهاب الذي يستهدف أرضها كما يلاحق القدس من مكان لمكان في ظل التخاذل العربي.
لوردا فوزي