“الصحة العالمية” تدعو للاستعداد لجائحة طويلة الأمد
دعت منظمة الصحة العالمية، أمس الأحد، دول العالم إلى الاستعداد لجائحة “طويلة الأمد”، في وقت يواصل فيه فيروس كورونا انتشاره، حيث اقترب الوباء من إصابة 18 مليون شخص، في حين أودى بحياة نحو 690 ألف آخرين.
وأوضحت لجنة الطوارئ، التي شكلها مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، أنه لا توجد نهاية بعد في الأفق لأزمة “كوفيد19-” التي أصابت حتى الآن أكثر من 17 مليون شخص وقتلت أكثر من 650 ألف شخص.
وحذّرت اللجنة، التي تعقد اجتماعاً منذ الجمعة للمرة الرابعة من أجل إعادة تقييم الجائحة، من أن “أمدها سيكون بالطبع طويلاً جداً”، مسلطة في بيانها الضوء على “المدة الطويلة المتوقعة” لاستمرا ر الجائحة، مشيرة إلى “أهمية استدامة جهود الاستجابة المجتمعية والوطنية والإقليمية والعالمية”.
وذكر الموقع الرسمي للأمم المتحدة أنه بعد مناقشة كاملة للأدلة ومراجعتها، وافقت اللجنة “بالإجماع” على أن تفشي المرض لا يزال يشكل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً.
وأبلغ تيدروس اللجنة في ملاحظاته الافتتاحية “أنها أزمة صحية تحدث مرة واحدة في القرن، وستكون آثارها محسوسة لعقود قادمة”.
وأوصت الوكالة الأممية بالاستمرار في تعبئة المنظمات متعددة الأطراف العالمية والإقليمية، والشركاء من أجل التأهب والاستجابة ودعم الدول الأعضاء في الحفاظ على الخدمات الصحية، وتسريع وتيرة البحث والوصول في نهاية المطاف إلى التشخيص والعلاج واللقاحات.
كما نصحت اللجنة الدول بتنفيذ تدابير ونصائح متناسبة بشأن السفر، بناءً على تقييمات المخاطر، ومراجعة هذه الإجراءات بانتظام.
وحتى السبت أُحصيت أكثر من 17.6 مليون إصابة في العالم وتُوفي أكثر من 680 ألف شخص بالمرض بينهم قرابة مئتي ألف في منطقة أميركا اللاتينية والكاريبي فقط. وسجّلت الولايات المتحدة 154 ألفا و319 وفاة تليها البرازيل (93563 وفاة) والمكسيك (47472 وفاة) ثمّ المملكة المتحدة (46119 وفاة).
كما سجّلت الولايات المتحدة أكثر من ستين ألف إصابة جديدة بكورونا لليوم الخامس على التوالي، من أصل حصيلة إجمالية بلغت أكثر من 4.6 مليون إصابة.
وأشارت منظمة الصحة إلى أن “مستوى المخاطر العالمية لكوفيد-19 مرتفع للغاية” داعيةً إلى استجابة “وطنية وإقليمية ودولية”.
وبينما لم تبقَ أي قارة بمنأى عن تفشي الوباء، إلا أن تدابير مكافحة الوباء بعيدة كل البعد عن تحقيق إجماع بين الدول.
ولا تزال الجائحة التي ترافقها أزمة اقتصادية واجتماعية عميقة، تعطّل مجالات كاملة من الحياة اليومية لشعوب عدد كبير من الدول، التي قد تواجه في المستقبل القريب أسوأ أزمة اقتصادية على الإطلاق.
وكانت منظمة الصحة قد نصحت قبل أيام بعدم إبقاء البلدان حدودها مغلقة، مشيرة إلى أنها ليست استراتيجية “قابلة للتطبيق”، حيث “من المستحيل على البلدان أن تبقي حدودها مغلقة في المستقبل القريب”، في ظل أزمة اقتصادية متفاقمة.
ويبدو أن العلم ملزم في ظل أزمة اقتصادية متفاقمة، بالتعايش مع فيروس كورونا مع ضرورة أخذ الحيطة والالتزام بقواعد الوقاية الصحية والتباعد الاجتماعي خاصة بالمناطق التي لا تزال تشهد انتشاراً واسعاً للوباء.