لبنان في حداد.. 63 شهيداً وأكثر من 3000 جريح بانفجار ضخم هزّ مرفأ بيروت
استشهد 63 شخصاً وجرج أكثر من 3000 آخرين في حصيلة أولية لانفجار هائل هز مرفأ بيروت يوم أمس. وفيما أوعز الرئيس اللبناني إلى القوى المسلحة بالعمل على معالجة تداعيات الانفجار الكبير، وتسيير دوريات في الأحياء المنكوبة من العاصمة والضواحي لضبط الأمن، أعلن رئيس مجلس الوزراء اللبناني، الدكتور حسان دياب، اليوم الأربعاء يوم حداد وطني على ضحايا الانفجار، وناشد الدول الصديقة لتقديم الدعم والمساعدة للبنان، واصفا المشاهد بالكارثة الوطنية الكبرى وتحكي عن حجم المصيبة التي ضربت لبنان.
وقال دياب في كلمة تلفزيونية مقتضبة: إن لبنان كله منكوب.. إنها نكبة لا يمكن تجاوزها إلا بالعزيمة ووحدة اللبنانيين، وما حصل اليوم لن يمر دون حساب وهذه الكارثة لن تمر دون محاسبة المسؤولين عنها، مضيفاً: سنعلن الحقائق عن هذا المستودع الخطير الموجود منذ عام 2014، وشدد على أن “انفجار بيروت كارثة وطنية كبرى، والمشاهد التي نراها تحكي عن حجم المصيبة التي ضربت لبنان”، وتابع: “أتوجه بنداء عاجل إلى كل الدول الشقيقة والصديقة للوقوف إلى جانب لبنان ومساعدتنا”.
وأعلن مجلس الدفاع الأعلى في لبنان العاصمة بيروت مدينة منكوبة، ورفع توصية إلى الحكومة لإعلان حالة الطوارئ بعد الانفجار، فيما شدد عون، خلال اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، على ضرورة التحقيق في ما حدث وتحديد المسؤوليات، سيما وأن تقارير أمنية كانت قد أشارت إلى وجود مواد قابلة للاشتعال والانفجار في العنبر الذي وقع فيه الانفجار.
وقال عون: “كارثة كبرى حلت بلبنان، والهدف من هذا الاجتماع، اتخاذ الإجراءات القضائية والأمنية الضرورية، ومساعدة المواطنين ومعالجة الجرحى والمحافظة على الممتلكات”، فيما قال دياب: “لن أرتاح حتى نجد المسؤول عما حصل لمحاسبته وإنزال أشد العقوبات به، لأنه من غير المقبول أن تكون شحنة من “نيترات الأمونيوم” تقدّر بـ2750 طنا موجودة منذ 6 سنوات في مستودع من دون اتخاذ إجراءات وقائية معرضة سلامة المواطنين للخطر”.
وقدم رئيس الحكومة تعازيه بالشهداء وتمنى الشفاء العاجل للجرحى، داعياً إلى تشكيل لجنة تحقيق تصدر نتائجها خلال 48 ساعة وتحدد المسؤوليات، وأكد ضرورة إعلان حالة الطوارئ في بيروت لمدة أسبوعين.
وبقرار من عون، تم تشكيل خلية أزمة في القصر الجمهوري مهمتها مواكبة تداعيات الكارثة والتنسيق الحثيث مع خلية الأزمة التي شكلت لهذه الغاية والجهات المعنية.
وهرعت إلى المكان فرق الإطفاء لإخماد النيران، فيما أفادت مصادر بأن الانفجار تسبب بإصابات بشرية وأضرار مادية جسيمة في المنازل والسيارات في محيط منطقة الكرنتينا والجوار، مشيرة إلى مناشدات لفرق الإسعاف للتوجه إلى المكان لإسعاف عشرات المصابين.
ولحقت أضرار جسيمة بالمجلس النيابي اللبناني والمنازل والمؤسسات العامة والخاصة وعدد من الأبنية المحيطة بمرفأ بيروت جراء الانفجار، فيما تعمل فرق الجيش والقوى الأمنية على تسهيل حركة السير لإفساح المجال أمام سيارات الإسعاف والدفاع المدني للتحرك.
وكان الانفجار وقع بالقرب من اهراءات القمح في مرفأ بيروت في مستودع للمفرقعات، حيث سمع دوي انفجارات قوية في المكان ترددت أصداؤها في العاصمة والضواحي.
وأفادت مصادر أمنية أن حريقاً أدى إلى انفجار خزانات تحتوى على مادة النترات، مشيرة إلى تسجيل أضرار مادية هائلة جراء الانفجار، لافتة إلى تكاثر النداءات والمناشدات للتبرع بالدم في مستشفيات بيروت والضواحي.
بدوره، قال اللواء عباس ابراهيم: من الممكن أن الانفجار قد أتى على مواد شديدة الانفجار تمت مصادرتها منذ فترة، مضيفاً أنه لا يمكن استباق التحقيقات وحين تنتهي سنعمم المعلومات المؤكدة، فيما كشف مرجع أمني أن “مواداً شديدة الانفجار، تمت مصادرتها منذ أكثر من 9 سنوات، هي التي انفجرت في مرفأ بيروت”، وأضاف أن حجم المواد المصادرة يبلغ حوالي الـ50 طناً، موضحاً أن أحد التقرير المعدة منذ 4 أشهر، أشار إلى “خطورة بقاء هذه المواد في مرفأ بيروت”، لكن دون أن يلقى التقرير استجابةً.
من جهته، أعلن مدير عام الجمارك أن مادة النيترات هي سبب الانفجار الضخم في مرفأ بيروت. أما وزير الداخلية محمد فهمي قال خلال تفقده مرفأ بيروت “يجب انتظار التحقيقات لمعرفة سبب الانفجار”.
وقال عنصر في الدفاع المدني: إن عدد كبير من الضحايا سقطوا من جراء الانفجار، وأن هناك ضحايا سقطوا في شوارع تعدّ بعيدة نسبياً عن المكان.
وأوضح مدير فوج الإطفاء في اتحاد بلديات الضاحية أن عمليات إخلاء الجرحى والمصابين مستمرة، مشيراً إلى أن عمليات الإنقاذ تواجهها معوقات كثيرة.
كما قال الأمين العام للصليب الاحمر اللبناني جورج كتاني: “ما نشهده كارثة كبيرة والحصيلة ليست نهائية بعد”، وأضاف: إن ضحايا وإصابات في كل الشوارع والمناطق القريبة والبعيدة نسبياً عن مكان الانفجار، مشدداً على أن الكارثة كبيرة وعدد الضحايا كبير جداً.