رياضةصحيفة البعث

انعدام الرقابة يؤدي لتفعيل نظام مالي خاطئ في الكيك بوكسينغ

قرر اتحاد الكيك بوكسينغ والأساليب المثيلة إدخال تعديلات جذرية على نظامه المالي، ليخرج بقرار غير مدروس بل وحتى غير مدقق ينمّ عن جهل كبير بأبسط أساسيات هذه الرياضات القتالية المتنامية الشعبية، فأي عارف بتدرج الألوان في رياضة المواي تاي، والكيك بوكسينغ، وبشكل عام الرياضات القتالية، سيخجل من الحديث عن قرار كهذا خرج من مكتب اتحاد اللعبة يوجد فيه خطأ فادح بتدرج الألوان، وبالتالي تسعير شهادات ودرجات اللعبة، إذ أقر سعر درجة الحزام البني في المواي تاي بـ 10 آلاف ليرة سورية، بينما سعّر درجة الحزام البني الأبيض بـ 5 آلاف ليرة سورية، ووضعه مع الأحزمة الملونة، ومن المعلوم أن البني الأبيض أعلى من البني، والغريب أن رئيس اتحاد اللعبة بطل في رياضة المواي تاي، ومصنف آسيوياً، فكيف يخطئ مثل هذا الخطأ الشنيع، وإن دلّ هذا على شيء فهو على أن من صاغ القرار لا علم له أبداً بدرجات الأحزمة، والأنكى من ذلك هو كيف يوقع رئيس الاتحاد على هكذا قرار..؟.. ربما هي الصدفة التي أنقذت الموقف بعد أن قام المكتب التنفيذي بفصل اللعبتين نهائياً (حتى مالياً) في الوقت المناسب حتى لا يحرج أعضاء اتحاد الكيك أكثر من ذلك.

طبعاً هذه ليست النقطة الأهم لنبحثها، وإنما هي مدخل لنبيّن سوء تقدير اتحاد الكيك وعدم نجاعته في اتخاذ القرارات الصحيحة بما يتوافق مع واقع اللعبة، والظروف العامة، والرؤية الجديدة للمكتب التنفيذي، فنحن نتحدث عن الأسعار غير المقبولة التي أقرها اتحاد اللعبة سواء للاعبين في التدرج بالأحزمة، أو للمدربين والحكام في دورات تعديل الشهادات والصقل، حيث أثار هذا القرار ضجة غير مسبوقة منذ تأسيس الاتحاد، وخصوصاً بين المدربين والحكام، وسيظهر أثرها واضحاً في القادم من الدورات، وخصوصاً إذا ما قارناها مع الدورات التي تقيمها اللجنة العليا للمواي تاي، والتي بالمناسبة أدخلت تعديلات مقبولة إلى حد كبير على نظامها المالي.

ولتوضيح أثر هذا القرار وتداعياته على أرض الواقع التقت “البعث” بأحد أبطال لعبة الكيك بوكسينغ والمواي تاي أمجد حشمة، المدرب في ناديي الجيش والصبورة الذي قدم توصيفاً دقيقاً للنظام المالي الجديد بقوله: قام الاتحاد بقراره برفع تكلفة كل حزام أو درجة إلى الضعف دفعة واحدة، فالذي كان بألف أصبح بأربعة مباشرة، ونحن ندرب بمناطق ريف دمشق، وكل أندية الريف بالكاد تؤمن مصروفها الشهري، فهل من المعقول أن الشهادات ترتفع أسعارها مع ارتفاع الذهب.

وتابع حشمة: نحن نفتح أنديتنا بأسعار رمزية شبه مجانية حتى نستقطب أكبر عدد من اللاعبين لممارسة الرياضة لما لها من فوائد، ولاحظنا ضرورتها، والتأكيد على ممارستها في التدابير الوقائية من فيروس كورونا لدورها الأساسي في تقوية جهاز المناعة، هذا بالإضافة إلى اكتشاف المواهب الجديدة وصقلها وتقديمها في البطولات الوطنية لتكون عماد منتخباتنا، فالحزام عبارة عن قطعة كرتون تكاليفها قد لا تتجاوز ثلاثمئة ليرة، فالأصفر بألفي ليرة، وهو أول الأحزمة، وغالباً ما يكون من يحملها بأعمار صغيرة، وبالتالي كيف يكون التشجيع بهذا المبلغ..؟ علماً أنه يتضاعف بشكل غير مقبول مع كل حزام، فالبرتقالي 4 آلاف، والأخضر 8 آلاف.

وأضاء حشمة على نقطة أخرى مهمة تتعلق بإلزام المدربين بشهادة تحكيم مع شهادة تعديل الحزام، وهو ما يكلف أكثر من ستين ألف ليرة سورية، عدا تكاليف السفر والإقامة، والاتحاد لا يعطي شيئاً مقارنة بهذا المبلغ، لذا لابد أن يكون هناك رؤية موضوعية أكثر، وبالتالي أن يكون الدعم أكبر للتشجيع على اللعبة.

أبدى حمشة تفاجئه بخبر الدورة الأخيرة على صفحات التواصل الاجتماعي، ما اضطره لجعل لاعبي الكيك يتقدمون لفحوص المواي، مؤكداً أنه لا أحد يجرؤ على الكلام أو الانتقاد لأن أعضاء الاتحاد سيتوجهون إليه بالكلام الجارح والتكذيب والاتهام والتخوين..!.

سامر الخيّر