كرة النواعير دفعت ثمن التخبط.. والعودة ممكنة ولكن..!
حماة- منير الأحمد
بعد ترنح وتخبّط لسنوات، هبطت كرة النواعير إلى دوري الدرجة الأولى ولم تفلح كل محاولات الإنقاذ السريعة والدعم الجماهيري، فالفريق كان في كل موسم يوشك على السقوط للدرجة الأدنى ولكنه في الأسابيع الأخيرة من كل دوري ينجو بأعجوبة دون أن يحسّن واقعه، حتى جاء الموسم المنصرم ليكتب نهاية رحلة الفريق في الدوري الممتاز.
من الناحية الفنية قدم النواعير في الموسم ككل مستوى متوسطاً في الذهاب وحقّق نتائج مقبولة، لكنه لم يعرف طريق الفوز في الإياب، واكتفى بثلاثة تعادلات وعشر هزائم كانت كفيلة بالسقوط، ولعلّ السبب المباشر في هذه النتائج هو غياب الرؤية الفنية، حيث تمّ تبديل الكثير من الكوادر التدريبية والإدارية، مع استبعاد لاعبين مؤثرين قبل بداية الموسم ثم استغنى عن آخرين مع بداية الإياب، قبل أن يستعيدهم عندما دخل الفريق في دوامة الهبوط في خطوة تكشف مدى التخبّط والذي أدى لفكرة الاعتماد على فريق الشباب الذي أحرز المركز الأول في فئته هذا الموسم التي لم تكن صائبة، حيث ظهر لاعبوه الشباب غير مؤهلين للعب بفئة الرجال وكانوا دون الطموح، إضافة لغياب اللاعب الهداف الذي يستطيع إنهاء الهجمات بالمباريات التي ظهر فيها الفريق بحالة جيدة كمباراة حطين والكرامة والوحدة في مرحلة الإياب.
وعلى اعتبار أن الهبوط بات أمراً واقعاً فإن المطلوب الآن أن تكون هناك خطوات “سريعة ومتلاحقة” تبدأ بها القيادة الرياضية في المحافظة للاجتماع والالتقاء مع كوادر النادي، وضرورة الاستماع إلى وجهات نظر الجميع، فعودة كرة النواعير إلى مكانها الطبيعي يجب ألا تكون عودة ارتجالية ويشوبها المعاناة، وإنما على مسؤولي النادي الاستفادة من درس السقوط لإعداد فريق قادر للعودة إلى أندية الدرجة الممتازة والمنافسة على بطولة الدوري، مع الاعتماد على لاعبي النادي وإعطائهم الفرصة الكافية، إلى جانب التعاقد مع عناصر مميزة قادرة على تحقيق المنافسة المطلوبة، وكل ذلك يلزمه الإعداد المبكر واستقدام جهاز تدريبي على درجة عالية من الكفاءة والاستمرار في دعم الفئات العمرية لتحقيق الاستقرار اللازم واختيار مجلس إدارة متوازن قادر على تحقيق معادلة الاستقرار المادي والفني معاً، والعودة عندها ستكون محقّقة وسريعة وسيستطيع الفريق أن يكون قادراً على المنافسة والخروج من حالة التهديد بالسقوط مع نهاية كل موسم كروي.
وللعلم فإن لدى النواعير عدد كبير من الإداريين والفنيين القادرين على تحقيق هذه المعادلة، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستستفيد كرة النواعير من الهبوط، أم أنها ستبقى في غياهب دوري المظاليم؟.