الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

رفض أممي تمديد حظر التسليح على إيران

عارضت غالبية الدول الأعضاء في مجلس الأمن مشروع القرار الأميركي بتمديد حظر التسليح على إيران وشراء الأسلحة منها، جملة وتفصيلاً، فيما أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن إجراءات الحظر الجائر التي فرضت على إيران باءت كلها بالفشل بفضل صمود الشعب الإيراني، وأضاف، خلال اجتماع الحكومة الإيرانية امس الأربعاء، إن الأمريكيين والصهاينة وبقية الأعداء كانوا يظنون أن الحظر المفروض علينا سيؤدي إلى أزمة اقتصادية وما جرى عكس ذلك حيث حققنا تنمية اقتصادية بدون الاعتماد على النفط وأنجزنا الكثير من المشاريع العمرانية والتنموية في البلاد، مشددا على وحدة وتماسك الشعب الإيراني في مواجهة أعدائه، مؤكداً أن هذا الشعب هو الكفيل بالحفاظ على منجزاته ودعم اقتصاد بلاده.

وخلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أكد روحاني أنّ مقترح أميركا الجديد بما يخص حظر الأسلحة على إيران “يعارض قرار مجلس الأمن ويخالف الاتفاق النووي”، وأشار إلى أنّ أميركا خرجت من الاتفاق النووي ولا يمكنها استخدام آلية الاتفاق النووي، وشدد على أهمية الإجراءات الأوروبية من أجل تفعيل العلاقات الاقتصادية مع إيران، مضيفاً: “على أوروبا ألا تقع تحت تأثير أميركا”.

من جهته وزير الخارجية محمد جواد ظريف دعا دول العالم إلى الوقوف بوجه الانتهاكات الأمريكية المستمرة للقانون الدولي، وقال: إن ما شهدناه من الإدارة الأمريكية الحالية هو أنها لا تمتلك أي آفاق واضحة بشأن مستقبل المجتمع العالمي، وهذه الإدارة عدا عن سوء سياساتها لمكافحة وباء كورونا داخل الولايات المتحدة أو إضعافها للسلام والاستقرار خارجها ليس لديها برنامج واقعي سوى مهاجمة كل من يدعم حكم القانون الدولي، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة بخروجها من جانب واحد من الاتفاق النووي، الذي وقعت عليه الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا، لم تكتف بالخروج من قرار ملزم ساهمت في بنائه بل عملت على إصدار عقوبات على الدول والشركات التي نفذت وطبقت بنود ذلك القرار.

ولفت ظريف إلى أن الولايات المتحدة فشلت في إبطال القرار 2231 رغم ما مارسته طوال عامين من الضغوط القصوى على إيران والتي حرمت الشعب الإيراني من الحصول على الأدوية والتجهيزات الطبية في ظل انتشار أخطر وباء يجتاح العالم، محذرا من أن تجاهل أمريكا لهذا القرار الدولي لن تقتصر أضراره على إيران بل ستمتد إلى تخريب هيكلية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وإذا رضخ المجلس لهذه البلطجة فسيفقد مصداقيته ويناقض المبادئ التي بني على أساسها وسيفقد ثقة دول العالم به”.

وفي السياق ذاته وعلى هامش اجتماع الحكومة الإيرانية قال ظريف: ان إيران لن تقبل أي مشروع لتغيير الاتفاق النووي وأن ترامب لم يستثمر الفرصة خلال السنوات الثلاث والنصف للتوصل إلى اتفاق مع إيران ولن يتمكن من فعل أي شيء خلال عدة أسابيع ومن الواضح أن ترامب عمل باستشارات خاطئة، وأضاف: إن أميركا توهمت أنها ستتمكن من إخضاع الشعب الإيراني واكتشفت بعد ثلاث سنوات ونصف من أن سياسات حكومة ترامب خاطئة وعليهم العودة عنها وتعويض خسائر الشعب الإيراني ووقف عدوانها في المنطقة، مشيرا إلى أن سياسة أميركا لن تشهد أي تغيير بعد الانتخابات وهي لا تحترم أعضاء مجلس الأمن وتحاول تمرير مشروع قرار غير قانوني ولكنها ستفشل في خطتها الخبيثة.

إلى ذلك عارضت غالبية الدول الأعضاء في مجلس الأمن مشروع القرار الأميركي بتمديد حظر التسليح على إيران وشراء الأسلحة منها جملة وتفصيلاً.

ومشروع القرار يبطل مفاعيل قرار مجلس الأمن 2231 القاضي برفع العقوبات عن إيران عام 2015، إذ طلب  تفتيش السفن واحتجاز حمولتها بعد أخذ الإذن من الدولة التي يرتفع علمها على السفن، وتجميد الأرصدة الإيرانية، وتحديد قائمة بشركات ومسؤولين إيرانيين يتهمها بـانتهاك القرارات الأممية، ويزعم أن إيران هاجمت منشآت النفط السعودية أرامكو وزودت اليمن بالسلاح وانتهكت قرارات مجلس الأمن.

إلى ذلك أكد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي أن القرار الأمريكي الجديد بشأن حظر الأسلحة على إيران هو انتهاك للقرار 2231.

وكتب تخت روانجي في تغريدة على تويتر: “اضطرت الولايات المتحدة مرة أخرى مع معارضة أعضاء مجلس الأمن إلى سحب مشروع القرار الخاص بالحظر التسليحي على إيران وقدمت نسخة أخرى تعد انتهاكا لقرار مجلس الأمن رقم 2231″، لافتا إلى أن المسودة الجديدة تشبه في طبيعتها وغرضها السابقة ومن المؤكد أن مجلس الأمن سيرفضها مرة أخرى.