النواب اللبناني يقرّ إعلان حالة الطوارئ في بيروت
أقرّ مجلس النواب اللبناني إعلان حالة الطوارئ في العاصمة بيروت في جلسة عامة عقدها، أمس الخميس، هي الأولى له بعد انفجار مرفأ بيروت الهائل، في الرابع من شهر آب الجاري، كما قَبِل المجلس استقالة ثمانية من أعضائه الذين تقدموا بكتب استقالاتهم، وأقرّ أيضاً إعفاء ورثة ضحايا الانفجار من رسوم الإرث.
وكانت الحكومة أعلنت غداة الانفجار حالة الطوارئ في بيروت لمدة أسبوعين حتى 18 آب، من دون إقرارها في مجلس النواب، إذ إنّ القانون يخوّلها إعلان الطوارئ لمدة ثمانية أيام فقط، ويتوجب عليها الحصول على موافقة المجلس في حال تجاوز هذه المدة.
وأكد نبيه بري رئيس مجلس النواب، خلال الجلسة، أن “لبنان يعاني اليوم أكثر من أي وقت مضى من أزمات مالية واقتصادية واجتماعية، وجاء انفجار مرفأ بيروت الكارثي ليفاقم من هذه الأزمات، موضحاً أن الوضع يتطلب العودة لنصوص الدستور لبناء دولة لكل اللبنانيين وإيجاد قانون انتخابات نيابية من دون عوائق والعمل على بناء قضاء مستقل والإسراع في تأليف حكومة بيانها الوزاري يعتمد الإصلاحات ومحاربة الفساد”.
وبمناسبة الذكرى الـ14 لانتصار تموز عام 2006، أكد بري أن “تخلي لبنان عن المقاومة يعني التخلي عن وحدته وعن سيادته”، وأضاف في رسالة إلى اللبنانيين: “إنّ المقاومة هي عناوين قوة لبنان”، مجدداً التزام لبنان بتحرير كامل ترابه وتمسكه بعناوين قوته المتمثلة بالمقاومة، لأن أي تخلٍّ عنها هو تخلٍّ عن لبنان ووحدته وسيادته ووجوده كوطن لجميع أبنائه”.
وأشار بري إلى أن “للأزمة الاقتصادية أسباب داخلية، إلا أن هناك سبباً جوهرياً، هو معاقبة لبنان وتدفيعه ثمن دعم الشعب الفلسطيني”.
يأتي ذلك فيما وصل إلى بيروت موفد الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى دايفيد هيل والتقى قادة سياسيين والمجتمع المدني والشباب، كذلك زارت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي بيروت لاستقبال حاملة المِروحيات “تونير” المكلَّفة بتقديم المساعدة بعد انفجار المرفأ.
يذكر أن هيل هو أول مسؤول أمريكي يزور لبنان منذ انطلاق الاحتجاجات في 17 تشرين الأول الماضي، ويأتي ذلك بعد توضيح من حضروا اجتماعاً لمجموعة الدعم اللبنانية في فرنسا هذا الأسبوع أنه لن يتم منح أي إنقاذ أو مساعدة مالية من دون إجراء إصلاحات جادة.
ويتلقّى لبنان مساعدات من العديد من دول العالم عبر إقامة مستشفيات ميدانية في المناطق المتضررة، ومساعدات طبية وإنسانية تتواصل بشكل يومي للتخفيف من آثار انفجار بيروت.
في سياق متصل، أكدت روسيا أن الأحداث السياسية الجارية في لبنان شأن داخلي يخصّ شعبه فقط، مشدّدةً على ضرورة الحفاظ على سيادة واستقلال هذا البلد.
ودعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى حل جميع القضايا الحساسة في الأجندة السياسية الداخلية اللبنانية على أساس قانوني ومن خلال الحوار والوصول إلى توافق وطني واسع دون أي تدخل خارجي، كما دعت السياسيين اللبنانيين إلى الاتحاد من أجل التغلب بجهود مشتركة على تداعيات الكارثة في مرفأ بيروت وإخراج البلاد من هذه الأزمة.
وطالبت زاخاروفا اللاعبين الخارجيين والدول المانحة بعدم تسييس قضية المساعدات للبنان والتدخل في سياسته وشؤونه الداخلية خدمة لمصالحهم الجيوسياسية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد، الأربعاء، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ضرورة تسوية المشاكل في لبنان دون تدخل خارجي، وأكد موقف روسيا الداعم لوحدة لبنان وسيادته.