يوفنتوس وعقدة دوري الأبطال.. بيرلو مثيل زيدان في تورينو
توقعت الصحافة العالمية فوز فريقٍ جديدٍ في النسخة الأخيرة لدوري أبطال أوروبا، وخصوصاً مع هذا الموسم الكروي الاستثنائي، فصبت أغلب التوقعات في صالح مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان اللذين بذلا كل ما يمكن خلال السنوات الأخيرة حتى يحققوا لقب البطولة ولم يتمكن أيهما من ذلك رغم أن الأخير كان على بعد هدفين فقط من حمل كأس البطولة، وحقيقةً لعنة حصد لقب دوري الأبطال ليست محصورة فقط بهذين الفريقين وإنما هناك فرقٌ كبيرةٌ وعريقةٌ تحاول إعادة البطولة ذات الأذنين إلى خزائنها دون جدوى وأبرزها نادي يوفنتوس الإيطالي الذي غاب عنه اللقب منذ موسم 1996، ولأن هدف الإدارة الأول حالياً هو اللقب الأوروبي الأمجد للأندية، قامت للعام الثاني على التوالي بتغيير مدربها، وهو أمر نادر الحدوث في تاريخ النادي سابقاً، فقامت بتعيين نجمها السابق أندريا بيرلو مع السماح له باستقدام من يشاء من النجوم الشباب في سوق الانتقالات الصيفية، وربما تكون هذه ثاني خطوة كبيرة يقوم بها اليوفي في العقدين الأخيرين بعد التعاقد مع كريستيانو رونالدو، نظراً لغياب الخبرة الكافية لدى بيرلو، وكل ذلك في سبيل التتويج بدوري الأبطال.
فلا يملك المدرب السادس والأربعون في تاريخ النادي خبرة تدريبية كبيرة، فقد عيّن قبل أيام فقط مدرباً لفريق اليوفي تحت 23 عاماً والمشارك في بطولة الدرجة الثالثة، لكن سبب إيمان أنييلي بمقدراته، ربما هو ذاته الذي جعل من فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد الإسباني يعين الفرنسي زين الدين زيدان مدرباً للفريق الأول، مع اختلاف بسيط هو أن زيدان تدرج في التدريب من معاونٍ لأنشيلوتي إلى مدرب للفريق الثاني، ليخلف بعدها رافاييل بينيتيز، ويحقق إنجازاً تاريخياً مع الملكي بالتتويج في دوري الأبطال لثلاثة مواسم متتالية، فهل يتمكن بيرلو من القيام بالمثل؟ الحقيقة هناك نقطة قوية مشتركة بين النجمين السابقين، فكلاهما لعب وأبدع مع السيدة العجوز، ولمن لا يعلم فالفريق الذي كان يلعب معه زيدان عام 2001 ويدربه كارلوس أنشيلوتي خرج منه أربعة عشر مدرباً أبرزهم بجانب الفرنسي، فيليبو إنزاغي وأنتونيو كونتي وباولو سوزا.
وهناك صفات مشتركة كثيرة أيضاً هو قادر على فعل أي شيء تقريباً، هادئ وجاد جداً لكنه يتمتع بخفة ظل كبيرة، وعندما كان يلعب كان يتمتع بالقوة البدنية والشعور الكبير بمركزه، وتماماً كما حدث مع زيدان في موسمه الأول مع الريال، يمكنه التحدث مع كريستيانو رونالدو وإنشاء علاقات قوية معه وكذلك جورجيو كيلليني، وهذا ما يحتاجه يوفنتوس بالضبط، فزيدان لم يجلب أي ابتكارات فنية أو تكتيكية أو تدريبية لنادي العاصمة الإسبانية، فقط جعل الفريق يشعر بالهدوء ويستخدام أفضل اللاعبين في الظروف المثالية لتقديم أفضل ما لديهم، وفاز بكل شيء.
إذاً هي سنة مصيرية لنادي يوفنتوس وبالأخص لمدربه بيرلو ونجمه الأول رونالدو، فإن لم يستطع الفريق تحقيق اللقب الأوروبي مرة أخرى الموسم القادم، فهذا يعني بالضرورة مغادرة أفضل لاعب في العالم خمس مرات لتورينو، ومع انخفاض قيمته السوقية بشكل كبير هذا العام بسبب كورونا وعدم تحقيقه لما قدم من أجله وكبر سنه، قد نجد خيار الاعتزال وارداً جداً، هذا من جهة، ومن جهة أخرى سيكون المدرب الجديد قد وقع على انتكاسة كبرى في بداية مشواره التدريبي سيقيله من منصبه بالتأكيد وربما لن يتعاقد معه أي فريق كبير في إيطاليا أو أوروبا قبل أن يستطيع إثبات ذاته.