أجواء فوضوية في المناظرة الاولى بين ترامب وبايدن!
أجواء فوضوية اكتنفت المناظرة الأولى بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن، التي وصفتها صحيفة “نيويورك تايمز” بـ”المعركة القبيحة” و “الفوضى”، فيما اعتبرتها “واشنطن بوست” أسوأ مناظرة في الذاكرة الأميركيّة الحيّة، الأمر غير المستغرب بوجود ترامب الشعبوي.
ولم تكن المناظرة إلا مجرد مشادات كلاميّة بين مرشحين جلّ ما يفعلانه هو كيل الشتائم والانتقادات لبعضهما البعض في خطاباتهما الانتخابيّة وعلى حساباتهما على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ ترشحهما للانتخابات الرئاسيّة المرتقبة في 3 تشرين الثاني المقبل. وكتبت “واشنطن بوست”: “لم يشاهد أحد على قيد الحياة مناظرة رئاسيّة مثل مهرجان الصراخ غير اللائق بين ترامب وبايدن. 90 دقيقة من الاحتجاج والمقاطعة والشتائم الشخصيّة. لقد كانت إهانة للجمهور أيضاً ومثالاً مؤسفاً على حالة الديمقراطيّة الأميركيّة قبل 5 أسابيع من الانتخابات”.
رغم السلبية المطلقة التي حملتها أجواء المناظرة التي ينتظرها الأميركيون بفارغ الصبر، إلا أنها كانت مادة جيدة للتسلية والترفيه ربما يحتاجهما العالم بعد عام صعب من التدهور الاقتصادي وتفشي فيروس كورونا.
“سيدي الرئيس” كانت أكثر كلمة استخدمها المسؤول عن إدارة المناظرة كريس والاس محاولاً إدارة الفوضى في النقاش، والطلب من ترامب التوقف عن مقاطعة منافسه بايدن، حتى أن الأميركيين احتسبوا عدد المرات التي قاطع بها والاس ترامب وكانت 76 مرة، أمّا بايدن فقاطعه 15 مرة فقط.
واشتبك بايدن بشدّة مع خصمه ترامب حول تعامله مع جائحة فيروس كورونا والاقتصاد والضرائب ونزاهة الانتخابات، كما قاطع ترامب منافسه مراراً وتبادلا الإهانات في مشاجرة سياسية جعلت من الصعب على أي منهما توضيح وجهة نظره.
وخلال المناظرة التي تابعها عشرات ملايين الأمريكيين، دعا بايدن الذي يتقدم على ترامب في استطلاعات الرأي بغضب بعد مقاطعات متكررة خلال الجزء الأول من المناظرة خصمه إلى الصمت، واصفاً إياه بأنه “مهرج وعنصري”، فيما رد ترامب بوصفه بـ “عديم الذكاء”.
كما عمد ترامب إلى وصف بايدن بأنه “دمية في يد اليسار الراديكالي”، سواء بشأن قضايا الصحة أو الأمن أو المناخ، لكن نائب الرئيس الأمريكي السابق تمكن من الصمود في هذه المناظرة التي جرت في كليفلاند، مركزاً نظره أكثر من مرة على الكاميرا ليطلب من الأمريكيين أن يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع لتجنب “أربع سنوات إضافية من الأكاذيب”.
وهاجم بايدن بشدّة أسلوب تعامل ترامب مع جائحة فيروس كورونا، قائلاً: “إنّ ترامب أصابه الذعر وتقاعس عن حماية الأمريكيين لأنه أكثر اهتماماً بالاقتصاد”، موضحاً أن الكثيرين ماتوا وسيموت عدد أكبر بكثير ما لم يصبح أكثر ذكاء بكثير وأسرع بكثير.
وفي إجابة عن نتائج الانتخابات المقبلة، تعهّد بايدن بالاعتراف بنتائجها فيما تهرب ترامب من الرد.
وتشير معظم استطلاعات الرأي إلى تقدم بايدن على ترامب على خلفية السخط من سياسات ترامب سواء في التعامل مع جائحة كورونا أو فيما يخص الاحتجاجات التي شهدتها الولايات المتحدة ضد العنصرية على مدى الأشهر الماضية، إضافةً إلى مواقفه المتهورة تجاه القضايا الداخلية والخارجية.