بعد المناظرة الأولى.. “الحرب الإعلامية” تستعر بين ترامب وبايدن
تواصلت أصداء المناظرة الأولى بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي في الانتخابات جو بايدن، حيث قال ترامب: “إنّه استمتع كثيراً في المناظرة مع منافسه الديمقراطي بايدن”، فيما وصف المرشح الديمقراطي بايدن سلوك منافسه ترامب بأنه “عار وطني”.
وفي كلمة له خلال حملته الانتخابية في دولوث بمينيسوتا، أكد ترامب أن على بايدن أن يتعامل مع أحد أكثر الشعوب صلابة في العالم إذا فاز في الانتخابات، معرباً عن ثقته في أن بايدن أضعف من أن يحكم الولايات المتحدة، وأنه “يتحمّل مسؤولية 47 عاماً من الأكاذيب والخيانة والفشل”.
وقال ترامب: “ماذا سيفعلون من دون ترامب؟ ماذا سيفعلون؟ هناك الكثير من الناس ماذا سيفعلون في 8، 12، أو ربما 16 عاماً؟ لدي أخبار لجو إذا أصبحت يوماً رئيساً، فعليك التعامل مع أحد أقسى شعوب العالم”.
وأضاف: “سأخبرك، أنا أعرفهم جميعاً، وسائل الإعلام الليبرالية منزعجة لأنني خضت معركة داخل المناظرة وكشفت أجندة جو الخطيرة للغاية”.
من جهته، قال بايدن: “إنّ الشعب الأميركي لن يقف مكتوف الأيدي إذا خسر ترامب الانتخابات ثم رفض التنحّي”.
وفي كلمة له في بنسلفانيا، حثّ بايدن الأميركيين على التصويت لصالحه بأعداد كبيرة للقضاء على أي احتمال لبقاء ترامب في البيت الأبيض إذا خسر الانتخابات.
وقال: “هذا الرئيس ينشر الكراهية والانقسام، الكراهية لا تختفي لأن ما يقوله الرؤساء مهم، لقد سمعتم ما قاله الليلة الماضية عندما سأل حول احتمال إدانته تفوق البيض، لقد تخبط ولم يجِب”.
وأضاف: “كلام ترامب يقول إنه إذا خسر الانتخابات فسيتعين القيام بشيء ما، ولكنني أعدكم أنه لن يحدث ذلك. سيقول الشعب الأميركي كلمته بأعداد كبيرة ولن يعيق أحد مسار عمليتنا الديمقراطية.. لا أحد”.
والملفت أن المناظرة الرئاسية الأميركية الأولى اجتذبت جمهوراً أصغر بكثير من الرقم القياسي الذي سجل قبل أربع سنوات، وفقاً لبيانات نيلسن الصادرة الأربعاء.
وشاهد ما يقدر بنحو 73.1 مليون شخص المناظرة التي اتسمت بالفوضى ليل الثلاثاء عبر 16 شبكة أي أقل من الرقم القياسي البالغ 84 مليوناً، الذين شاهدوا مناظرة ترامب والسيدة الأولى السابقة هيلاري كلينتون منافسته في انتخابات عام 2016، ويمثل هذا انخفاضاً 13% عن الرقم المسجل عام 2016.
وتتضمن أرقام نيلسن الأشخاص الذين يشاهدون من المنزل وفي أماكن مثل الحانات والمطاعم، كما تضمنت بعض المشاهدات الرقمية من خلال أجهزة التلفزيون المتصلة بالإنترنت.
وتركزت المناظرة حول قضايا أساسية بدءاً بترشيح قاضية للمنصب الشاغر في المحكمة العليا الأميركية، حيث يرى بايدن أنه يجب الانتظار حتى تنتهي الانتخابات الأميركية، بينما يرى ترامب إنه “حق أصيل له”، إضافةً إلى التقارير الصحفية التي تتهم ترامب بأنه لم يدفع خلال 10 سنوات سوى 750 دولار كضرائب للدخل، فأجاب ترامب: إنه دفع الملايين خلال تلك الفترة، وأنه لن يكشف شيئاً حتى يتم انتهاء التحقيق في ذلك.
بايدن، حين شعر بالتهكّم من قبل ترامب به، ضاعف الهجوم على ترامب، واصفاً إياه بأنه “الرئيس الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة”، ليتّهم ترامب بدوره بايدن، بالحصول على 3 ملايين من موسكو، ليباغته نائب الرئيس السابق بالنفي ويصف ترامب بـ”المهرج”، مضيفاً: “ما يهم ليس الحديث عن عائلتي أو عائلة ترامب، وإنما التركيز على ما يهم الشعب الأميركي”.
وعلّق فلاديمير بوزنر، وهو صحفي كبير يحمل الجنسيتين الروسية والأمريكية، قائلاً: “إنّه بعد مشاهدة مناظرة المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة، شعر بالأسى لأميركا”.
وفي أول رد فعل لإدارة ترامب بعد المناظرة، أعلنت الإدارة عزمها خفض أعداد اللاجئين إلى مستوى قياسي جديد والسماح بقبول 15 ألف لاجئ فقط في الولايات المتحدة في السنة المالية 2021.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية: “إنّ هذا الاقتراح يعكس إعطاء الأولوية لسلامة ورفاهية الأميركيين ولا سيما في ضوء جائحة كورونا المستمرة”، مشيرةً إلى أنه تم خفض الحد الأقصى لعدد اللاجئين إلى 18 ألف لاجئ في العام الماضي.
من جهته، وصف كريش فيناراجاه المدير التنفيذي لخدمة الهجرة واللاجئين في منشور له على تويتر التخفيضات بأنها “تخلٍّ كامل عن الواجب الأخلاقي”.