وسط إشارات استفهام حول الأعمار.. “براعم حلب” يقلب الطاولة وينتزع البطولة!
حلب – محمود جنيد
احتاج منتخب براعم حلب لكرة القدم إلى مقامرة القرعة ليتمكن من التأهل إلى الدور النهائي لبطولة القطر بعد الركوب على أرجوحة القرارات التي تلوَّت تحت قبة الفيحاء بالاحتكام إلى مباراة فاصلة مع منتخب ريف دمشق، لتحديد هوية أفضل صاحب مركز ثان بين مجموعات الدور الأول الثلاث بعد تعادل المنتخبين (حلب وريف دمشق) بعدد النقاط وعلامات اللعب النظيف، قبل أن يؤكد بأنه الأفضل والأقدر ويخطف الزعامة، ويتنزع لقب البطولة من خلال تصدره فرق الدور النهائي بفوزين متتاليين على منتخب حماة بثلاثة أهداف لهدف في الجولة الثانية، وعلى منتخب الحسكة في الختامية الحاسمة بخمسة أهداف لهدفين سبقها انطلاقة متعثرة أمام منتخب اللاذقية.
وإذا أردنا النظر إلى الأمر من الناحيتين التنظيمية والفنية، نلاحظ أن بطل منتخبات القطر لأهم الفئات القاعدية التي تؤسس للبناء الكروي لعب ست مباريات احتاجها للتتويج بلقب معنوي احتفى به الجميع، وكان من بين أولئك مدرب منتخبنا الوطني الأول نبيل معلول الذي تابع منتخب حلب في الدور النهائي وأثنى على موهبة لاعبيه وصفق لأدائه بحرارة، لكن ماذا عن الفائدة الفنية للاعبين يشاركون بعدد محدود من المباريات خلال موسم كامل، وكيف ستتطور نواة اللعبة وتثمر مستقبلاً، علماً أنه كانت هناك شكوك حول عدم نظامية أعمار بعض اللاعبين لكن الموضوع حسم من خلال الأوراق الثبوتية (حسب النظم واللوائح)، ودون الرجوع إلى الأسلوب التكنولوجي العلمي للفحص .
أما الجانب التنظيمي في الموضوع فعليه الكثير من علامات الاستفهام، فكيف يتخذ اتحاد كرة القدم قراراً بإقامة مباراة فاصلة بين منتخبي حلب وريف دمشق ويصدر القرار، ويتأهب منتخب حلب للسفر بعد الترتيبات والحجوزات اللازمة قبل نسف القرار ببلاغ ثان يعلن فيه عن إجراء القرعة مع منتخب ريف دمشق الذي رفض الفاصلة؟ بينما تنبهت الإدارة الفنية لاتحاد الكرة بعد ذلك التخبط بأن اللوائح تقول بإجراء القرعة بين المتعادلين بكل شيء، ونحن هنا مازلنا نتحدث عن فئة براعم ترى وتتعلم من كل ما يدور حولها.
ومع تجاوز ماسبق، أكد عضو اتحاد كرة القدم سعد الدين قرقناوي نجاح بطولة براعم القطر من الناحية الفنية التي أفرزت خامات ومواهب واعدة ومبشرة بمستقبل مشرق لمجموعة كبيرة من اللاعبين من مختلف المحافظات، وهذا ما دعا للتفكير جدياً بالمحافظة على المنتخبات الأربعة المتأهلة للدور النهائي، ودعم استمراريتها ورعاية مواهبها من خلال إقامة تجمعات دائمة لتلك المنتخبات في المحافظات الأربع، أما مدرب منتخب براعم حلب عمار أيوبي الذي استلم مهمته متأخراً خلفاً للمدرب السابق ادريس ماردنلي، فقد أشار إلى أن فريقه كان يستحق اللقب قياساً بالمستوى الفني العام للفرق، والتي أظهرت المنافسات عبر الدورين الأول والثاني، بأن مواهب براعم حلب هم الأفضل فنياً من أقرانهم، مع ثنائه على المنتخبات الأخرى التي لعبت في الدور الثاني، وتمنى الأيوبي الحفاظ على مواهب تلك المنتخبات ورعايتها ودعمها كونها تحمل جينات النجومية التي تحتاج للدعم والرعاية لتلمع مستقبلاً .