محاولة إسرائيلية للالتفاف على معركة الأسير الأخرس.. والأخير يرفض
رفض الأسير ماهر الأخرس المضرب عن الطعام منذ 85 يوماً طرحاً شفهياً من نيابة الاحتلال الإسرائيلي نقله لمستشفى المقاصد بالقدس على ألا يجدد اعتقاله الإداري ويفرج عنه نهاية تشرين الثاني القادم، وأكد مواصلة إضرابه عن الطعام ومطالبته بالإفراج الفوري عنه.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين: إن سلطات الاحتلال تحاول الالتفاف على معركة الأسير الأخرس، وأكدت أن الوضع الصحي له مقلق وخطير ويتدهور يوماً بعد آخر، مبينة أن الأسير الأخرس بات يعاني من حالة إعياء شديد ولا يقوى على الحركة، كما تأثرت حاستي السمع والنطق لديه، ويعاني من نوبات تشنج ألم شديد في مختلف أنحاء جسده، ومن تشوش في الرؤية وصداع شديد وهناك تخوفات من إصابة أحد أعضاءه الحيوية بضرر كبير.
إلى ذلك، طالب مئات الفلسطينيين في مدينتي طولكرم والبيرة في الضفة الغربية خلال وقفتين تضامنيتين المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية، وعلى رأسها الصليب الأحمر، بالتدخل العاجل والضغط على سلطات الاحتلال وإلزامها بتطبيق القانون الدولي والإفراج عن الأسير الأخرس وإنقاذ حياته، وأكدوا أن الأخرس يخوض بإرادة صلبة معركة الأمعاء الخاوية في وجه أعتى محتل في العالم وسط صمت دولي، مشددين على ضرورة التحرك للضغط على كل المؤسسات الإنسانية للإفراج عنه وعن جميع الأسرى في معتقلات الاحتلال.
وخلال الوقفة في البيرة، شدد المشاركون على أن الأسير الأخرس يسجل في إضرابه المتواصل عن الطعام ملحمة جديدة في التصدي لإرهاب الاحتلال حتى نيل الحرية رغم وضعه الصحي الحرج، مؤكدين أن الأسرى في معتقلات الاحتلال يخوضون معركة نضالية دعماً له في ظل الممارسات التعسفية والوحشية بحقهم.
من جهته، أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن محاكم الاحتلال العسكرية لم تتوقف عن إصدار أوامر الاعتقال الإداري بحق الأسرى الفلسطينيين بتعليمات من المخابرات التي تتحكم في تفاصيل هذا الملف، حيث رصد 880 قراراً إدارياً منذ بداية العام الحالي، مشيراً إلى أن الاعتقال الإداري أصبح سيفاً مسلطاً على رقاب الفلسطينيين، وعقاباً جماعياً ينتهجه الاحتلال للتنكيل بالنشطاء والقادة والأسرى المحررين والنواب دون مبرر أو مسوغ قانوني. ويأتي ذلك أيضاً في إطار عمليات الانتقام التي يمارسها الاحتلال بشكلٍ واضح ضد كافة شرائح المجتمع الفلسطيني بما فيهم النساء والأطفال، وقال مدير المركز الباحث رياض الأشقر أن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كل المعايير والشروط التي وضعها القانون الدولي عند استخدام هذا النوع من الاعتقال، بينما يتخذه الاحتلال ذريعة للتنكيل بالأسرى واستنزاف أعمارهم دون وجه حق.
في غضون ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة أريحا ومخيمي العروب في الخليل ونور شمس في طولكرم واعتقلت ستة فلسطينيين بينهم فتى يبلغ من العمر 13 عاماً.
واعتقلت قوات الاحتلال 3 فلسطيين من القدس، وأوضح شهود عيان أن قوات الاحتلال أوقفت أحد الشبان خلال محاولته الدخول إلى الأقصى عبر باب القطانين، ومنعته من الدخول، ثم استدعت قوات إضافية وضباط إلى المكان وقاموا باعتقاله والاعتداء عليه، كما اعتقلت قوات الاحتلال شابين عقب اقتحام مخيم شعفاط في القدس.
وفي سياق منفصل، طالب الاتحاد الأوربي سلطات الاحتلال الإسرائيلية بعدم تنفيذ تهديداتها بهدم تجمعات فلسطينية جنوبي الضفة الغربية، وذلك خلال زيارة قام بها رؤساء بعثات وممثلون من الاتحاد الأوروبي، إلى تجمعين فلسطينيين في قريتي أم الخير و خربة المجاز في تلال جنوب الخليل.
وقال ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين المحتلة سفين كون فون بورغسدورف: نشعر بالقلق إزاء التهديد المستمر بهدم الممتلكات والطرد الذي تواجهه المجتمعات المحلية لأكثر من عقدين جنوبي الضفة الغربية، ودعا في بيان إلى عدم تنفيذ عمليات هدم في التجمعات، وأضاف “سيكون تهجير هذه المجتمعات مخالفًا للقانون الإنساني الدولي.
والتقى الدبلوماسيون الأوروبيون بالسكان وممثلين محليين وعن المجتمع المدني، حيث تم إطلاعهم على التهديد المستمر بالهدم والإخلاء ونزع الملكية الذي تواجهه المجتمعات الفلسطينية المحلية.