أخبارصحيفة البعث

المعركة طويلة.. كورونا ينتشر بالسرعة القصوى في فرنسا

بعد يوم من تسجيل فرنسا رقماً قياسياً بلغ 41622 إصابة جديدة، أعلن المستشار العلمي للحكومة الفرنسية آرنو فونتانيه الجمعة إن فيروس كورونا ينتشر بسرعة أكبر مما كان عليه خلال تفشي المرض للمرة الأولى في الربيع، في واحد من أشد التحذيرات حتى الآن من نطاق انتشار المرض مرة أخرى في أوروبا.

وذكر فونتانيه، وهو عالم في مجال الأوبئة، “الفيروس ينتشر بسرعة أكبر.. عادت الجائحة للظهور”، مضيفا أن المعركة ضد المرض ستكون “طويلة جداً”.

ومثل العديد من الدول الأوروبية الأخرى، التي تواجه ارتفاعاً جديداً في عدد الحالات منذ أوائل أيلول، شددت فرنسا القيود لاحتواء المرض، وأعلنت الخميس عن توسيع نطاق حظر التجول، الذي فُرض في بادئ الأمر في تسع مدن منها باريس، ليشمل أكثر من ثلثي سكانها.

وقال فونتانيه: إن السلطات الفرنسية كانت قد تمكنت من السيطرة على الفيروس بنهاية حزيران، مضيفاً: إن معدل دخول المستشفيات الذي ظل منخفضا حتى نهاية آب أعطى إحساساً زائفاً بالأمان على الرغم من ارتفاع الحالات بالفعل في ذلك الوقت، وأردف: “ثم كان هناك أسبوع انخفضت فيه درجات الحرارة وسارت جميع المؤشرات في الاتجاه الخاطئ مرة أخرى في جميع أنحاء أوروبا. ينتشر الفيروس بشكل أفضل في البرد لأننا نمضي معظم الوقت في الأماكن المغلقة”.

وبعد الوصول إلى ذروة بلغت 32292 إصابة في 14 نيسان، عندما كانت فرنسا تطبق بعضا من أشد إجراءات العزل العام في أوروبا، انخفض عدد مرضى كوفيد-19 بالمستشفيات إلى 4530 في 29 آب. وبعد زيادة الحالات اليومية بأكثر من 700 حالة خلال الأيام الأربعة الماضية، يبلغ العدد الآن في المستشفيات 14032 وهو مستوى لم تشهده البلاد منذ أوائل يونيو حزيران.

وقال فونتانيه: “ستجد المستشفيات والعاملون فيها أنفسهم في وضع عرفوه بالفعل” في إشارة إلى ذروة نهاية آذار وأوائل نيسان، عندما كانت منظومة المستشفيات على وشك الانهيار.

وأضاف “لدينا الكثير من الأدوات لحماية أنفسنا من الفيروس، لكننا نواجه فترة صعبة”، مرددا توقعات رئيس الوزراء جان كاستيكس، بأن فرنسا ستواجه صعوبات في شهر تشرين الثاني بينما كان يشرح إجراءات حظر التجول الجديدة.

ومثل غيره من خبراء الصحة، قال فونتانيه: إن إجراءات الاحتواء ستستغرق نحو أسبوعين قبل أن تؤتي ثمارها.

إلى ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية: إن النصف الشمالي من الكرة الأرضية يواجه لحظة حاسمة في مكافحة جائحة كوفيد-19، إذ يشهد عدد كبير من الدول تزايدا مطردا في أعداد الإصابات.

وصرح المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبيريسوس خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو أن “الأشهر القليلة القادمة ستكون صعبة جدا وبعض الدول في مسار خطير”. وأضاف أن “الكثير من الدول تشهد تزايدا مطردا في إصابات كوفيد-19 ويؤدي ذلك الآن إلى إشراف وحدات العناية المركزة على بلوغ طاقة استيعابها القصوى أو بلغتها بالفعل مع أننا ما زلنا في تشرين الأول”.

وتتسابق المختبرات العالمية لتطوير لقاحات وأدوية قادرة على القضاء على الفيروس الذي حير العالم والأوساط الطبية. وتتنافس شركات عملاقة في تصنيع لقاحات دخلت العديد منها المرحلة الثالثة من التجارب السريرية.