غضب شعبي يشهده السودان رفضاً للتطبيع
شهد السودان غضب شعبي في الساعات الماضية رفضاً للتطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي. وقد أحرق المتظاهرون السودانيون مجدداً في الخرطوم علم الاحتلال وكتبوا عليه “اذهب إلى الجحيم”.
وكانت تظاهرات مماثلة قد شهدتها المنطقة المتاخمة لحيّ الصحافة جنوب الخرطوم على خلفية هتافات مناوئة للتطبيع وضد من يسعون لتبريره في الأوساط الشعبية والسياسية.
وقد رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وردّدوا الهتافات المندّدة بالتطبيع والداعمة لفلسطين، وحملوا اللافتات التي تصف التطبيع بالخيانة، والتي ترفض الخنوع والذلّ والاستسلام لإملاءات أميركا وحلفائها.
وردّد المتظاهرون هتافات منددة برئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، إلى جانب تأكيدهم الرفض الكامل لتطبيع بلادهم العلاقات مع الاحتلال.
وواصلت أحزاب سودانية معارضة التعبير عن رفضها إعلان اتفاق تطبيع السودان مع العدو الإسرائيلي، فيما كشف رئيس حزب “منبر السلام العادل” السوداني أن الحزب يريد أن يشكل جبهة “لمواجهة هذا الفعل الخياني، ونحن لا نعترف بالحكومة الحالية”، وأضاف: إن اتفاق التطبيع هو خيانة للسودان وللأمة وللأقصى، وأشار إلى أن “أكثر ما أدهشنا أن رئيس الوزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أبلغ الإسرائيليين بانتصارهم على عاصمة اللاءات الثلاث”!
وفي السياق، رفض “تحالف الإجماع الوطني” في السودان اتفاق التطبيع، وقال: إن “السلطة الانتقالية تتعمد انتهاك الوثيقة الدستورية بالمضي خطوات في اتجاه التطبيع”.
يذكر أن قيادات من الفصائل الفلسطينية نددت بالتطبيع السوداني مع “إسرائيل”، واعتبرت أن النظام السوداني “يسجّل بذلك كتاباً أسوداً في تاريخ السودان”.
كذلك رأت وزارة الخارجية الإيرانية أن هذا الأمر “زائف وقائم على فدية” لغضّ الطرف عن الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين.
وفي السياق نفسه، أشار حزب التيار الشعبي في تونس إلى أن “إسرائيل” الكبرى يمكن أن تصبح أمراً واقعاً، أمام مشهد التطبيع بشكليه المصري والأردني، والموالاة التامة لكيان الاحتلال على الطريقة الإماراتية والبحرينية والسودانية، ودعا فصائل المقاومة الفلسطينية إلى إعلان المقاومة الشعبية الشاملة وتكريس خيار التحرير الكامل، وتصفية الوجود الصهيونيّ نهجاً استراتيجياً حتمياً لحفظ الوجود وتقرير المصير. ودعا الجماهير العربية أيضاً إلى “الانتفاض منعاً لتصفية القضية الفلسطينية قبل تحويل الرضوخ لمشيئة العدوّ إلى استنزاف داخليّ وأنهار من الدماء”.
ولفت التيار إلى أنّ “الطغمة العسكرية الحاكمة في السودان تخلت عن حقوق الشعب الفلسطيني، وعن أمن الشعب السوداني مقابل وعود بتخفيف القيود الاقتصادية عنها”.
كذلك، وصفت الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي اتفاق التطبيع بالعار الكبير.
وفي بيان تنديد أكّدت أنّ قرار الحكومة الانتقالية يصادم وجدان الشعب السوداني، ويخرق قانون مقاطعة “إسرائيل”، ودعت الشعب السوداني إلى اتخاذ المواقف التي عُرف بها لإفشال مشروع التطبيع الذي يستهدفُ تاريخه وحاضره ومستقبله.
بدوره، استنكر المؤتمر القومي الإسلامي تطبيع السودان علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي، واصفاً الخطوة بالطعنة للقضية الفلسطينية.
وفي بيان رأى المؤتمرُ أن انضمام القيادة السودانية إلى ركب التطبيع جاء تحت ابتزاز الإدارة الأميركية، واستغلالاً لما تعانيه البلاد من أزمات نتيجة السياسات الأميركية، وأضاف أنّ خضوع الحكومة السودانية للضغوط يدُلّ على ضعفها، وبالتالي على بطلان الاتفاق إثر إتمامه بالإكراه، وخروجه عن إرادة الشعب السوداني.
وخلص البيان إلى أن مصير السياسات الأميركية والخضوع السوداني سيكونان إلى فشل محتوم، ولن يغيّرا مجرى التاريخ العربي، أو عدالة القضية الفلسطينية.