إطلاق “الكندوش” في مؤتمر صحفي محلي وعربي من دمشق
حضور إعلامي محلي وعربي كثيف ومهم وبمختلف أنواعه ضمته قاعة فندق الفورسيزن بدمشق في المؤتمر الإعلامي الضخم والمميز الذي أقامته مجموعة “M B Broduction” لإطلاق باكورة أعمالها الإنتاجية “مسلسل الكندوش” لكاتبه حسام تحسين بيك، والمخرج سمير حسين، بإشراف عام من الفنان أيمن رضا المدير التنفيذي للشركة.
بداية لابد من الإشادة بالجهد الكبير المبذول لتنظيم مجريات المؤتمر، التي أشرف عليها الزميل الصحفي والناقد وسام كنعان، الذي أدار المؤتمر باعتباره المسؤول الإعلامي عن العمل، والذي بذل جهداً مهماً، وسيكون له أثره المتوخى المتأتى من إشراك العديد من الإعلاميين العرب في المؤتمر الذين حضروا من خلال شاشة عرض، نقلوا من خلالها أمنياتهم الطيبة للعمل وللدراما السورية بالنجاح والنهوض من كبوتها، إضافة إلى الأسئلة التي تم طرحها من قبلهم على فريق العمل، وعن هذا الشأن قال كنعان: “منذ زمن ليس بالقليل لم يحضر الإعلام العربي في دمشق، خصوصاً في شأن فني وإبداعي هام كالدراما المحلية، هذه الصناعة التي تعاني ما تعانيه، والهدف من إشراك العديد من الأسماء الإعلامية المهمة والمعروفة عند الشارع العربي هو توسيع دائرة الاهتمام بالحدث الذي يُعول عليه كبداية لعودة الألق للدراما المحلية، أيضاً التمهيد والتوطئة لهذا العمل والشركة المنتجة لتكون عملية البيع أكثر فاعلية، وبالتالي تسترد الشركة ولو جزءاً يسيراً من الميزانية الضخمة التي رصدتها للعمل حتى تستطيع الاستمرار بهذه الخطوة الشجاعة، فهذه الصناعة الإبداعية تعاني جداً، ووجود رأس مال خاص لديه هم وطني حقيقي، في واحدة من أهم الصناعات في سورية، يجب دعمه من هذا الباب المهم، ففي هذا دعم للدراما المحلية عموماً بشكل أو بآخر”.
ومن الشخصيات الإعلامية المؤثرة في الشارع العربي حضر الإعلامي الكبير جورج قرداحي، الذي تمنى النجاح للعمل، مباركاً الخطوة المهمة، كما وصفها، معتبراً أن سلاح الفن هو من أهم الأسلحة التي تحارب الفرقة والجهل والكراهية والحقد، أيضاً أمنيات طيبة بالنجاح للدراما المحلية وللعمل وفريقه من الفنانين تمناها كل من الإعلامي والشاعر زاهي وهبي، والإعلامية رابعة الزيات، أيضاً الإعلامي طوني خليفة، وغيرهم، بعد أن ثمّنوا هذه الشجاعة التي تحلى بها رأس مال وطني نظيف للخوض في هذا المجال، والذي هو بحاجة لكل الدعم والتشجيع، خصوصاً في الوقت العصيب الذي تمر فيه هذه الدراما التي يحبها ويتابعها كل العرب.
المؤتمر الذي افتتحه الزميل كنعان بمقدّمة دافئة ونابعة من القلب – كما يُقال – تقصّد من خلالها إشاعة حالة من الألفة والحميمية الجامعة، شهد نقاشاً جدياً ومهنياً مطوّلاً بين الإعلام مع صنّاع ونجوم العمل الذين تواجدوا أيضاً في المؤتمر، ومن الفنانين الحاضرين على المنصة: سلاف فواخرجي، أيمن زيدان، أيمن رضا، شكران مرتجى، كندا حنا، بالإضافة إلى مدير الشركة جود برغلي، ومخرج العمل سمير حسين، الذي تصدّى للمرة الأولى لعمل من أعمال “البيئة”، والمعروف عنه خلال مسيرته الفنية اشتغاله على الأعمال الواقعية المعاصرة. وعن هذا الشأن صرح مخرج العمل لـ “البعث” بالأسباب التي جعلته يقتنع بالعمل بقوله: “عندما عُرض عليّ العمل وقرأته، وجدت نفسي مستمتعاً بالأحداث والوقائع والشخصيات المكتوبة بعناية وبطريقة فنية محترفة، أيضاً طبيعة العمل العامة التي تُعلي من قيم الحب والإنسانية في هذا الزمن الصعب، كذلك يضم العمل جانباً غنائياً غنياً، ما يجعله أقرب إلى دراما “الميوزكال” بشكل عام، لكن تلك الأغاني موظفة بطريقة محكمة في العمل وليست دخيلة عليه، خصوصاً أنها من تأليف كاتب العمل صاحب “نتالي، غزالة”، دون أن ننسى الترنيمة السورية التي يرددها معظم السوريين “أنا سوري أه يا نيالي”، “الكندوش” عمل بيئة شامية، لكنه مختلف بالطرح والحكاية والأفكار المهمة التي يقدمها، أيضاً مجموعة الفنانين النجوم الذين تم اختيارهم بعناية ودون أي تدخل أو ضغط من الشركة المنتجة، على عكس ما يجري في بعض الشركات التي يهمها أن تبقى الدراما المحلية بهذه السطحية، فهذا يجعلهم يتحكمون بالأعمال وبالفنانين أيضاً، كل هذا وغيره في الحقيقة جعلني أقدم على هذه الخطوة المهمة في مسيرتي المهنية كما أتمنى وأعمل على ذلك مع باقي الفريق”.
حضر أيضاً العديد من الفنانين المتواجدين في “الكندوش”، سواء من الفنانين الكبار: رضوان عقيلي، عبد الفتاح مزين، وضاح حلوم، نزار أبو حجر، تيسير إدريس، أندريه سكاف، جمال العلي، والعديد من الأسماء الفنية الشابة التي سيكون لها حضور مميز ومهم في العمل، كما وضّح ذلك كل من المخرج والمشرف العام، ومنهم: همام رضا، هافال حمدي، وغيرهما.
الفنان والمشرف على العمل أيمن رضا تحدّث عن أهمية “الكندوش” في تقديمه للبيئة الشامية بصورتها الحقيقية بعيداً عن كل التشويه الذي لحق بها، مؤكداً أن العمل سيكون من الأعمال الممتعة والمهمة نظراً لجمالية الحكاية التي صاغها الفنان حسام تحسين بيك ببراعة، والتي سيجسدها أهم نجوم الدراما المحلية الذين آمنوا بالعمل، وبما يذهب إليه ويقدّمه.
أيضاً وبعد 5 سنوات انقطاع عن الدراما التلفزيونية، “الكندوش” يعود بالفنان النجم أيمن زيدان إلى الشاشة الفضية.. زيدان الذي قال بأنه لم يجد نفسه خلال السنوات الماضية في العديد من الأعمال التي عُرضت عليه، لكن الحكاية والصياغة والبراعة في الحبكات وبناء الشخصيات وتتالي الأحداث جعلته مستمتعاً بها مشدوداً لها وهي على الورق، أيضاً لم يفت لأبي حازم أن يتكلم عن الظروف الصعبة التي يمر بها هو ومعظم السوريين، والتي كانت من الدوافع أيضاً للمشاركة.
كاتب العمل الفنان الثمانيني حسام تحسين بيك تحدّث بعاطفة وانفعال صادق، متأثراً بكون العمل الوحيد الذي كتبه، باعتباره ممثلاً وليس كاتباً، سيجد طريقه إلى النور أخيراً بعد محاولات مع جهات إنتاجية أخرى لم تكن لتقدم ربع ما قدمته “M B Broduction” لإنتاجه بما يليق به كعمل بيئة شامية لا يشبه ما سبق وتم تقديمه عن هذه البيئة لا شكلاً ولا مضموناً رغم مشاركته في العديد منها.
مدير المجموعة المنتجة، جود برغلي، تحدّث عن هذه الخطوة الجريئة والشجاعة، معتبراً أن الجميع معني بهذه الدراما التي جمعت الناس وأفرحتهم، وتركت أثرها الجميل في دواخلهم، وساهمت في عملية النهوض الاقتصادي للبلد، وبالتالي فإن وقت رد الدين لها قد أتى، خصوصاً بما تمر به اليوم، وعندما تتوفر معظم ظروف النجاح من الجهة الفنية كوجود كوكبة من النجوم السوريين أصحاب الباع والخبرة المهمة في هذه الصناعة الإبداعية، مؤكداً أن الدافع الأهم هو تقديم الصورة الحقيقية المشرقة عن هذه البيئة التي ترمز لسورية كلها، خصوصاً أن الجمهور العربي يحبها وينتظرها.
تمّام علي بركات