معمل تجفيف الفاكهة بالسويداء.. تجربة جديدة تبحث عن الدعم
السويداء- ربا الهادي
بدأت عجلة إنتاج معمل تجفيف الفاكهة في قرية سهوة البلاطة بريف السويداء الجنوبي بالدوران وإنتاج عينات مختلفة من أصناف الفاكهة المجفّفة ذات المواصفات الجيدة، والتي تنبئ بمنتج يحظى باهتمام المستثمرين في الفترة المقبلة.
فكرة المعمل بدأت في أواخر عام 2019، بعد محاضرة ألقاها المهندس الزراعي زيد عبد السلام في قرية سهوة البلاطة عن الفاكهة وآلية تجفيفها، الأمر الذي لفت انتباه عدة نساء في تلك البلدة التي تعتمد أساساً على زراعة أشجار العنب والتفاح والتين، فكانت الفكرة ومنها بدأت الخطوات العملية لتنفيذ هذا المشروع الذي يخلق فرص عمل جديدة لبعض الأسر، وفي الوقت نفسه تصريف منتج الفلاح بأسعار تناسبه.
منذ أيام تحوّلت الأفكار إلى واقع وبدأ المعمل بالانطلاق ولاقى استحساناً كبيراً لدى أهالي البلدة وكل من زاره واطلع على آلية عمله، لكون الفكرة جديدة ولأول مرة يتمّ تجفيف الفاكهة بطريقة آلية وضمن شروط صحية معينة.
من الحلم إلى الحقيقة
وقالت سحر مطر رئيسة جمعية نساء بلدة سهوة بلاطة: كنّا نبحث عن مشروع يحقّق ريعية جيدة للجمعية ويخلق فرص عمل في القرية، فكانت فكرة إنشاء معمل تجفيف الفاكهة فكرة مقنعة وجيدة وبدأنا بالتنسيق مع المهندس الزراعي زيد عبد السلام الذي أصبح مديراً للمعمل حالياً. وأضافت: إن المواد الأولية الموجودة في القرية ساهمت كثيراً في بلورة تأسيس المعمل.
وبينت أن تجهيز المعمل بمعداته لم يأخذ وقتاً طويلاً، خاصة وأن السيدة الأولى أسماء الأسد ساهمت كثيراً في دعم فكرة إنشاء المعمل لما يحقّقه من أهداف تنموية تهدف إلى تثبيت الأهالي في الأرياف، وقدّمت دعماً مادياً لاستكمال شراء المعدات وتجهيز المعمل.
وأشارت مطر إلى أن دائرة العلاقات المسكونية للتنمية في السويداء قدّمت أيضاً مبلغاً وقدره 5 ملايين ليرة، إضافة لإجراء دورة تدريبية حول تجفيف الفاكهة، معربة عن أمنياتها بأن تعمّم فكرة هذا المعمل في عموم المحافظات السورية، مؤكدة أن المعمل يوفر ثماني عشرة فرصة عمل بين مهندسين زراعيين ونساء وشبان بحاجة إلى عمل، وأن المعمل يستوعب 5 أطنان من التفاح، على أمل أن تزيد الطاقة الاستيعابية له في الفترة المقبلة.
وبيّنت مطر أن المنتج يحتاج إلى تسويق ويتمّ البحث عن فرص لتسويقه مع بعض المستثمرين كون المنتج يطرح لأول مرة في الأسواق، مشيرة إلى أن المعمل قدّم نماذج لبعض التّجار والمستثمرين وغالبيتهم أعجبوا بجودة المنتج، والمعمل بصدد وضع خطط تسويقية لمنتجاته.
شيبس التفاح
بدوره تحدث المهندس زيد عبد السلام عن مراحل تجفيف الفاكهة قائلاً: إن العملية تبدأ أولاً بغسل كميات التفاح بمغسل آلي، ومن ثم تجفيفها ونزع اللب آلياً، ليتمّ بعدها تقطيع التفاح إلى شرائح رقيقة، ثم وضعها على أوعية مسطحة لتوضع أخيراً في المجفّف الآلي لعدة أيام، منوهاً بأن العمل يتمّ وسط إجراءات التعقيم والنظافة التامة حرصاً على سلامة المنتج، وبعد التجفيف يتمّ تغليفها يدوياً. ولفت عبد السلام إلى أن المعمل يتجه باتجاه التقليل من النفايات عبر استثمار بعضها في صنع الخل.
كما أشار إلى أن جميع الفواكه المجفّفة في المعمل تحافظ على قيمتها الغذائية بعد التجفيف ولا يتمّ إضافة أي منكهات كيميائية على أي صنف من الفاكهة المجفّفة. وقال عبد السلام إنه أول معمل ينتج رقائق التفاح المجفّفة على مستوى سورية، موضحاً أن شيبس التفاح هو منتج فريد من نوعه على مستوى سورية، معرباّ عن أمله في أن يدخل هذا الشيبس إلى المدارس لأنه منتج طبيعي خالٍ من المواد الحافظة بدلاً من المنتجات التي تُباع في المدارس.
معوقات وصعوبات
على الرغم من أن هذا المعمل حقّق بعض النجاحات في إنتاج أصناف من الفاكهة المجففة، إلا أن هناك بعض المعوقات التي تقف عقبة أمام عملية الإنتاج، تلخصت -حسب المهندس عبد السلام- بالانقطاعات المتكررة للكهرباء ما ينعكس سلباً على عملية الإنتاج.