المقداد لـ كوزنيتسوفا: على الدول الراغبة بإخراج أطفالها ومواطنيها من مخيم الهول التنسيق والتعاون مع الدولة السورية
التقى نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد اليوم مفوضة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحقوق الطفل آنا كوزنيتسوفا والوفد المرافق.
وأكد الجانبان على علاقات الصداقة والشراكة بين البلدين في مختلف المجالات وخاصة في مجال العمل الإنساني ومكافحة الإرهاب في سورية.
وعبر الدكتور المقداد خلال اللقاء عن ارتياحه لعملية إجلاء الأطفال الروس من مخيم الهول في إطار التنسيق المشترك بين الحكومتين السورية والروسية على عكس ما تقوم به بعض الدول الغربية التي تقوم بإخراج مواطنيها من المخيم بالتعامل مع الميليشيات الانفصالية المسلحة وتهريبهم عبر الحدود منتهكة بذلك التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.
وأكد الدكتور المقداد على مواصلة المساعي الروسية السورية البناءة لإجلاء جميع الأطفال الروس من المخيم وإعادتهم إلى وطنهم مشيرا إلى أن الدولة السورية جاهزة من جانبها لتقديم التسهيلات اللازمة لذلك.
ولفت نائب الوزير إلى أن الدول الأخرى الراغبة بإخراج أطفالها ومواطنيها من مخيم الهول عليها أن تقوم بذلك بالتنسيق والتعاون التام مع الدولة السورية مؤكداً وجوب العمل على تضافر الجهود من أجل استعادة الحياة الطبيعية لأولئك الأطفال أسوة ببقية أطفال العالم.
من جانب آخر شكر الدكتور المقداد كوزنيتسوفا على مشاركتها في المؤتمر الدولي لعودة اللاجئين السوريين المنعقد حالياً في دمشق منوهاً بالجهود الروسية السورية المشتركة لإنجاح هذا المؤتمر الذي برهن عزم الجمهورية العربية السورية على إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم الأم.
واعتبر نائب الوزير أن موقف الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية التي عملت على محاربة انعقاد المؤتمر يعري الأهداف الحقيقية لهذه الدول التي لا تريد الخير لسورية وللاجئين السوريين وأن هذه المقاطعة كشفت زيف ادعاءات هذه الدول ونفاقها.
بدورها نوهت مفوضة الرئيس الروسي لشؤون الطفل إلى مستوى التعاون المثمر الذي أظهرته الحكومة السورية لتسهيل العودة الآمنة والصحية للأطفال الروس المتواجدين في مخيم الهول إلى وطنهم الأم روسيا مشيرة إلى أن الأطفال الذين استعيدوا تم إدماجهم من جديد في المجتمع الروسي لممارسة حياتهم الطبيعية.
وأشادت كوزنيتسوفا بالجهود الإنسانية التي تبذلها الحكومة السورية للتخفيف من معاناة الأطفال جراء الإرهاب الذي تعرضت له سورية مؤكدة حرص الاتحاد الروسي على احترام سيادة الجمهورية العربية السورية.
حضر اللقاء من الجانب السوري السفير ميلاد عطية مدير إدارة المنظمات والدكتور عبد الله حلاق مدير مكتب نائب الوزير ويامن بدر من مكتب نائب الوزير.
ومن الجانب الروسي أوليغ سالاغاي معاون وزير الصحة وإيلدار قربانوف القائم بأعمال السفارة الروسية بدمشق وناتاليا شوميلوفا مساعدة مفوض الرئيس الروسي لشؤون الطفل وسيرغي دوتوف منسق من وزارة الدفاع.
وفي تصريح صحفي عقب اللقاء أكد الدكتور المقداد أن موضوع عودة اللاجئين إلى سورية ورقة إنسانية وليست سياسية، وبلادنا تقدم كل المساعدة من أجل عدم تحميل الأطفال مسؤولية انضمام آبائهم للتنظيمات الإرهابية، مشيرا إلى أن الأصدقاء الروس حريصون على أطفال اللاجئين، في حين لم نلمس إطلاقاً أن الدول الغربية مهتمة بالحد الأدنى مما يروجون له من حرصهم على هؤلاء الأطفال لأنهم سلموهم للإرهابيين.
وفي تصريح مماثل نوهت كوزنيتسوفا بتعاون ودعم الدولة السورية للجهود المتعلقة بموضوع عودة اللاجئين ومعالجة القضايا المشتركة مؤكدة أن سورية وشعبها رغم الظروف الصعبة التي تمر بها ستتجاوز المحن وستنتعش في المستقبل القريب.