دبلوماسيون وخبراء: مؤتمر عودة اللاجئين عرى مواقف الغرب
أكد نائب رئيس رابطة الدبلوماسيين الروس أندريه باكلانوف أن المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين الذي عقد في دمشق في الـ 11 والـ 12 من الشهر الجاري أتاح فرصة اللقاء بين المهتمين فعلا بمصير اللاجئين والمستعدين للعمل من أجل تقديم المعونة الحقيقية لهم بما يضمن عودتهم إلى وطنهم.
وانتقد باكلانوف مقاطعة حكومات الغرب التي تزعم حرصها على مصير اللاجئين للمؤتمر قائلاً إن رفضهم الحضور أثبت عدم اهتمامهم بهذه القضية وإن هدفهم الأساسي هو كيفية مواصلة أعمالهم العدوانية ضد سورية.
ودعا باكلانوف إلى عدم الاكتراث بمواقف الدول الغربية والمجردة من الإنسانية والاعتماد عوضا عن ذلك على الذات والصداقة التي تربط بين شعوبنا وعلى القوى الداعمة لعودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم.
وفي مقابلة مماثلة اعتبر المعلق السياسي في البرنامج التحليلي الأسبوعي بوست سكريبتوم في القناة المركزية للتلفزيون الروسي رومان بيرفيزينتسيف أن مقاطعة دول الغرب المؤتمر الدولي حول اللاجئين عرت مواقف هذه الدول والسياسة العدوانية التي تنتهجها في العراق وليبيا وسورية وفي المنطقة العربية بأسرها.
وشدد بيرفيزينتسيف على أن ممارسات دول الغرب وتآمرها على سورية هو ما مهد لدخول عصابات الإرهاب الدولي إليها لتأتي الإجراءات القسرية الغربية والأمريكية لتزيد من معاناة الشعب السوري.
بدوره أكد الباحث العلمي الأقدم في كلية الاستشراق بمدرسة الاقتصاد العليا في موسكو أندريه تشيبوريغين أن الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي يفرضها الغرب على سورية تضر بالدرجة الأولى المواطنين والأطفال لأنها تمنع التعامل التجاري الخارجي وتحد من دخول المساعدات إلى سورية.
واعتبر تشيبوريغين أن عقد مؤتمر دمشق كان ضروريا لتحفيز عودة اللاجئين إلى وطنهم داعيا المجتمع الدولي لتقديم المساعدة إلى سورية لتحقيق هذه الغاية.
وأضاف إن المؤتمر كشف أن مزاعم الغرب بشأن (حرصه) على مساعدة السوريين لا تتعدى الحديث الشفهي الصرف وإن سياسة واشنطن وبروكسل العدائية تجاه سورية لم تتغير أبداً.
الجبهة الأوروبية للتضامن مع سورية في إسبانيا تدعم المؤتمر
إلى ذلك، أكدت الجبهة الأوروبية للتضامن مع سورية في إسبانيا أن المؤتمر يشكل خطوة كبيرة في تشجيع اللاجئين على العودة إلى الوطن والمساهمة في القضاء على الإرهاب وبإعادة الإعمار التي تقوم بها الدولة السورية.
وأعربت الجبهة في بيان لها عن دعمها المطلق لهذا المؤتمر الذي عقد في دمشق ولجميع الجهود التي ما زالت تبذلها الحكومة السورية وحلفاؤها الحقيقيون من أجل عودة اللاجئين السوريين في الخارج إلى مناطقهم وأراضيهم ومنازلهم وممارسة حياتهم بشكل طبيعي بعد أن تم استخدامهم كأداة ضغط وابتزاز سياسي دولي من قبل بعض الدول في مجلس الأمن ضد الحكومة الشرعية لبلادهم.
واستنكرت الجبهة في بيانها غياب إسبانيا من بين دول الاتحاد الأوروبي عن حضور هذا المؤتمر الدولي، مؤكدة أن ذلك يمثل تقاعساً على الساحة الدولية.
وندد البيان بالإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري وحكومته الشرعية من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية الأمر الذي يزيد ويفاقم من آلام ومعاناة الشعب السوري ولا سيما لجهة مواجهة وباء كورونا، مطالباً الحكومة الإسبانية برفع هذه الإجراءات غير الشرعية وغير الأخلاقية وتقديم المساعدة بشكل عاجل للحكومة السورية لتتمكن من تأمين المعدات الصحية والأجهزة الطبية العاجلة والأدوية لحماية شعبها وخاصة الأطفال في مواجهة هذا الوباء.
وأشار البيان إلى أنه على المجتمع الدولي أن يفهم أن من يحدد مستقبل سورية هو الشعب السوري وحده وليس من خلال فرض سياسات خارجية وإجراءات قسرية واستخدام الإرهابيين.
وشددت الجبهة على أنه على الولايات المتحدة وحلفائها في الاتحاد الأوروبي إدراك أهمية عودة العلاقات مع سورية، مؤكدة أن العدو ليس الدولة السورية بل هو التطرف والدول الراعية له مثل تركيا والسعودية وقطر و”إسرائيل” والتدخل الأجنبي، وبينه الأوروبي، في الشؤون الداخلية لسورية من خلال إرسال ودعم الإرهابيين وما نتج عن ذلك من موجات هجرة وتدفق اللاجئين وارتداد الإرهاب الذي دعمه الغرب على دوله.