ماذا يخبئ المستقبل للجمهوريين بعد خسارة ترامب؟
ترجمة: عائدة أسعد
عن توب ستوريز
تقتربُ رئاسة دونالد ترامب من نهايتها التي لا يتمنّى رؤيتها، وعلى الجمهوريين الآن اختيار ما إذا كانوا يريدون الاستمرار في المسار الشعبوي أو العودة إلى القيم الأكثر تحفظاً.
لقد خسر ترامب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وفي 20 كانون الثاني 2021 سيكون هناك رئيس ديمقراطي في البيت الأبيض، وعلى الرغم من قول الخبراء: إن عمليات إعادة الفرز لن تُحدث فرقاً، وأن التحديات القانونية لا أساس لها، يرفض ترامب الاعتراف بخسارته وكذلك العديد من أصدقائه الجمهوريين رفيعي المستوى.
قال الجمهوري ميتش مكونيل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ: “من حقّ الرئيس ترامب النظر في مزاعم المخالفات وتقييم خياراته القانونية”، فيما قال مايك بومبيو وزير خارجية أمريكا: “سيكون هناك انتقال سلس إلى إدارة ثانية لترامب”. وبالنسبة لـ لورا ميريفيلد ويلسون الأستاذة المساعدة في العلوم السياسية بجامعة إنديانابوليس: “إنه أمر طائش وغير مسؤول أن أقول من حق ترامب سواء كان مزاحاً أم لا”.
والتأكيد من أعلى المستويات الحكومية على أن الانتخابات لم تنتهِ، شجّع ناخبي ترامب على تنظيم احتجاجات في جميع أنحاء البلاد وهم يخطّطون لـ “Million MAGA March” للإشارة إلى شعار ترامب “اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”، كما أن الدعم المستمر من مسؤولي الحزب والأشخاص العاديين في جميع أنحاء الولايات المتحدة يطرح السؤال التالي: في أي اتجاه سيذهب الحزب بمجرد أن يصبح دونالد ترامب رئيساً مرة أخرى؟.
خلال السنوات الأربع التي قضاها في الرئاسة غيّر ترامب ميول الجمهوريين من المحافظين اجتماعياً إلى الشعبوية، ولكن لا يزال هناك محافظون من المدرسة القديمة يعربون علناً عن رفضهم لسياسات ترامب، مثل جون كاسيش الحاكم السابق لأوهايو، لكن يقول الخبراء إنهم لا يشكلون الأغلبية.
قال جيه مايلز كولمان المحلّل السياسي في مركز جامعة فيرجينيا للسياسة: “إذا نظرت إلى الجمهوريين في الكونغرس ستجد عدداً أقل من أمثال جون كاسيتش وأكبر من أمثال جيم جوردان”. وجوردان عضو في مجلس النواب وهو متحمّس لترامب ومؤيد، وكان جزءاً من فريق دفاع الرئيس في محاكمة العزل هذا العام.
يبدو أن انتخابات هذا العام تؤكد ذلك على الرغم من خسارة الرئيس، فبينما فاز جو بايدن في السباق الرئاسي، حصل الجمهوريون على مقاعد أكثر بكثير مما كان متوقعاً في مجلسي الكونغرس متغلبين على العديد من الديمقراطيين الحاليين.
يشير كولمان إلى أن ترامب لا يزال يتمتّع بنفوذ كبير على حزبه، وأن العديد من الجمهوريين قد سئموا من إثارة غضبه مع الملايين من متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن على المدى الطويل وليس في الوقت الحالي قد يكون الجمهوريون المعتدلون قادرين على منع عودة ترامب أو توجيه السفينة بطريقة مختلفة.
وحتى عندما يلتزم الجمهوريون بما كانوا يفعلونه فليس من المضمون أن يواصل أكثر من 72 مليون أمريكي ممن صوّتوا لمصلحة دونالد ترامب في انتخابات 2020 دعم الحزب الكبير القديم.
تقول ويلسون: “أعتقد أن ترامب وسّع قاعدة الجمهوريين، فقد تحدث إلى ناخبين لم يصوّتوا من قبل وإلى أشخاص شعروا أنه لم يتمّ سماعهم ولم يتمّ تمثيل آرائهم من قبل وأحضرهم إلى الحزب الجمهوري، وسيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كان هؤلاء الناخبون يلتزمون بالجمهوريين أو يعودون إلى عدم التصويت، وهل هم موالون لترامب فقط أم للحزب الجمهوري؟”.
إن الجمهوريين حريصون على التمسّك بمجموعة أخرى ولم ينجحوا معها بشكل كبير قبل ترامب وهم الناخبون الملوّنون، فقد قال كولمان: “اعتاد الجمهوريون أن يكونوا حزب البيض، لكن الرئيس ترامب حقّق نجاحات مع اللاتينيين في أماكن مثل جنوب تكساس وفلوريدا”.
بالنسبة للرئيس نفسه لا تزال خطواته التالية غير واضحة وقد تكون مفاجئة لأولئك الذين اتبعوه خلال السنوات الأربع الماضية، ووفقاً لموقع Axios الإخباري أخبر ترامب مستشاريه بشكل خاص أنه يفكر في الترشّح للرئاسة في عام 2024 وبموجب دستور الولايات المتحدة يمكن للرئيس أن يخدم فترتين لكن لا يلزم أن تكونا متتاليتين.
يقول كولمان: “لا أعتقد أنه سيذهب بعيداً وسيظل لاعباً في الحزب الجمهوري، وهناك تكهنات حول ما إذا كان ترامب سيبدأ قناته التلفزيونية الخاصة بعد أن فقدت قناة فوكس نيوز شعبيتها مع الرئيس، وبدلاً من الترشّح مرة أخرى لنفسه يشك بعض النقاد في أن دونالد ترامب يمكن أن يدعم أحد أبنائه في الترشح للرئاسة، وقد تكون فكرة السلالة جذابة لشخص مثل ترامب ويمكن أن تعود إيفانكا ترامب أو أحد إخوتها إلى البيت الأبيض كرئيس”. بينما قالت ويلسون: “لقد أظهرت إيفانكا بالتأكيد اهتماماً بالسياسة والسلالات السياسية موجودة والتعرّف على الاسم يعمل بشكل جيد مع الناخبين، كما حدث مع عائلة كينيدي وبوش، وبالعودة إلى الوراء عائلة روزفلت”.
إن الرئيس المنتهية ولايته سواء كان سيرشح نفسه مرة أخرى أو يدعم الطموحات السياسية لأولاده أو يبدأ شبكة تلفزيونية، من غير المرجح أن يختفي اسم ترامب من العناوين الرئيسية في أي وقت قريب.