بايدن يشكل فريقه.. وترامب يفشل في قلب الموازين
ركز الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن جهوده اليوم الثلاثاء على تشكيل الفريق الأساسي للعاملين معه في البيت الأبيض، في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس دونالد ترامب معركته القانونية لتغيير نتيجة الانتخابات لصالحه رغم تزايد العلامات على ضعف موقفه، فيما كشفت مجلة “فوربس” الأمريكية أن ثلاثة محامين يمثلون حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلبوا الانسحاب من الدعوى التي رفعها للطعن بنتائج الانتخابات الرئاسية في ولاية بنسلفانيا، وذلك قبيل جلسة استماع رئيسية، وأشارت إلى أن المحامين تقدموا بطلب الانسحاب أمام المحكمة، فيما سمح القاضي بانسحاب اثنين منهم فقط.
وجاء هذا التحرك بعد أيام من انسحاب شركة المحاماة الشهيرة “بورتر رايت موريس آند آرثر” من تمثيل ترامب في قضية الطعن بنتائج الانتخابات على خلفية خلاف داخلي عميق في الشركة بشأن تبني هذه الدعوى.
ووفق وسائل إعلام أمريكية أبدى بعض الموظفين القانونيين في الشركة معارضتهم للدفاع عن ترامب، واعتبروا هذا الأمر بمثابة استخدام لهم في تقويض النظام الانتخابي، بينما أقدم أحد المحامين على تقديم استقالته بشكل رسمي.
وحتى الآن كان الفشل الذريع مصير جهود ترامب الغاضبة لدفع المحاكم لإلغاء نتائج الفرز أو تأجيل إعلان النتائج في ولايات رئيسية.
والاثنين قالت لجنة الانتخابات في ولاية ويسكونسن إن إعادة فرز الأصوات ستبلغ كلفتها نحو 7.9 مليون دولار وهو مبلغ ستضطر حملة ترامب لدفعه مقدما إذا طلبت إعادة الفرز.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي ظل ترامب على غضبه وعناده، في الوقت الذي أكدت فيه شخصيات بارزة من الجمهوريين في الكونجرس وغيره بصفة غير رسمية أنه يجب اعتبار بايدن رئيسا منتخبا.
إلى ذلك، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن تدخل وصفته بـ”السافر” للسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام عن ولاية ساوث كارولينا، حيث مارس ضغوطاً على وزير خارجية ولاية جورجيا براد رافينسبيرغر، الذي ينتمي أيضاً إلى الحزب الجمهوري، لثنيه عن إتمام فصل عدّ وفرز الأصوات الجارية.
وأوضح رافينسبيرغر للصحيفة أن قادة آخرين من أطياف الحزب الجمهوري لا زالوا يحثونه على “إهمال” بطاقات التصويت القانونية، واتهامهم الشركة المصنعة لأجهزة التصويت، “دومينيون”، بأنها “يسارية الهوى”.
يأتي ذلك بينما تعهّد مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي روبرت أوبراين بانتقال سلس للسلطة إلى إدارة جديدة يقودها الرئيس المنتخب جو بايدن إذا تأكد فوز الأخير ونائبته كامالا هاريس، على حدّ تعبيره.
أوبراين الذي يتولّى تنسيق شؤون الأمن القومي في البيت الأبيض، قال في مؤتمر عبر “الفيديو كونفرنس” لمنتدى الأمن العالمي: “إن لدى بايدن وهاريس أشخاصاً احترافيين للغاية قادرين على تولي زمام الأمور”، متعهّداً التزامَ الصمت بعد تنصيب الرئيس الجديد بايدن.
وأضاف: “إنّ الولايات المتحدة شهدت عمليات انتقال سلمية وناجحة للسلطة حتى في أحلك الفترات”، متابعاً: “إن بايدن وهاريس يستحقان بعضاً من الوقت لكي يستعدّا ويضعا سياساتهم، وقد تكون بيننا تباينات سياسية”، وفق تعبيره.
بالمقابل، قال مساعدو المرشح الديمقراطي للانتخابات الأمريكية جو بايدن: “إنه لا يعتزم فتح تحقيقات في أعمال وشركات الرئيس الحالي دونالد ترامب، وسيسعى عوضاً عن ذلك إلى المضي قدماً لتوحيد البلد”.
وأوضح أحد مستشاري بايدن لشبكة “إن بي سي” أنه سيركز أكثر على حل المشاكل والمضي قدماً، من دون اللجوء إلى إجراءات قضائية قد تطول، ما من شأنه أن يغضب الكثير من الديمقراطيين الذين ينوون ملاحقة ترامب.
وقال مساعد آخر: “إن أولويات بايدن تشمل التعامل مع الجائحة، وإعادة إحياء الاقتصاد، ومحاربة العنصرية والتغيرات المناخية”.
وتأتي تصريحات مساعدي بايدن وسط مخاوف من أن ترامب قد يوقع سلسلة من اتفاقيات الحصانة لفائدة مساعديه وشركائه في الأعمال في الأيام الأخيرة من رئاسته، ما يجعلهم محميين من أي محاكمة فيدرالية.
يذكر أن وكالة بلومبرغ كانت قد ذكرت أن المدعي العام لولاية نيويورك يواصل التحقيق في السجلات الضريبية لعائلات كبار المسؤولين الماليين في منظمة ترامب كجزء من تحقيق في شركة الرئيس.