إغلاق مدرسة يثير جدلاً واسعاً واتهامات بالتهديد.. و”التربية” تعد بالتريث
دمشق- علي حسون
أثار قرار وزارة التربية القاضي بإغلاق مدرسة الشهيد محمد يوسف مليحان التابعة لمديرية تربية القنيطرة جدلاً واسعاً، لاسيما أنها المدرسة الوحيدة لأبناء تجمع النازحين في دمشق- المزة- ويستغرب أهالي الطلاب والكادر التدريسي هذا التوقيت من الوزارة لإغلاق المدرسة، ولفت الأهالي إلى أنها المدرسة الوحيدة التابعة لمحافظة القنيطرة في المزة، ويتجاوز عددهم عشرة آلاف نسمة.
“البعث” تابعت الموضوع مع وزارة التربية من أجل الوقوف على الأسباب الموجبة لإغلاق المدرسة المذكورة، وأوضح مدير التخطيط والتعاون الدولي غسان الشغري أن عدد تلاميذ المدرسة في جميع الصفوف مخالف لشرط العدد من معايير الخريطة المدرسية وفق ما ورد في كتاب مديرية تربية القنيطرة، لاسيما أن في المدرسة 85 معلم صف ومدرّساً ومدرّسة، بينما لا يصل عدد التلاميذ إلى 120 تلميذاً وتلميذة، في الوقت الذي تعاني المدارس القريبة من منطقة المزة من نقص الاختصاصات لأن المدرسة المذكورة كانت تعد مركزاً للفائض التعليمي في دمشق .
ويرد الأهالي والكادر التعليمي في المدرسة على كلام مدير التخطيط بأن هناك مدارس موجودة في منطقة المزة، على سبيل الذكر لا الحصر مدرسة السيدة نفيسة خلف الرازي، هذه المدرسة حلقة أولى لا يتجاوز عدد الطلاب فيها ٦٠ طالباً، وكذلك مدرسة محمد حبال، ومدرسة هند الأنصارية، ومدرسة هواري بومدين، ما يؤكد أن الأمر ليس فقط مخالفة للشروط، وإنما وراء الأكمة ما وراءها!.
وبيّن الشغري أن المدرسة تضم مديرتين، واحدة للحلقة الأولى، والأخرى للحلقة الثانية، عدا عن وجود أمين سر، ومعاون أمين سر، وأمين مكتبة، ومرشد نفسي، وأمين سر حاسوب، وموجّه إداري، ومنشط، ومخبر، ومشرفين صحيين، وهذا العدد كبير لا يتناسب مع عدد التلاميذ حسب تأكيدات الشغري.
ويخالف أهالي التلاميذ كلام مدير التخطيط بأن في المدرسة مديرة واحدة فقط وليس كما ذكر!.
واتهم بعض المدرّسين والإداريين في المدرسة مدير التربية بتقصد إغلاق المدرسة، خاصة أنه أطلق تهديداً علانية أمام المدرّسين، حيث “ضرب على الطاولة في إدارة المدرسة قائلاً بأنه سيغلق المدرسة ولو في آخر يوم من عمره”.
مدير تربية القنيطرة عماد أسعد نفى أنه قام بالتهديد، بل أكد أنه قال “سيتم إغلاق المدرسة في حال بقي عدد التلاميذ قليلاً هكذا”، مشيراً لـ “البعث” إلى أنه تم اتخاذ قرار التريث بالإغلاق لنهاية امتحانات الفصل الأول، وفي حال زاد عدد الطلاب وسجل الأهالي أبناءهم في المدرسة ستبقى المدرسة مفتوحة .
وأوضح أسعد أن قرار الإغلاق جاء بناء على الأنظمة التربوية والتعليمات الوزارية، لاسيما أن العدد المذكور في المدرسة يضع مديرية التربية في قفص الاتهام والمساءلة من قبل لجان الرقابة والتفتيش، مع تغريم المديرية بمبالغ تصل إلى 2 مليون ليرة على كل شعبة صفية، فهناك صفوف فيها 4 أو 5 تلاميذ فقط، وهذا مخالف تماماً للشروط .
وفي الوقت الذي قررت وزارة التربية تحويل المدرسة المذكورة إلى معهد للتربية الفنية التشكيلية والتطبيقية، ومعهد للتربية الموسيقية، وعد أسعد بإبقاء المدرسة في حال التزم الأهالي والمدرّسون بتسجيل أبنائهم، وزيادة عدد الطلاب في الفصل الثاني.