مشكلاتنا الكهربائية من خياراتنا!
تصوّروا أن لدينا محطات غازية “عملاقة” لتوليد الكهرباء قادرة على تقليص تقنيننا المتعاظم لحدود نكاد لا نشعر بها، لكن مشكلتها أنها تعتمد طاقة الغاز لاستيلاد الطاقة الكهربائية.. وتصوّروا أن خزانات الفيول لزوم محطات توليد الكهرباء لم تعد تستوعب المزيد، لكن مشكلة محطاتنا الكهربائية التي تعتمد على الفيول لتوليد الكهرباء أن طاقاتها الانتاجية لا تلبي احتياجاتنا الكهربائية، ما أدخلنا في “عوز” كهربائي رهيب يصعب تكهن نهاياته!!.
باختصار.. لدينا محطات توليد صُمّمت لتعمل على الغاز، لأن لدينا ما يكفي من الحقول التي تنتج الغاز ويزيد، لكنها تحت سيطرة عصابات قسد العميلة المجرمة، ولدينا الفيول الذي تفيض به خزاناتنا، لكن ما يتوفر لدينا من محطات توليد تعمل على الفيول لا تلبي استطاعات إنتاجها القصوى احتياجاتنا الكهربائية!! والسؤال: من الذي يتحمّل تداعيات هذه المعادلة المركبة ومنعكساتها المدمّرة على حياتنا الاقتصادية والاجتماعية والنفسية وغيرها؟ ولماذا لم توسّع لجنة الطاقة العليا -وقتها- دائرة حساباتها ودراساتها الاستراتيجية المستقبلية لتبني توجهاتها على ضوء الطاقات والإمكانيات المتاحة ضمن كل الظروف، رغم هامش وقت الراحة والنعيم الذي مررنا به، ورغم الأصوات المحذّرة من مغبة التركيز على الغاز كمصدر رئيسي لتوليد الكهرباء، وأين ذهبت أكداس الدراسات التي أُعدّت للتوجّه نحو الطاقات البديلة النظيفة -وما أكثر تنوع مصادرها في بلادنا– وكلنا يذكر المهل الزمنية التي أُعطيت لأصحاب سيارات الأجرة لبدء تشغيل سياراتهم على الغاز، لكن كل ذلك لم يسفر عن أكثر من تشغيل خجول لمبنى هنا ومبنى هناك!!.
ترى ألا يستدعي الأمر مساءلة القائمين حينها على ناصية القرار وتحميلهم مسؤولية ما تسبّبوا به من آلام وأوجاع للسوريين على كل المستويات؟! أما وقد آل إليه حال تقنين الكهرباء إلى ما آل إليه، وتجاوزه عتبة الأربع ساعات تقنين، وساعتي وصل، فإن ذلك يدفعنا للبحث عن بدائل سريعة تنقذنا وتعيننا على التقنين القسري الجائر، ولاسيما أن شتاءنا الطويل لا زال في أوله، وعلى المعنيين ابتكار الحلول التي لا تستبعد استيراد الكهرباء من حلفائنا، وأولهم إيران التي تنتج أكثر من 80 مليون ميغا واط ساعي، وتفعيل تفاهمات واتفاقيات شبكات الربط الكهربائي البري عبر العراق الذي تبدو ملامحه ومعطياته مهيأة -كما نظن ونعتقد-، إذ لا يجوز أبداً الاستكانة والاستهانة بواقعنا الكهربائي المهين تحت أي ظرف أو اعتبار!.
وائل علي