مع اقتراب انتهاء ولايته.. الرئاسة تعجز عن تهذيب سلوك ترامب!
في حين لا يزال ترامب يكابر ويرفض الاعتراف بالهزيمة، تتوالى الوقائع لتؤكد خسارته، وفيما يدعي هو بامتلاكه الدلائل على تزوير الانتخابات في عدة ولايات أصدرت محكمة في ولاية بنسلفانيا قراراً برفض دعوى قضائية رفعتها حملته لاستبعاد ملايين الأصوات التي تم الإدلاء بها عبر البريد في الولاية، ويواصل أيضاً محاولاته لتوجيه الاتهامات المعهودة للآخرين. وفي آخر لقاء محتمل له مع قادة دول “قمة العشرين” يبدو أن الرئاسة وبروتوكولاتها لم تغير أياً من فوضوية ترامب وشعبويته ولم تشذب في سلوكه قيد أنملة!
وفي التفاصيل، رفض القاضي الاتحادي الأمريكي ماثيو بران دعوى قضائية رفعتها حملة ترامب على استبعاد ملايين الأصوات التي تم الإدلاء بها عبر البريد في ولاية بنسلفانيا، وقال بران: “إن الدعوى تضمنت حججاً قانونية واهية واتهامات قائمة على التكهنات”!.
وأحدث هذا الحكم ضربة جديدة لجهود ترامب المتعثرة لإلغاء نتائج انتخابات 3 تشرين الثاني التي خسرها أمام المرشح الديمقراطي بايدن حسب المعلومات غير الرسمية.
وأوضحت وسائل إعلام أمريكية أن مسؤولي ولاية بنسلفانيا يمكنهم الآن المصادقة على النتائج التي تظهر تفوق بايدن بأكثر من 80 ألف صوت.
وعلق مقر بايدن على القرار قائلاً: “إن قرار محكمة بنسلفانيا برفض دعوى قضائية أخرى من مقر ترامب، أظهر أن البلاد بأكملها لن تقبل محاولات الجمهوريين لعكس نتائج الانتخابات”، وأضاف: “رفضت محكمة أخرى مزاعم ترامب ومحاميه رودولف جولياني، عديمة الأساس، وكذلك التهجمات الصارخة على ديمقراطيتنا. لا يمكن القول أوضح من ذلك. لن تقبل بلادنا بعد الآن بمحاولات ترامب لتغيير نتائج الانتخابات التي خسرها بلا شك”.
وفي حين يصرّ المقر الانتخابي لترامب على إعادة فرز الأصوات في جورجيا “16 صوتاً لأعضاء المجمع الانتخابي” في الانتخابات العامة، وقد قدم التماساً بذلك، هنأ سيناتور جمهوري المرشح الديمقراطي جو بايدن لفوزه بالانتخابات، حيث أكد السيناتور الجمهوري عن ولاية بنسلفانيا في مجلس الشيوخ الأمريكي بات تومي أن ترامب استنزف كل الخيارات القانونية المتاحة له للاعتراض على نتائج التصويت في الولاية.
وجاء ذلك في بيان أصدره مكتب تومي الذي يتولى مقعده في مجلس الشيوخ منذ عام 2010 في أعقاب قرار القاضي الاتحادي الأمريكي ماثيو بران إسقاط دعوى قضائية رفعتها حملة ترامب بطلب إقصاء ملايين الأصوات التي تم الإدلاء بها عبر البريد في بنسلفانيا.
ولفت تومي إلى أن هذا القرار القضائي يأتي ضمن سلسلة خسائر قضائية تكبدتها حملة ترامب في جهودها الرامية إلى مراجعة نتائج التصويت، مضيفاً: “تؤكد هذه التطورات، مع المستجدات في باقي أنحاء البلاد أن جو بايدن فاز بانتخابات 2020 وسيكون الرئيس الـ46 للولايات المتحدة”.
وهنأ السيناتور الجمهوري المرشح الديمقراطي بايدن والسيناتورة كامالا هاريس التي من المقرر أن تتولى منصب نائب الرئيس في إدارته بالفوز الانتخابي المفترض، على الرغم من وجود خلافات سياسية ملموسة بينهم، مبدياً خيبة أمله إزاء عدم إعادة انتخاب ترامب ونائبه مايك بنس لولاية ثانية.
إلى ذلك اعتبر ترامب أنّ وسائل الإعلام لا تولي الاهتمام بشأن انتشار فيروس كورونا، وكتب على تويتر: “الأخبار المزيفة لا تتحدث عن أن كوفيد-19 ينتشر بشكل لا يمكن السيطرة عليه في جميع أنحاء العالم، وليس فقط في الولايات المتحدة. كنت في الاجتماع الافتراضي لمجموعة العشرين في وقت مبكر من هذا الصباح، وكان الموضوع الرئيسي للمناقشة هو كوفيد”، وأضاف: “سوف نتعافى بسرعة، خاصة مع لقاحاتنا”.
وارتفع عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، في أقل من أسبوع بمقدار مليون حالة، وتجاوز 12 مليون مصاب.
في سياق آخر، شارك ترامب في قمة دول مجموعة العشرين بالتغريد طوال الجلسة الافتتاحية، وتخطي جلسة على هامش المؤتمر ركزت على جائحة فيروس كورونا.
ولم يتضح طوال الأسبوع ما إذا كان ترامب سيحضر قمة مجموعة العشرين لهذا العام، التي تعقد افتراضياً بسبب الوباء، لكن مساء الجمعة، أصدر البيت الأبيض بيانات تؤكد مشاركته.
وعندما بدأ الحدث، كان ترامب من بين ما يقرب من عشرين من قادة العالم الذين ظهروا عبر الفيديو كونفرنس، ولكن بعد 13 دقيقة فقط من بداية القمة في الساعة 8 صباحاً بتوقيت واشنطن، كان ترامب يكتب تغريدات تركز على جهوده لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وبحلول الساعة 10 صباحاً، كان ترامب قد غادر البيت الأبيض في طريقه إلى نادي للغولف خارج واشنطن العاصمة.
وعندما بدأت الفعالية المنعقدة على هامش قمة دول العشرين حول التأهب لوباء كورونا، الذي تضمن ملاحظات من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن، والعديد من قادة العالم الآخرين، كان ترامب غائباً.
ولم يكن ترامب مهتماً يوماً باجتماعات القمة، حتى عندما لم تعقد افتراضياً، وغادر اجتماع مجموعة السبع في كندا مبكراً وألغى توقيعه على البيان الختامي، وقبل مؤتمر الدول السبع العام الماضي في بياريتز بفرنسا، سأل مساعديه عما إذا كان من الضروري حقاً الحضور.