قمة العشرين والتعذيب في سجون النظام السعودي
ترجمة: هناء شروف
عن الإندبندنت
أشار تقرير لجماعة حقوقية تم مشاركته حصرياً مع الإندبندنت إلى أن ناشطات حقوق المرأة والسجناء السياسيين تعرضوا للاعتداء الجنسي والتعذيب ولقوا حتفهم في سجون السعودية، وأن 309 من السجناء السياسيين عانوا من انتهاكات حقوق الإنسان منذ أن أصبح محمد بن سلمان ولياً للعهد في المملكة في عام 2017.
مؤسسة “غرانت ليبرتي” الخيرية لحقوق الإنسان، التي أعدت التقرير، أكدت إن بعض السجناء واجهوا الموت بسبب جرائم ارتكبوها عندما كانوا في سن التاسعة، و إن 20 سجيناً اعتقلوا بسبب جرائم سياسية ارتكبوها وهم أطفال، خمسة منهم أعدموا بالفعل و 13 آخرين يواجهون حالياً عقوبة الإعدام. و أن الحبس الانفرادي المطول يستخدم على نطاق واسع من قبل السلطات، بينما يُمنع السجناء بشكل متكرر من استشارة فرقهم القانونية.
جاء التقرير في الوقت الذي تستضيف فيه السعودية قمة مجموعة العشرين. وفي هذا الإطار قال آدم كوغل، المتحدث باسم “هيومن رايتس ووتش”، إن رئاسة مجموعة العشرين منحت حكومة ابن سلمان علامة غير مستحقة على المكانة الدولية. ولهذا على بقية العالم أن يستيقظ، ولا ينبغي الترحيب بالمملكة السعودية في مجتمع الدول المحترمة بينما تقوم بتعذيب شعبها وإساءة معاملتهم وقتلهم. فالمملكة تفرض أقسى فترة قمع للحقوق المدنية والسياسية في التاريخ الحديث.
كذلك دعت منظمة العفو الدولية قادة مجموعة العشرين، الذين ذهبوا إلى القمة الافتراضية، لتحميل السلطات السعودية مسؤولية نفاقها المخزي في حقوق المرأة، إذ أن تمكين المرأة جزء من أجندة العشرين. تتحدث السلطات السعودية عن الإصلاحات لكن النشطاء سجناء ويواصلون النضال من أجل حقوق الإنسان، وهم الأصوات الحقيقية للإصلاح، ويجب الاستماع إليهم وليس حبسهم. ففي السجون 27 ناشطة في مجال حقوق المرأة، ستة منهن تعرضن لاعتداء جنسي.
قالت شقيقة الناشطة السعودية في مجال حقوق المرأة المسجونة لجين الهذلول، التي دخلت إضراباً عن الطعام مستمراً منذ أكثر من عشرين يوماً، إنها تعرضت للتعذيب والاعتداء الجنسي في السجن.
وتقول منظمات حقوق الإنسان: إن لجين أُجبرت على تحمل الانتهاكات بما في ذلك الصعق بالكهرباء والجلد والتحرش الجنسي أثناء وجودها في السجن. تم القبض على لجين، التي نجحت في حملة لكسب النساء السعوديات في حق القيادة إلى جانب 10 ناشطات أخريات في مجال حقوق المرأة في السعودية، في أيار 2018 قبل أسابيع من إلغاء حظر القيادة. ورغم هذه الحقائق نفى المسؤولون السعوديون مزاعم التعذيب، وقالوا إنهم يحققون في مزاعم سوء المعاملة.
وقالت لينا الهذلول، شقيقة لجين الصغرى: “أختي ناشطة في مجال حقوق المرأة حائزة على جوائز وقد تم ترشيحها لجائزة نوبل ويتم الاحتفاء بها في جميع أنحاء العالم باستثناء السعودية، فهي تقبع في سجن شديد الحراسة، وتتعرض للتعذيب والإهانة والاعتداء الجنسي. وطالما لا تستطيع النساء داخل السعودية التحدث بأمان، فمن واجب المجتمع الدولي رفع صوته نيابة عنهن”.
وقد طالبت منظمة العفو قادة مجموعة العشرين بالإفراج الفوري وغير المشروط عن لجين ونسيمة السادة وسمر بدوي ونوف عبد العزيز ومايا الزهراني، اللواتي اعتقلن في عام 2018 بسبب عملهن في مجال حقوق الإنسان.
وقالت لين معلوف، من منظمة العفو الدولية: “بالنسبة للسلطات السعودية، تعتبر قمة مجموعة العشرين مهمة للغاية: إنها لحظة بالنسبة لهم للترويج لأجندتهم الإصلاحية للعالم، وإظهار أن بلادهم منفتحة للأعمال التجارية. ولكن المفارقة إن الإصلاحيين الحقيقيين في السعودية يقبعون وراء القضبان. وبدلاً من التماشي مع رواية الحكومة السعودية التي تسعى لتبييض السجل الحقوقي للمملكة، يجب على قادة مجموعة العشرين استخدام هذه القمة كفرصة للدفاع عن النشطاء الشجعان الذين كلفهم التزامهم الحقيقي بتمكين المرأة.