رحلة ضمن مملكة قطنا
حمص- البعث
ضمن فعاليات أيام الثقافة السورية (ثقافتي هويتي) نظمت مديرية الثقافة بالتعاون مع مديرية السياحة ودائرة الآثار رحلة استكشافية علمية إلى موقع الصرح الأثري في قرية المشرفة 18 كم شمال شرق مدينة حمص برفقة مجموعة من طلبة المرحلة الإعدادية، والغاية منها تعريف الأجيال القادمة بالمكانة التاريخية والأثرية والسياحية للمواقع الأثرية الضاربة جذورها عميقاً في الحضارة الإنسانية.
وقدم حكمت عوّاد المسؤول عن موقع قطنا الأثري والمهندسة “لونا طنوس” الدليل السياحي القطري، شرحاً علمياً وتاريخياً عن “مملكة قطنا” التي ظهرت منذ عام ٢٧٠٠ ق.م مسايرةً لعصر البرونز “القديم والحديث” واستمرت لمدة ٥٠٠٠ سنة أمضت منها ثلاثة قرون ونصف زاخرة بالغنى والقوة.
الزيارة الاستكشافية بدأت بالتوّجه نحو أسوار المملكة وبالتحديد نحو السور الترابي الضخم الذي يصل ارتفاعه لنحو ٢٥ متراً وبسماكة كبيرة الغاية منه صد هجمات الغزاة، بعد ذلك تم الانتقال عبر الممر حيث منطقة القصر الملكي (الأكروبول) المميزة بأهميتها الملكية والدينية خاصة بسبب احتوائها على “البئر المقدس” كما جرت تسميته، ليتم بعدها التعرف على “المدفن الملكي” الذي عُثر ضمنه على كنوز قيّمة دللت على علاقات المملكة في تلك الحقبة من الزمن لاسيما مع مملكة مصر ومملكتي ماري وايبلا، وعثر على حوالي٢٧٠٠٠ قطعة أثرية متنوعة تم عرض ١٠٠ قطعة منها فقط.
بعدها تم التَوجه لقصر المنطقة المنخفضة الذي يعود للفترة الآرامية، ليتعرف الطلاب من خلاله على مناطق “التعدين” وهي المناطق التي تم تسخيرها كمعامل لصناعة الفخار والبرونز والذهب والأختام الأسطوانية الذهبية.
زيارة الكنيسة التابعة للمملكة لا تخلو أيضاً من متعتها حيث كانت أعمال الترميم الخاصة بها تقام من قبل سكان المملكة وفق الطريقة التقليدية المتبعة في تلك الفترة عبر “أحجار اللبن” التي كانت تُجبل لتجف تحت أشعة الشمس لتستخدم لاحقاً في أعمال البناء، وهو الأمر الذي يعتبر بحد ذاته عظمة تاريخية لجهة الالتفات بأن المملكة التي حافظت على وجودها وبنيانها لمدة ٥٠٠٠ سنة متحديةً عوامل الزمن وتطور البشرية، قائمة على “أحجار اللبن” فقط لاغير.