نظام أردوغان يبشّر معارضيه بمزيد من الاعتقالات
فيما يزعم النظام التركي أنه يسعى للقضاء على “الإرهاب في الداخل” تأتي الوقائع لتدحض كذبه وتفنّد مزاعمه، وفي الوقت الذي زعم فيه وزير الداخلية في النظام التركي سليمان صويلو تراجع إجمالي عدد من أسماهم “الإرهابيين” داخل البلاد إلى 320، أصدرت محكمة تابعة للنظام التركي عشرات الأحكام بالسجن المؤبد على نحو 500 شخص، بينهم قادة في الجيش وطيارون متهمون بقيادة محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز عام 2016 انطلاقاً من قاعدة أكينجي الجوية، قرب العاصمة أنقرة.
وتعتبر هذه المحاكمة الأبرز من بين عشرات القضايا التي تنظر بها محاكم أردوغان، وتستهدف الآلاف من المتهمين بالتورط في محاولة الانقلاب، التي يتهم النظام التركي أنصار الداعية المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، حليفه السابق، بالوقوف خلفها.
وجاء كلام صويلو في كلمة ألقاها خلال مناقشة ميزانية وزارته لعام 2021 في مقر البرلمان، وتُعتبر ميزانية وزارة صويلو ضخمة بينما تُعاني بلاده من أزمة اقتصادية مُتفاقمة، ورغم ذلك فهو يطلب المزيد من الأموال التي يتم تخصيصها لحملات أمنية مكثفة واعتقالات واسعة يتم تنفيذها داخل وخارج البلاد.
وأوضح أن بيانات وزارته تشير إلى تنفيذ 102 ألف عملية أمنية داخلية، تم خلالها تحييد ما مجموعه 809 “إرهابيين”، وزعم: “خلال العمليات الأمنية الخارجية والداخلية، تم تدمير 882 ملجأ ومأوى وتدمير عربتان مفخختان، وإفشال 187 حادثة إرهابية”.
واعترف صويلو بممارسات نظامه الغاشم حول مكافحة تنظيم “غولن”، فقال : “إنه تم فصل 42 ألف شخص من الوزارة وإبعاد 14 ألفاً آخرين، وإعادة 13 ألف شخص إلى وظائفهم”، وذكر أنه تم توقيف 292 ألف شخص واعتقال 96 ألفاً آخرون في نطاق العمليات الأمنية ضد “غولن”.
وتتصاعد حملة قمع الحريات ضدّ جميع المُعارضين دون استثناء رغم الانتقادات الأممية والأوروبية بشكل خاص.
وبعد مرور 4 سنوات على محاولة الانقلاب، لا يزال نظام أردوغان خائفاً من محاولات أخرى، فيواصل بطش الشعب التركي ومعارضيه حتى حوّل تركيا إلى زنزانة كبرى بشهادة جهات ومنظمات دولية.
يأتي ذلك فيما أصدرت سلطات النظام التركي على 27 شخصاً، معظمهم من الضباط والطيارين، أحكاماً بالسجن مدى الحياة، واتهموا على وجه الخصوص بمحاولة قلب النظام والقتل العمد، كما حكم على 60 شخصاً بعقوبات بالسجن لمدد مختلفة، فيما برئ 75 في ختام هذه المحاكمة، التي شملت نحو 500.
وكان طيارو مقاتلات من طراز إف-16 أيضا من بين الذين صدرت عليهم أحكام مشددة بالسجن مدى الحياة، وهي العقوبة الأشد في محاكم أردوغان، مما يعني عدم وجود إمكانية للإفراج المشروط عنهم.