وسام الشاعر: الأكورديون من أكثر الآلات شعبية على مستوى العالم
يحيي عازف الأكورديون وسام الشاعر والفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو كمال سكيكر أمسية موسيقية “صولو” مساء غد الاثنين على خشبة مسرح الدراما في دار الأوبرا، ويعدّ الشاعر أهم عازفي آلة الأكورديون في الشرق، وأول عازف أكورديون أكاديمي في سورية ويقدّم عزفاً منفرداً على مسرح دار الأوبرا، وقد بيّن الشاعر في حواره مع “البعث” أن برنامج الحفل يتضمّن مقطوعات موسيقية من أغاني الزمن الجميل “ليلة حب، أنا قلبي دليلي وحرمت أحبك”، وهي أغانٍ تبرز فيها آلة الأكورديون بمدرستها الشرقية، ومقطوعات موسيقية من أغنيات السيدة فيروز لإبراز خصوصية مدرسة الرحابنة الذين برعوا في التأليف لهذه الآلة، إلى جانب مقطوعات موسيقية مخصّصة لآلة الأكورديون والأوركسترا “التانغو- الفالس- الفوكس تورت” وهي من توزيع المايسترو كمال سكيكر، إضافة إلى مقدمة “أوغاريت الموسيقية” من تأليف الشاعر بمشاركة عازف البيانو إياد جناوي، وصولو لعازف القانون حكم خالد والتوزيع الموسيقي للفنان مهدي المهدي، وفالس فرنسي يتخلّله حوار بين الغيتار والأكورديون بمشاركة عازف الغيتار يزن الجاجة، ومقطوعة موسيقية للمؤلف الإسباني JokinGoenaga وflik flak للمؤلف A.vosse.
ماذا تعني لك الألقاب الكثيرة التي أُطلقت عليك؟.
الألقاب تعني لي الكثير، وهي دافع كبير لأن أستمر بالمزيد من العطاء والتمرين والتأليف، وأتمنى من كل قلبي أن أكون جديراً بهذه الألقاب التي أُطلقت عليّ.
درستَ الأكورديون بشكل أكاديمي عند عازف الأكورديون العالمي مانفريندلويختير.. ما أهم ما تعلمته منه؟.
دراستي عند عازف الأكورديون العالمي مانفريندلويختير كانت عبارة عن ورشات عمل مهمّة شاركت فيها خلال عامَي 2006 و2009، استفدتُ منها كثيراً على صعيد اطّلاعي على مدارس عديدة في الجاز والتانغو والكلاسيك.
رافقتَ فيروز في مرحلة مبكرة من مسيرتك.. ما أهمية هذه المحطة في حياتك؟.
هي من أهم وأمتع المحطات في حياتي، حيث كان لي الشرف بالمشاركة كعازف منفرد مع السيدة فيروز بعشرات الحفلات في هولندا ولبنان وعدة دول عربية وأوروبية، كما عزفتُ أيضاً عزفاً فردياً مع العديد من المطربين الكبار في مقدمتهم الراحل الكبير وديع الصافي والمطربة جوليا بطرس وكاظم الساهر وغيرهم، كما كان من المهمّ بالنسبة لي أيضاً تواصل العديد من المؤلفين والموزعين الموسيقيين معي مثل ميشيل فاضل.
لك مشاركات مهمّة مع عازفين عالميين.. حدثنا عنها؟.
عملتُ مع أهم المؤلفين الموسيقيين العالميين مثل: راؤل ديبلاسيو وكنت أول عازف أكورديون عربي يعمل في فرقته التي تضمّ أهم عازفي آلات الصولو في العالم، كما شاركت في ورشات عمل مع أهم عازفي الأكورديون في العالم مثل: ماريو ستيفانو- زينتشي وحسن أبو السعود وغيرهم.
شاركتَ في مهرجان العزف المنفرد أكثر من مرة.. ما أهمية هذا المهرجان بالنسبة لك؟.
مشاركتي لأكثر من مرة في مهرجان العزف المنفرد الذي يُقام عادة في دار الأوبرا هي محطة مهمّة بالنسبة لي ولأول مرة حدث من خلالها أن يعزف عازف أكورديون عزفاً منفرداً دون مرافقة آلة موسيقية أخرى، وقد أتت المشاركة بعد مشاركات عديدة لي في العزف المنفرد خارج سورية، وأسعدني وجود جمهور كبير لهذا المهرجان والذي شجّعني على ضرورة تقديم حفلات عزف منفرد، مع الإشارة إلى أنني قمتُ بالعزف المنفرد في مهرجانات أخرى ولكن مع إدخال بعض الآلات الأخرى “بيانو وغيتار”، حيث رافقني على البيانو العازف إياد جناوي وعلى الغيتار العازف طارق صالحية في عدة حفلات، كما شاركتُ ولعدة مرات بالعزف المنفرد أيضاً بمرافقة الفرقة السيمفونية الوطنية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان عام 2013، وفي 2015 بقيادة أرمينوهي سيمونيان وعام 2016 بقيادة المايسترو آندريه معلولي وكنت أول عازف سوريّ وعربيّ يعزفُ على آلة الأكورديون مع فرقة سيمفونية فردياً وكنتُ محظوظاً أنها كانت الفرقة السيمفونية السورية، وأنا عضو أساسي في أوركسترا الموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله، وقد شاركت معها في عدة حفلات كعازف صولو، إضافة إلى مشاركتي الأخيرة معها بحفل الفنان صفوان بهلوان.
ماذا عن مساهماتك في الموسيقا التصويرية؟.
أعتبر هذه المحطة من التجارب المهمّة في مسيرتي كوني ساهمت في أن يلعب الأكورديون دور البطل في الموسيقا التصويرية، حيث تعاونت مع عدة مؤلفين موسيقيين للدراما التلفزيونية: إياد الريماوي، رعد خلف، طاهر مامللي، إيهاب مرادني، آري جان سرحان، فادي مارديني.. وغيرهم.
ما أهم ما أنجزتَه على هذه الآلة في التأليف والتوزيع الموسيقي؟.
ألّفتُ قطعاً خاصةً بآلة الأكورديون سأقدمها في أمسية اليوم، منها قطعة موسيقية “مقدمة أوغاريت” التي ألفتُها لأوركسترا أوغاريت، وهي أوركسترا قمت بتأسيسها وتضمّ خيرة العازفين والموسيقيين في سورية، وهي مستمرة في عملها ولديها عدة مشاريع لإنجازها.
إلى ماذا يحتاج التأليف لهذه الآلة؟.
يحتاج لفهمها بشكل جيد، ودراستها بشكل عميق.
ما أبرز ما يميّز آلة الأكورديون برأيك؟.
هي آلة نوعية لها خصوصيتها في سورية والعالم، وهي من أكثر الآلات شعبية على مستوى العالم، ولها في سورية عازفوها المعروفون، وأعتقد أن الأكورديون من أكثر الآلات تواجداً في البيوت التي تهتمّ بالموسيقا.
كأول عازف أوكورديون أكاديمي في سورية، كيف تجد واقع هذه الآلة فيها؟.
يتمّ تطوير واقع هذه الآلة من خلال معهد صلحي الوادي للموسيقا والذي يضمّ صفاً لتعليم العزف على آلة الأكورديون وافْتُتِحَ على يد المايسترو آندريه معلولي حين كان مديراً للمعهد وقد كنتُ من المساهمين في افتتاح الصف، وأتابعُ اليوم المسيرة في المعهد، حيث أقوم بتدريس هذه الآلة لـ15 طفلاً عازفاً أقومُ بتمرينهم، ولا أنكر وجود صعوبة في التعامل مع الطفل والذي يحتاج لصبر ونفس طويل، وهذا الأمر يكسبني خبرة في مجال التدريس، ويسعدني اليوم اهتمام المعاهد التابعة لوزارة الثقافة في دمشق والمحافظات بتدريس الأطفال وتعليمهم العزف على آلة الأكورديون والعمل على إقامة ورشات عمل أشارك في بعضها لتأهيل مدرّسين وتشجيع الأهل والأطفال على هذه الآلة التي لها أحجام عديدة تناسب كل عمر ومرحلة.
وفي ختام الحوار، وجّه الشاعر الشكر إلى وزارة الثقافة متمثلة بوزيرتها د. لبانة المشوح ودار الأوبرا المتمثلة بمديرها المايسترو آندريه معلولي وجميع القائمين على الحركة الثقافية في سورية وتطويرها لإتاحتهم الفرص للمبدعين ليظهروا ويقدموا ما لديهم في سبيل تطوير الموسيقا السورية.
أمينة عباس