الجيش الليبي يعترض سفينة تركية في طريقها لميليشيات الوفاق
أعلن متحدث باسم الجيش الوطني الليبي أن قواته اعترضت سفينة تركية ترفع علم جاميكا، كانت متجهة صوب ميناء مصراتة في غرب ليبيا، حيث تتمركز ميليشيات حكومة الوفاق حليفة أردوغان، الأمر الذي يمثل بؤرة اشتعال جديدة محتملة في الصراع الدائر بالبلاد، بعد أسابيع من إبرام هدنة.
وقال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري: إن سفينة الشحن التجارية “مبروكة” كان على متنها طاقم مؤلف من 17 فرداً، بينهم تسعة مواطنين أتراك وحاويات لم يجر تفتيشها بعد، وأضاف: إن القوات البحرية التابعة للجيش الوطني الليبي استوقفت السفينة قرب ميناء درنة بشرق البلاد.
وبحسب تصريح للمسماري نشره عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فإن السفينة رصدت داخل المياه الإقليمية الليبية.
وأكد المسماري عدم استجابة السفينة لنداءات موجّهة لها، ودخولها المنطقة المحظورة للعمليات العسكرية، وعدم إتباعها طريقة الاتصال والتنسيق، ما دفع لاعتراضها وجرها لميناء رأس الهلال في الشرق الليبي.
يأتي هذا في وقت أعربت فيه القيادة العامة للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر عن قلقها من توافد حشود ميليشيات حكومة الوفاق باتجاه خطوط التماس غرب سرت والجفرة ونقلها أسلحة ومعدات عسكرية، في خطوة من شأنها أن تنسف اتفاق وقف النار الموقع بين الطرفين.
وتشهد مناطق غرب ليبيا تعبئة كبيرة من المليشيات التابعة لحكومة الوفاق ومرتزقة نظام أردوغان، الذي يستمر في تكديس الأسلحة في قاعدة الوطية، وعرقلة الحوار الليبي، من خلال توسيع تدخله العسكري في الأراضي الليبية.
ووجه المسماري، في وقت سابق، الاتهام إلى نظام أردوغان بالاستمرار في تزويد ميليشيات الوفاق الوطني بالسلاح والمقاتلين، معبّراً عن قلق قيادته الشديد من قيام “تركيا بنقل عتاد وأفراد ومرتزقة وإرهابيين من تركيا باتجاه ليبيا”، مشيراً إلى رصدهم “طائرات شحن ضخمة تصل إلى مطارات غرب ليبيا خاصة في قاعدة الوطية ومصراتة”.
بدروه قال اللواء بالجيش الوطني الليبي خالد المحجوب: إن تركيا لا تزال تحاول عرقلة الحوار الليبي من خلال التدخل العسكري وإرسال المرتزقة في إطار محاولات تثبيت تنظيم الإخوان للبقاء ليبيا”.
ويرفض كثير من الليبيين، إلى جانب المجتمع الدولي، بقاء مرتزقة أردوغان في الأراضي الليبية، وقد أرسلت تركيا حتى الآن نحو 20 ألف مقاتل من سورية إلى ليبيا متجاهلة التحذيرات الدولية من تأجيجها الحرب الليبية.
ويعد نظام أردوغان الداعم الرئيسي للوفاق منذ توقيع مذكرة تفاهم أمنية بين الطرفين في تشرين الثاني عام 2019 في الحرب ضد الجيش الوطني الليبي، الذي قاد في نيسان 2019 عملية عسكرية بقيادة حفتر لتحرير العاصمة طرابلس من سيطرة الميليشيات المسلحة ونزع سلاحهم وتوحيد البلاد.
وتأتي التحركات التركية في وقت تتضافر فيه الجهود الدولية لإرساء سلام دائم في ليبيا، التي تنهشها الاضطرابات الأمنية منذ عدوان الناتو عام 2011.
وتم قبل أسابيع التوصل لهدنة أوقف بموجبها الفرقاء الليبيون عمليات الاقتتال، لكن لا تزال هناك مخاوف فشل الهدنة بالنظر إلى تاريخ قاتم من اتفاقيات سلام تبخرت منذ العام 2015.
ووقعت “الوفاق” والجيش الوطني الليبي اتفاقا لوقف إطلاق النار في أكتوبر/تشرين الأول. وكانت بعثة الأمم قد شددت على ضرورة التزام أطراف النزاع في ليبيا بوقف إطلاق النار وتعمل على إنجاح حوار سياسي بهدف إجراء انتخابات العام القادم من أجل حل الصراع الدائر في ليبيا منذ فترة طويلة.
وشهدت ليبيا مؤخراً تقدماً على مستوى الحوار السياسي في كل من لقاءات تونس والمغرب بين الأطراف الليبية، حيث تم الاتفاق على تنظيم انتخابات أواخر العام المقبل وتسمية حكومة انتقالية توحد البلاد، في خطوة من شأنها أن تحجم التدخل التركي في ليبيا وتفشل مخطط أنقرة التوسعي، في وقت تكاثرت فيه الدعوات الدولية لإخراج المرتزقة والمقاتلين من الأراضي الليبية.