ترامب: من السابق لأوانه الاستسلام!
في موقف من المفترض أن ينهي آمال ترامب في تغيير نتيجة الانتخابات، هنّأ زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل جو بايدن بفوزه في الانتخابات الرئاسية، داعياً زملائه أعضاء مجلس الشيوخ إلى عدم الطعن في نتائج الانتخابات عندما يجتمع الكونغرس للموافقة عليها، وعقب ذلك، قال الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب: “إنه من السابق لأوانه الاستسلام”، مصرّاً على أن تزويراً قد وقع في الانتخابات.
وكتب ترامب في تغريدة على حسابه في “تويتر”: “حلفاء ترامب ينتقدون ميتش ماكونيل لتهنئته بايدن.. من السابق لأوانه الاستسلام. يجب على الجمهوريين أن يتعلموا القتال أخيراً. الناس غاضبون!”.
ونشر ترامب على حسابه في “تويتر” نتائج استطلاع دون ذكر مصدره، يزعم فيه أن معظم الناخبين الجمهوريين يعتقدون بتزوير الانتخابات، قائلاً: “استطلاع: 92٪ من الناخبين الجمهوريين يعتقدون أن الانتخابات كانت مزوّرة!”.
إلى ذلك، اختار الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن مثلياً جنسياً كمرشح لمنصب وزير النقل، وهو بيت بوتيدجيدج، وامتدحه بايدن واصفاً إياه بأنه “قائد ووطني”.
وقال بايدن: “إن بيت بوتيدجيدج قائد، ووطني وإنسان يمكن أن يحل المشكلات. أنا أدفع به لمنصب وزير النقل”.
ويُطلق على هذا السياسي الأمريكي المرشح لتولي وزارة النقل في إدارة بايدن المقبلة، لقب “العمدة بيت”، واختيار بايدن له، يشير إلى أنه سيوكل إليه قسماً كبيراً من مشروعه الخاص بتجديد البنية التحتية في البلاد.
إلى ذلك، رأت منظمة “فيكتوري إنستيتيوت الداعمة لتولي شخصيات من الأقليات الجنسية مناصب تنفيذية” أن “العمدة بيت” سيصبح في حال إقراره “أول شخص يجاهر بانتمائه إلى “مجتمع المثليين” يعيَّن في منصب دائم في الإدارة الرئاسية”.
ومهما يكن، فإن ما يبدو جلياً هو ازدياد الشرخ الداخلي الأمريكي، بالتوازي مع اشتداد تطرف المحافظين، حيث أظهرت نتائج تصويت المجمع الانتخابي، مرة أخرى، أن البلاد منقسمة إلى نصفين متساويين تقريباً، وبحسب أحد المختصين فإن ذلك يطور وضعاً غير مستقر، بل متوتر للغاية، في الولايات المتحدة تتولد عنه أسئلة حول انقسام داخلي تعاني منه الولايات المتحدة ولا مثيل له في أي دولة رائدة في الغرب.
وكدليل على ذلك، اقترح رئيس الحزب الجمهوري في تكساس ألين ويست ردّاً على قرار المحكمة العليا الأمريكية رفض طلب مراجعة نتائج انتخابات الثالث من تشرين الثاني، تشكيل “اتحاد ولايات” يلتزم بمبادئ الدستور الأمريكي.
تكساس، التي تطلق على نفسها اسم “ولاية النجمة الوحيدة”، هي بالذات التي بادرت إلى هذه الفكرة: الوعي الذاتي الإقليمي، نام بقوة في الولايات المتحدة، وهو، في حالة تكساس، يستند إلى نزعة محافظة متطرفة.
في الوقت الحالي، لن يسمح أحد لتكساس بالانفصال، لأنها “مركز قوي جديد للولايات المتحدة، بما في ذلك في مجال الفضاء”، ولكن في المستقبل، سينطلق تعزيز الجناح المحافظ في أمريكا، من تكساس بالذات، وسوف يزداد الانقسام.