حملات القمع الأردوغانية تطال القضاء العسكري
لم تتوقف حملات الملاحقة تجاه المعارضين السياسيين ومن يتم الاشتباه فيهم أو تلفيق التهم لهم، وشملت تلك الحملات العسكريين، لتنتقل إلى مجال القضاء العسكري. وأظهرت إحصاءات تركية أنه منذ عام 2016 وصل حجم عمليات الطرد التي نفذت بعد الانقلاب إلى مستويات غير مسبوقة، بما في ذلك إقالة نحو 50 بالمئة من الأدميرالات والجنرالات في الجيش، ونحو 18 ألف ضابط آخر و4 آلاف قاض ومدع عام وأكثر من 10 آلاف ضابط شرطة وأكثر من 8 آلاف أكاديمي ونحو 28 ألف معلم ونحو 145 ألف موظف عام.
وفي هذا الإطار، ذكرت الجريدة الرسمية الناطقة باسم النظام التركي أنه تم فصل قاضيين عسكريين تركيين من عملهما بسبب صلاتهما المزعومة بمنظمة فتح الله غولن. ووفقاً لتلك الجريد: فصلت لجنة القضاة العسكريين بوزارة الحرب الأروغانية القاضيين بعد قيامها بتقييم ملفاتيهما القضائية، حسبما ذكرت اليوم الجمعة وكالة الأناضول الناطقة باسم النظام التركي.
يشار إلى أن محكمة تركية أصدرت في تشرين الثاني الماضي أحكاما بالسجن المؤبد على 337 شخصاً بينهم قادة في الجيش وطيارون متهمون بقيادة وتنفيذ محاولة انقلاب في 2016 من قاعدة جوية قرب العاصمة أنقرة.
ويتهم أردوغان جماعة فيتو وزعيمها غولن بتدبير الانقلاب الذي شهدته البلاد في عام 2016.
وكانت محكمة تابعة لأردوغان قد أصدرت قبل ذلك 92 حكماً بالسجن مدى الحياة على أشخاص منهم عدد من كبار الضباط السابقين بالجيش بسبب أدوارهم في محاولة انقلاب فاشلة في عام 2016، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء الأناضول، والتي أضافت: إن أحكاما بالسجن مدى الحياة بدون الحق في العفو صدرت على 12 متهماً، منهم قادة بالقوات البرية.
وأصدرت المحكمة الشهر الماضي أحكاماً منفصلة بالسجن على قادة محاولة الانقلاب، التي ألقى أردوغان المسؤولية فيها على أنصار غولن المقيم في الولايات المتحدة. ونفى غولن أي دور له في محاولة الانقلاب.
وأكد وزير داخلية النظام التركي سليمان صويلو أن 292 ألف شخص اعتقلوا لصلاتهم بغولن منهم نحو مئة ألف ينتظرون محاكمتهم.
وعزلت السلطات نحو 150 ألف من العاملين بالحكومة أو أوقفتهم عن العمل منذ محاولة الانقلاب. وأصدرت المحاكم أكثر من 2500 حكم بالسجن مدى الحياة وقالت وزارة الحرب: إن 20833 طردوا من الجيش.
وبدأت المحاكمة في عام 2017 وشملت ما مجموعه 132 متهماً. ومن بين 92 حكما بالسجن المؤبد، كان هناك 12 حكماً بالسجن المؤبد المشدد.
وأحكام المؤبد المشددة هي أقسى الأحكام في تركيا منذ إلغاء عقوبة الإعدام عام 2002، حيث لا توجد في مثل هذه الأحكام فرصة للإفراج المشروط.
وصدرت بحق 28 من المتهمين أحكام متفاوتة بالسجن، بعضهم لفترات تصل إلى أكثر من 19 عاماً. وتراوحت التهم بين الشروع في القتل والانتماء لمنظمة إرهابية مسلحة.
مراقبون يعتبرون أن عملية التطهير تمت بالاعتماد على معلومات استخباراتية لمعرفة حجم الولاء لأردوغان أو للمعارضة، ويقول الكاتب التركي هاكان ديميراي.. “احتاج النظام إلى نظام دعم استخباراتي ومعلوماتي حول ماهية المشتبه به حتى يقرر من سيرفض ومن يحتفظ به وقدم نائب الرئيس وشبكة استخباراته الملاحظات اللازمة في هذا الصدد”.
آيدين أونال الكاتب السابق لخطابات أردوغان وأحد أشد المقربين للأخير أكد أنه في ظل المناخ الحالي الذي تزايدت به حدة الإقصاء ضد طيف واسع من الفئات المعارضة فإن تركيا مهددة بالقضاء على جميع الإصلاحات السابقة في ليلة واحدة معتبراً “أن مفاهيم السلطة والمعارضة تحولت إلى الصداقة والعداء والولاء والخيانة في تركيا بسبب خطابات حزب العدالة والتنمية الحاكم”.8