تنظيف شواهد قبور الموتى
لا شك أن تجربة الطلاق والانفصال هي من التجارب الأكثر صعوبة على الطرفين، فيمكن للبعض تخطيها بوقت ليس كبيراً، لكن هناك أشخاص يحتاجون فترة أطول وخطوات كبيرة لتمكنهم من التجاوز والنسيان، وهو ما سعت إليه الأمريكية اليسيا والمقيمة في ولاية فيرجينيا الأمريكية، إذ لجأت لهواية غريبة تتمثل في تنظيف شواهد القبور، طريقة لتجاوز تجربة انفصال قاسية مرت بها. وحصلت أليسيا على إعجاب كبير وملايين من المعجبين، عبر موقع تيك توك بسبب ممارستها لهذه الهواية.
هواية أليسيا تتمثل في كشط ما يشبه عقود من الأوساخ قبل تنظيفها بالفرشاة ومنتجات التنظيف، لتترك شاهد القبر نظيفاً لامعاً كالجديد، وهو الهواية التي بدأت في نشر فيديوهاتها أول تشرين الأول الماضي.
الصور تبدأ غالباً بشواهد قبر قديمة ومتسخة، لتبدو وكأن أحد لم يزورها منذ فترة طويلة، وتعود شواهد القبور إلى أشخاص ولدوا في أوائل القرن الـ20، رغم أن بعضهم توفي في وقت حديث نسبياً في التسعينيات، وتبدأ في التخلص من الطبقات على الحجر، قبل أن تبدأ في استخدام فرشاة وماء ومحلول لفرك الحجر وإزالة الأوساخ المتبقية عليه، كاشفة عن لون مختلف تماماً عما بدا عليه شاهد القبر في البداية.
وكشفت أليسيا عن أن تنظيف شواهد القبور ساعدها على تجاوز الأوقات الصعبة التي كانت تمر بها بعد تجربة طلاق مؤلمة للغاية، قائلة: “كنت في وسط خلاف على طلاق شديد الصراع واضطررت إلى التكيف من كوني ربة منزل لمدة 10 أعوام إلى مشاركة حضانة أطفالي من فرجينيا إلى فلوريدا”.
واستمرت: “بحثاً مرة في علم الأنساب ذات يوم على الإنترنت، وعثرت على شخص ينظف شواهد القبور، فقررت تجربة الأمر، وأصبحت هواية لدي لشفائي من الطلاق”.
وكشفت أليسيا أن أول شاهد قبر نظفته إليسيا، يعود لهاتي إل سوندرز شقيقة جدتها الكبرى، التي دُفنت بمفردها بعيداً عن بقية أفراد أسرتها، بعد وفاتها صغيرة تاركة وراءها طفلين.
وكانت شواهد القبور الأخرى تخص غرباء، لكن أليسيا تقوم أحياناً بإجراء بحث عن الشخص، قامت مؤخراً على سبيل المثال بتنظيف قبر كلوتر لي، ابنة أحد الجنود وأم لـ 6 أطفال.
لم تكتف إليسيا بمشاركة تجربتها عبر تيك توك، بل شاركت أيضاً الراغبين في ممارسة هوايتها، بالإرشادات، وقائمة بالمواد التي تستخدمها، علهم يجدون فيها منفذ علاجي لتجاربهم الشخصية الصعبة.