الهلال أمام هيئة مكتب التربية المركزي: تعزيز الانتماء الوطني وقيم المواطنة
دمشق– بسام عمار:
ناقش الاجتماع الموسع لهيئة مكتب التربية والطلائع المركزي، الذي عقد في مقر القيادة، واقع العملية التربوية في المحافظات والصعوبات التي تواجهها والرؤى المستقبلية لتطويرها والاستعدادات الخاصة لبدء الفصل الدراسي الثاني وواقع العمل الطليعي والواقع الصحي في المدارس في ظل وباء كورونا وما نفذ من خطة المكتب، وكان العنوان الأهم فيه استقرار هذه العملية وتوفير مستلزماتها الأساسية وتعزيز التشاركية بين مكوناتها.
مداخلات أعضاء الهيئة أشارت إلى ضرورة الإسراع بترميم المدارس التي دمرت وإيجاد حل لمشكلة الكثافة الطلابية في الشعبة الصفية وزيادة الأنشطة الطليعية وسد النقص في الاختصاصات العلمية وفتح اختصاصات جديدة في التعليم المهني لتلبية حاجة السوق من العمالة المؤهلة والمدربة ومنح المعلمين المفرغين طبيعة العمل وافتتاح كلية للاقتصاد المنزلي وزيادة مخصصات منظمة طلائع البعث، وأن تكون نقابة المعلمين ممثلة بكل اللجان التربوية، وزيادة عدد الدورات التأهيلية للمعلمين على المناهج الجديدة وإعادة النظر بسجلات المرشدين، ورفع قيمة النشاط والتعاون، ورفع نسبة الحسم لأبناء المعلمين في الجامعات الخاصة والتعليم الموازي، وأن يكون هناك ضوابط للامتحان الترشيحي للثانوية وزيادة عدد المستخدمين والحراس في المدارس وزيادة كميات المعقمات وتزويد المخابر بأجهزة الحاسوب وإقامة المزيد من المعسكرات الطليعية.
الرفيق الأمين العام المساعد المهندس هلال الهلال، الذي حضر جانباً من اجتماعات الهيئة، نقل لأعضائها تحيات ومحبة الرفيق الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد، ومن خلالهم لكل معلمي سورية وتمنياته الطيبة لهم بالخير والسعادة، مشيراً إلى أن لقاء الأسرة التربوية بمختلف مكونّاتها والقائمين على العملية التعليمة له خصوصيته المستمدة من طبيعة العمل الذي يقومون به والمهام المناطة بهم والدور المعول عليهم مستقبلاً، مشدداً على أن الدور الوطني الكبير الذي قام به المعلمون والمعنيون بالقطاع التربوي هو موضع شكر وتقدير من القيادة ومن المجتمع وكانوا دائماً عند حسن الظن بهم، وأضاف: إن القيادة وعلى رأسها الرفيق الأمين العام للحزب حريصة كل الحرص على دعم العملية التعليمية وتأمين مستلزماتها وتذليل الصعوبات التي تواجهها وأن يكون هناك استقرار دائم فيها، وقد نجحت الدولة الوطنية بتحقيق ذلك خلال الأعوام الماضية على الرغم من الصعوبات التي واجهها القطاع التربوي والاستهداف الممنهج له من قبل المجموعات الإرهابية وتدمير البنى التحتية له واستهداف الطلاب والكوادر التعليمية والإدارية، وكان الهدف الرئيسي لهم إطفاء نور العلم وإيقاف الحالة التطويرية التي وصلت إليها سورية، سواء من حيث عدد المدارس والمعاهد ورياض الأطفال والكادر التدريسي والإداري، حيث كانت سورية من أوائل الدول الرائدة بالمنطقة، وكانت الريادة الحقيقية في مجال مجانية التعليم على مختلف المستويات، هذه المجانية التي تبناها حزب البعث وكرّسها كمنهج له وعزّزها بالخطط والبرامج والبنى التحتية، وأكد عليها القائد المؤسس حافظ الأسد وتابع مسيرة البناء التربوي السيد الرئيس بشار الأسد، لافتاً إلى انه ورغم كل الارهاب والظروف الصعبة إلا أن العملية التعليمية بقية مستمرة بفضل إصرار طلابنا ومعلمينا والدعم المقدم لها وحققنا نتائج مهمة على الصعيد العالمي من خلال الريادة والتفوق في المسابقات الدولية.
ونوّه الرفيق الهلال بأنه مع تحقيق أي انجاز وتفوق علمي ومع كل انطلاقة لهذه العملية ومع ترميم أو بناء لأي مدرسة هو انتصار جديد في معركتنا ضد الإرهاب الفكري الغريب عن قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا، والذي يجب علينا جميعا مواجهته، والمعلمون والمنظمات التربوية هم الأقدر على المواجهة من خلال إظهار حقيقته وأهدافه، ومواجهته تكون بغرس وتنمية وتعزيز الانتماء الوطني في نفوس الطلاب و قيم المواطنة، وهذا الأمر يجب أن يكون دافعاً لنا لبذل المزيد من العمل لاسيما في المناطق التي دخلها الإرهاب، إلى جانب الاهتمام بالتأهيل النفسي للطلاب، والعمل على إزالة آثار الحرب من نفوسهم وقلوبهم، لافتاً إلى أن القيادة تولي الجانب الفكري والتأهيلي أهمية كبيرة، وهذا الجانب يجب أن يكون على سلم الأولويات في عمل الوزارة والمنظمات التربوية، مشدداً على أن عملية البناء بمختلف مجالاتها يمكن للعديد القيام بها إلا أن عملية البناء الفكري والاستثمار في الإنسان لها خصوصيتها، وأكد أن الجيش العربي السوري هو من حمى الوطن والمعلمون هم من يبنوه.
وأكد الرفيق الهلال أن الهيئة هي الجهة العليا التي ترسم الخطط والبرامج الخاصة بالعملية التعليمية، الأمر الذي يفرض على أعضائها تقديم الخطط والبرامج التربوية الهادفة والمنطقية والعلمية والمستمدة من صلب الواقع، وأن يكون هناك خصوصية فيها لواقع كل محافظة والظروف التي تعيشها، ومعالجة تفاصيل العمل اليومية بشكل آني، مشدداً على عدم انغماس مكاتب التربية الفرعية بعمل مديريات التربية وأن يكون دورها المراقبة والموجه والمتابع والمحاسب عند حدوث أي خطأ، منوّهاً بضرورة تعزيز التشاركية في القرار التربوي بين المكتب ومديرية التربية ونقابة المعلمين وفرع الطلائع، وأن تكون حقيقية لتحصين القرار التربوي، لأن الجميع معني بنجاح العملية التعليمية، واجتماع اليوم خير دليل على أهمية هذه التشاركية، داعياً إلى تعزيز العمل المؤسساتي وأن تقوم المنظمات التربوية بالدور المناط بها، وأن يكون هناك تقييم مستمر للكوادر الإدارية، والتخلص من حالات الترهل بمختلف أشكاله والابتعاد عن المصالح الشخصية والتركيز على أصحاب الخبرة والكفاءة وإسناد المهام التربوية والحزبية لها، واعتماد خطاب تربوي واقعي ومفهوم ينسجم مع متطلبات المرحلة وحاجاتها، وتكريس الجانب الاجتماعي بالعمل وهو مكمل للجانب التربوي، مؤكداً انه لاخوف على سورية طالما انها تملك مثل هذا الشعب والجيش العقائدي البطل والقائد الحكيم والشجاع، مشدداً على أن كل ما طرح من مداخلات ستعمل القيادة على معالجتها مع الحكومة، وقد دلت على السوية العالية لأعضاء الهيئة وما يمتازون به من خبرة تربوية وإحساس عالٍ بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم.
الشوفي: تعزيز العمل المؤسساتي
الرفيق ياسر الشوفي عضو القيادة المركزية للحزب رئيس مكتبي التنظيم والتربية والطلائع المركزيين، أوضح أن الهدف من الاجتماع الاستماع إلى آراء وأفكار ووجهات نظر المعنيين بالعملية التربوية وخطط وبرامج المنظمات التربوية وإيجاد حلول للمشكلات التي تواجه العملية التعليمية في المحافظات إلى جانب الاطلاع إلى الاستعداد الخاصة بانطلاق العملية التدريسية للفصل الثاني، منوهاً بالنجاح والاستقرار الذي يشهده القطاع التربوي والذي يشهد تطوراً نوعياً من حيث الخطط والبرامج التي يتم وضعها بالتعاون ما بين المكتب والوزارة والمنظمات، مشيراً إلى أهمية التشاركية المركزية في العملية التعليمية، والتي حققت نتائجها لجهة المعالجة الفورية للمشكلات، وأضاف: يجب علينا الانطلاق بقوة بعملنا التربوي والتأهيلي والتدريبي وتنفيذ الخطط والاستمرار بعملية التطوير الذاتي وتطوير المناهج والتي وصلنا فيه الى مستويات متقدمة وتعزيز العمل المؤسساتي وتكريس العمل الميداني لإطلاع على الواقع ومعالجة المشكلات مباشرة وتعزيز الدور الاجتماعي للمدرسة في منطقة تواجدها بحيث يكون هناك مبادرات من المجتمع المحلي، منوّهاً بأن خطة المكتب للعام الحالي طموحة وبناءة وهي برنامج عمل للمؤسسات التربوية ونقابة المعلمين ومنظمة الطلائع، والمكتب عكس فيها توجيهات وأفكار الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد.
طباع: توطين التعليم
وزير التربية الدكتور دارم الطباع أكد أن المداخلات التي قدمت مهمة جداً وتطور العملية التربوية والتي تعمل الوزارة على تحقيق الاستقرار فيها وتامين مستلزماتها، منوّهاً إلى أهمية التعاون بين أطراف العملية التعليمية والذي حقق نتائج مهمة، مشيراً إلى ان العملية التعليمية مستقرة وهناك جهود كبيرة لتطوير التعليم المهني وان امتحانات الشهادات ستكون شفافة وسيقودها الكادر التربوي في المحافظة وهناك جهود كبيرة تبذل لتوطين التعليم بعد الانتهاء من إعداد الخارطة المدرسية.
من جانبه ذكر رئيس منظمة طلائع البعث الرفيق الدكتور عزت عربي كاتبي أن المنظمة شريك في العملية التعليمية وهدفها رعاية وتربية الأطفال وتنمية مواهبهم، وأن المؤتمر السنوي للمنظمة كان ناجحاً، مشيراً إلى انه تم وضع خطة عمل للمرحلة القادمة تتضمن العديد من الأنشطة والبرامج ومنها إقامة المهرجان المسرحي في طرطوس ومهرجان فني مركزي.
بدوره بيّن نقيب المعلمين الرفيق وحيد الزعل أن النقابة تعمل باستمرار على إقامة دورات تاهيلية للرفاق النقابيين وهناك اهتمام كبير بموضع الوصفات الطبية والضمان الصحي .
ودعا الرفيق الدكتور غسان خلف رئيس لجنة الرقابة والتفتيش الحزبي إلى ضرورة تطبيق التعاميم والقرارات الصادرة عن القيادة من قبل المكاتب حتى لا يتم الوقوع بالخطأ مبينا أن دور اللجنة وقائي وتوجيهي وهي دائما لخدمة العمل الحزبي وحسن سيره.
بعد ذلك قدّم رؤساء مكاتب التربية عرضاً عن الواقع التربوي في محافظاتهم.