142 شهيداً وجريحاً بتفجير إرهابي مزدوج ضرب سوقاً شعبية وسط بغداد
ارتفع عدد ضحايا التفجيرين الإرهابيين الانتحاريين اللذين استهدفا سوقي البالة والعسكري وسط العاصمة العراقية بغداد إلى 32 شهيداً و 110 جرحى، فيما ذكرت مصادر أن “ساحة الطيران” في بغداد عادة ما تكون مكتظة في الساعة التي حصل فيها التفجيران، لافتة إلى أنه لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن التفجيرين حتى الآن.
وعقب الانفجار، ترأس رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي اجتماعاً طارئاً لقادة الأجهزة الأمنية والاستخبارية، فيما ذكر اللواء يحيى رسول المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية في بيان أن “إرهابيين انتحاريين اثنين فجرا نفسيهما حين ملاحقتهما من قبل القوات الأمنية في منطقة الباب الشرقي ببغداد صباح اليوم ما أدى إلى وقوع عدد من الشهداء والجرحى بين صفوف المدنيين”.
وكانت مصادر أمنية عراقية أفادت بوقوع انفجارين متتاليين هزا المنطقة بالقرب من ساحة الطيران والباب الشرقي وسط بغداد.
خرق أمني كبير
محلياً، الرئيس العراقي برهم صالح علق على الانفجارين الإرهابيين ضد المواطنين المدنيين، قائلاً “إنهما وفي هذا التوقيت، يؤكدان سعي الجماعات الظلامية لاستهداف الاستحقاقات الوطنية الكبيرة، وتطلعات شعبنا في مستقبل يسوده السلام. نقف بحزم ضد هذه المحاولات المارقة لزعزعة استقرار بلدنا”.
من جهته، قال زعيم تيار الحكمة السيد عمار الحكيم “فيما نعرب عن شديد استنكارنا لهذين الاعتداءين الغادرين، فإننا نطالب الجهات الأمنية بسرعة الوقوف على أسبابها وحيثياتها، ونحذر من عودة المشهد الأمني إلى زمن الانتكاسات التي تجاوزها العراقيون قبل سنوات بصبرهم وتكاتفهم”.
وأعربت كتلة الحزب الديموقراطي في مجلس النواب عن استنكارها وادانتها الشديدين للتفجيرات الإرهابية، وأكدت استمرارها بمطالبة الحكومة بأخذ دورها في حماية المواطنين، وضمان استقرارهم وملاحقة الجماعات الإرهابية وتفعيل الجهد الاستخباري وعدم التراخي وأخذ الحيطة والحذر دائما خشية استغلالها من قبل هذه المجاميع الإرهابية.
بدوره، قال رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي، إنه “طالما حذرت من استغلال الجماعات الإرهابية لغياب الاستقرار السياسي، وتفاقم الأزمة الاقتصادية لتنفيذ أعمالها الإرهابية”، وأضاف أن “الاعتداء الجبان الذي شهدته بغداد، يثير التساؤلات حول دقة الخطط الموضوعة للكشف عن خلايا الإرهاب النائمة، ويوجب الالتفات إلى ضرورة إصلاح مسار العملية السياسية”.
وقال رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض: إن “مشهد اليوم أعاد الى الذاكرة سنوات إيغال العصابات الإرهابية في دماء أبناء شعبنا”، مؤكداً “أن قوات الحشد بمختلف صنوفها بالمرصاد ولن تسمح بأن تكون مدننا مستباحة من قبل الإرهاب”.
الأمين العام لـ”عصائب أهل الحق” قيس الخزعلي، اعتبر من جهته، أن “الاسترخاء الأمني والانشغال السياسي للحكومة هما سبب التفجير الإرهابي”، فيما قال عضو المكتب السياسي لـ”العصائب” سعد السعدي: إن “بصمات آل سعود وآل نهيان واضحة في الانفجارين، ويجب أن يتم استجواب وزير الداخلية لمعرفة أسباب التراخي الأمني”.
من جهته، قال القيادي في التيار الصدري حاكم الزاملي إن “كل الأجهزة الأمنية موجودة في منطقة التفجيرين، وما حصل هو خرق أمني كبير مع وجود الأجهزة الأمنية في المنطقة”، فيما أكد نائب الأمين العام لحزب “بيارق الخير” راجح العيساوي أن “هناك جهات إقليمية وبعض الدول المجاورة لا تريد الاستقرار للعراق، وجهات التي تقف وراء الانفجار لا تريد للعراق أن يكون مستقراً”.
عربياً ودولياً، قال المتحدث باسم أنصار الله محمد عبدالسلام : “ندين بشدة التفجير الدامي والإجرامي في بغداد، ونؤكد حق الشعب العراقي العزيز في استعادة أمنه واستقراره وإخراج قوات الاحتلال الأميركي من بلاده”.
وأدان حزب الله بشدة التفجيرين الإرهابيين، وقال في بيان: “من المريب عودة التفجيرات إلى الساحة العراقية بعد فترة من الهدوء والأمن، وخصوصاً مع تصاعد المطالبة الشعبية والرسمية بخروج قوات الاحتلال الأميركي من العراق، والتي قابلتها واشنطن بفرض المزيد من العقوبات على الحشد الشعبي لكشف البلاد مجدداً أمام الإرهاب”، وشدد البيان على أن الرد على هذه الجريمة الوحشية يكون من خلال يقظة العراقيين ووحدتهم وتمسكهم بحريتهم واستقلالهم ورفضهم الاحتلال الأميركي ومواصلة جهودهم الجبارة في ملاحقة التنظيمات الإرهابية وفلولها.
وأدانت إيران بشدة التفجيرين الانتحاريين، وجددت السفارة الإيرانية لدى العراق في بيان موقف إيران المساند دوماً للحكومة والشعب العراقي والاستعداد لتقديم كل المساعدات، معربة عن تعاطفها مع عوائل ضحايا الجرائم الإرهابية، متمنية الشفاء العاجل للمصابين.
في سياق متصل، دان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في عمان ضيف الله علي الفايز التفجير الانتحاري المزدوج الذي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار ويتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية.
في الأثناء، تمكنت مفارز وكالة الاستخبارات المتمثلة بمديرية استخبارات الشرطة الاتحادية في وزارة الداخلية من إلقاء القبض على أحد الإرهابيين في قضاء الرطبة يعمل بما يسمى قاطع الانبار بصفة ناقل بريد لعناصر عصابات “داعش” بين محافظة الأنبار وقضاء الرطبة ويقوم بإيصال البريد بين عناصر التنظيم الإرهابي من خلال التخفي بمهنة راعي أغنام.