زهير بقاعي: مسرح الطفل يحتاج إلى قلب طفل وعقل فيلسوف
يثني المخرج المسرحي زهير بقاعي على ما تقدّمه مديرية المسارح والموسيقا في العطلة الانتصافية لأطفالنا من خلال مهرجان مسرح الطفل الذي تأتي عروضه بعد ضغط الدراسة في فترة الامتحانات، حيث يجد فيها أطفالنا متنفساً لتحقيق المتعة والفائدة، ويسعده أن مسرحيته “القطة شحرورة” من ضمن عروض المهرجان، وهي تُقدَّم يومياً على مسرح القباني.
محاولات واجتهادات
وككاتب ومخرج للعمل يؤكد بقاعي أن مسرحية “القطة شحرورة” عمل جديد له في مجال الكتابة على صعيد الاهتمام بالبناء الدرامي ورسم الشخصيات بدقة، وعدم الاستهانة بالتفاصيل الصغيرة ومحاولة الاقتراب أكثر باتجاه المشاعر والأحاسيس، بهدف التمكّن من صياغة نصّ مسرحي متين البناء وقادر على إيصال رسالة المسرحية بشفافية، مشيراً إلى أنه سعى كمخرج للتعامل بجدّية مع مسرح الطفل لإنجاز عرض مؤثر وممتع في آن معاً بعيداً عن الوعظ والمباشرة، حيث يبقى التقييم النهائي برأيه للمُشاهد، فهو الذي يحدّد إن كان قد تحقق ذلك أم لا، مع تأكيده على أنه أراد أن يخاطب الطفل من خلال “القطة شحرورة” كإنسان كامل يمتلك الأحاسيس والتفكير اللازم لتقييم الأمور، موضحاً -وهو الذي في رصيده عدة مسرحيات للأطفال- أنه ليس متخصّصاً بمسرح الأطفال وإن كان يتمنى ذلك، وأن ما ينجزه على هذا الصعيد ما هو إلا محاولات واجتهادات للارتقاء بمسرح الطفل وهو عالم ساحر وجميل، مبيناً أن ما يهمّ كل فنان هو أن يقدم شيئاً إضافياً وأن يكون متجدداً دائماً، مع إشارته إلى أن لمسرح الأطفال خاصية يتعامل بها أغلب من يقدمون عروضاً للأطفال، وهي تقوم على تقديم المتعة ومحاولة إدخال البهجة إلى قلوبهم ليبقى التميز بكيفية فعل ذلك. وبيّن أن التحدي الأكبر بالنسبة له في كل ما يقدّمه للأطفال هو أن يبقى الطفل محتفظاً بما يقدّمه له في ذاكرته بكل نبل.
الشغف الأجمل
ويرى بقاعي أن إيجابية كونه الكاتب والمخرج معاً في “القطة شحرورة” أنه استطاع تقديم رؤيته الخاصة بتشكيل العمل الفني بكل تفاصيله، مؤكداً أنه لم ينحَز للنص الذي كتبه بل كان منفتح الذهن على كل الاقتراحات والآراء والنقد الذي يصبّ في خدمة النص وتقديمه بالشكل الأفضل، وأن النص لا يكتمل إلا على خشبة المسرح، حيث يتمّ تلافي النقص والثغرات التي لا يمكن ملاحظتها إلا من خلال البروفات والبحث في النص بشكل عملي. كما أكد أن عقله وقلبه يميلان دوماً نحو التمثيل الشغف الأجمل بالنسبة له، ولا يخفي ككاتب ومخرج أن هناك ندرة في كتّاب هذا النوع من المسرح، لأن الكتابة لمسرح الطفل تحتاج إلى قلب طفل وعقل فيلسوف، ولذلك فإن الارتقاء به يقوم بالدرجة الأولى على حسن اختيار النصوص وتقديمها على خشبات مسارحنا وبأكثر من محافظة.
احترام الطفل
ويرى بقاعي أن إيجاد هوية معيّنة مميزة لأي مخرج في مسرح الصغار طموح يسعى إليه المخرج، إلا أن قلّة الأعمال التي تتاح لتقديمها قد تحول دون ذلك، فكثرة الأعمال هي التي تبرز الهوية بشكل جليّ وواضح، ومع هذا يجب أن يسعى مخرج مسرح الأطفال إلى مخاطبة الطفل باحترام شديد وأن يثق بقدرته في فعل ذلك، إلى جانب الإيمان بالطفل وقدرته على محاكمة الأمور بعقلانية ووجدان حقيقي.
يشارك في مسرحية “القطة شحرورة” الفنانون: مجد نعيم، آلاء مصري زادة، زيد الظريف، رولا طهماز، ليزا نصير.
يُذكر أن زهير بقاعي كتب وأخرج ومثّل في مسرح الطفل، وفي رصيده عدد كبير من المسرحيات، نذكر منها: “بياع العسل، الأمير والساحرة فلفلة، الجرات الثلاث، زهرة الياسمين، سرحان الكسلان، سندباد فتى البحار، شموسة”.
أمينة عباس