سعر الصرف يسهم بتراجع عدد المحللين لفيتامين “D”..!
دمشق – لينا عدرة
آثار سلبية كثيرة يسببها نقص فيتامين D” هرمون الشمس” الذي يعتبر أحد أهم الأسباب في تحسين الحالة المزاجية، وحماية الجسم، إضافة لدوره المهم في تقوية مناعة الجسم، خاصة في ظل وجود وباء كورونا.
رئيس شعبة الغدد في مشفى المواساة الجامعي الدكتورة هناء الغانم تحدثت لـ “البعث” عن الدور والأهمية الكبيرة للفيتامين D أو كما يُطلق عليه هرمون الشمس التي تعتبر المصدر الأساسي له، أما الطريقة الأنسب للحصول عليه فهي التعرّض لأشعة الشمس بشكل مباشر ومن دون حواجز، علماً أن معظم الناس يتجنبون السير تحت أشعتها، ما يمنع وصولها بشكل مباشر للجلد، بينما نسبة حصولنا عليه من بعض الأغذية لا يُعتد بها كثيراً، وهذا قد يكون أحد أسباب نقص هرمون الشمس، إضافة إلى أسباب لها علاقة بتركيبة الجسم “جينية” قد تسبب نقصاً بهذا الفيتامين، وهذا ما نلحظه عند النساء والرجال على حد سواء، ومن دون استثناء الأطفال الذين قد يعاني البعض منهم من نقص بهذا الفيتامين.
وتؤكد الدكتورة الغانم أن عدم الاهتمام بالحديث عن هذا الفيتامين سابقاً، مرده إلى غياب التحاليل الخاصة به، ما جعلنا نلحظ، بمجرد توفر التحليل الخاص به، وجود أعداد كبيرة من الأشخاص يعانون من نقص بهذا الفيتامين، بينما لا يقتصر نقص الفيتامين على مرضى السكري الذين يعانون أكثر من غيرهم من تأثيرات هذا النقص، بل يمتد أيضاً للنساء اللواتي يعانين من سرطان الثدي، في حين ركزت معظم الدراسات التي أجريت على تحديد الدور الذي يلعبه في الجسم، حيث أفضت إلى نتائج مفادها أهميته الكبيرة في تحسين المناعة، ومن هنا كلما ارتفعت نسبة الفيتامين في الجسم أمّن حماية أكبر، وهذا ما جعل إحدى أهم التوصيات التي مازالت قائمة، على الرغم من تغير كل الأدوية المتعلقة “بفيروس كورونا” إلا ما له علاقة بفيتامينD، تؤكد على ضرورة إعطاء كميات كبيرة من الفيتامين لدوره الكبير في الدعم وتحسين المناعة، مضيفة أن نقصه يسبب آلاماً عضلية “ضعف عضلات”، ما يؤدي إلى صعوبة عند الوقوف، أو صعود السلم، إضافة إلى أن بعض المرضى يشعرون بآلام مبهمة من دون معرفة السبب، وبمجرد إجراء التحليل الخاص بالفيتامين وأخذ الدواء اللازم يبدأ التحسن بشكل واضح، ولا يجب أن نغفل أن نقصه يعتبر عاملاً خطراً لترقق العظام، وعادة يطلب الأطباء من الأشخاص الذين يعانون من خدر في اليد، أو من مرضى السكري، ومن لديهم سوء امتصاص، إجراء هذا التحليل.
وتوضح الدكتورة الغانم: ربما لأننا نطلب أكثر من النساء إجراء الكثافة العظمية، نتمكن من اكتشافه أكثر عند هذه الفئة، ولكن هذا لا يعني أنه أقل عند الرجال، فمرضى السكري يُطلب منهم بشكل روتيني، أو المرضى الذين يعانون من خدر، وهذا كله جزء من دراسة حالة المريض، وإذا افترضنا أن وجوده عند النساء أكثر، فعلى الأغلب قد يكون للثياب دور في ذلك، لأن الحصول على الفيتامين يحتاج وصول أشعة الشمس مباشرة للجلد، خاصة اليد، وصولاً للساعد، ومن الركبة انتهاء بالقدم، وقد يكون أكثر عند السيدات الكبيرات في السن اللواتي لا يخرجن كثيراً من المنزل، مع التأكيد على عدم توفر إحصائيات دقيقة تشير إلى وجوده عند النساء أكثر، حيث يتوجب على الجميع بشكل يومي التعرّض للشمس مدة ثلث ساعة، وعلى الرغم من ارتفاع أعداد الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامينD ، إلا أننا نشهد تراجعاً بأعداد من يُجرون التحليل، فعلى سبيل المثال كنا نطلب يومياً من مئة مريض إجراء التحليل، اليوم تراجع العدد ليصل إلى عشرين مريضاً تقريباً، والسبب يرجع إلى ارتفاع سعر الصرف، وما تبعه من ارتفاع في تكلفة التحليل التي تصل إلى خمسة وعشرين ألف ليرة سورية تقريباً، بعد أن كان يتم إجراؤه بكل يسر وسهولة!.