الجائحة توجه ضربات قاسية لأقوى الاقتصادات الأوروبية
بعد ألمانيا، أكدت فرنسا وإسبانيا أن اقتصاداتها شهدت ركوداً تاريخياً في العام 2020 بسبب جائحة «كوفيد- 19»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. ففي فرنسا، سجّل الناتج المحلي الإجمالي تراجعاً بنسبة 8.3% العام الماضي، بعد نمو بلغت نسبته 1.5% عام 2019، بحسب تقديرات أولية نشرها مؤخراً المعهد الوطني للإحصاء. ولم يشهد الاقتصاد الفرنسي هذا المستوى من التراجع منذ الحرب العالمية الثانية، إلا أنه أفضل من المتوقع، إذ إن المعهد والمصرف المركزي الفرنسي توقعا تراجعاً بنسبة 9% في حين توقعت الحكومة بحذر تراجعاً بنسبة 11%.
وفي إسبانيا، تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 11% خلال العام المنصرم، بحسب تقديرات رسمية أولية نُشرت مؤخراً. ويتناسب الرقم مع توقعات الحكومة الإسبانية (-11.2%)، في وقت بدا صندوق النقد الدولي أكثر تشاؤماً، فتوقع انخفاضاً بنسبة 12.8%. وتدهور الاقتصاد الإسباني في الربيع قبل أن ينتعش خلال الصيف، إلا أن النشاط سرعان ما تباطأ وخصوصاً القطاع السياحي، مع إعادة فرض القيود الصحية. وأنهت إسبانيا العام 2020 مع أكثر من نصف مليون شخص إضافي عاطلين عن العمل، وخصوصاً في قطاعي السياحة والفنادق.
وفي 14 كانون الثاني، أعلنت ألمانيا -أول قوة اقتصادية في منطقة اليورو- تراجع ناتجها المحلي الإجمالي بنسبة 5%، في أسوأ عام لها منذ 2009، رغم أن انتعاش قطاعها الصناعي سمح بالحدّ من الأضرار. وأعلنت جارتها بولندا، أكبر اقتصاد في أوروبا الوسطى والشرقية، أول تراجع للناتج المحلي (-2.8%) منذ العام 1991، بحسب المكتب الوطني للإحصاءات.
ويرى إيمانويل جيسوا الخبير الاقتصادي لدى معهد ريكسكود، أن فرنسا ستواجه صعوبة لتحقيق نمو بنسبة 6% في الفصل الأول من العام، كما تتوقع الحكومة الفرنسية. وفي ألمانيا، يتوقع المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية تراجع الناتج المحلي بنسبة 3% في الفصل الأول من 2021. وأرسلت برلين إشارة سيئة إضافية عبر تخفيض توقعاتها للنمو السنوي إلى 3%، مقابل 4.4% سابقاً.