نبض رياضي .. الرياضة المدرسية إلى الواجهة
“البعث الأسبوعية” ــ مؤيد البش
بعد سنوات من المطالبات المحقة بضرورة الاهتمام بالرياضة المدرسية باعتبارها اللبنة الأولى في البناء الرياضي القويم، قرر المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، في اجتماعه الأخير، تشكيل هيئة مكتب الرياضة المدرسية والجامعية؛ وهذه الهيئة – التي ستكون صفتها القانونية أشبه باللجان التنفيذية في المحافظات – شهدت تواجد مفاصل متداخلة في العملية التعليمية الرياضية، من قبيل مندوبين عن وزارتي التربية والتعليم العالي واتحاد شبيبة الثورة ومنظمة طلائع البعث واتحادات الألعاب المنهجية.
الاتحاد الرياضي، وفي سياق كشفه عن هيكلية الهيئة التي تعد تكراراً لتجربة سابقة، أكد أن الهدف سيكون رسم سياسة ووضع رؤية وإقامة بطولات وتنسيق جهود الاتحاد الرياضي ووزراتي التربية والتعليم العالي، وهو كلام جميل جداً من الناحية النظرية، لكن المشكلة ستتجلي في تفاصيل التطبيق العملي في ضوء صعوبات يعاني منها الاتحاد الرياضي بالأساس، على صعيد التخطيط والتنفيذ، ومشاكل جمة تمر بها الرياضة المدرسية من ناحية إقامة البطولات وتوفر الكادر المؤهل ونقص الإمكانيات اللوجستية والمادية، فضلاً عن كون الألعاب المنهجية التي تعتمدها وزارة التربية لا تتمتع جميعها بالقدر نفسه من الشعبية والجماهيرية، بينما نجد ألعاباً لها ممارسوها ومحبوها لا تدخل ضمن دائرة المنهجية التي تضم رياضات (كرة القدم، كرة السلة، كرة اليد، كرة الطائرة، كرة الطاولة، الريشة الطائرة، الشطرنج، الجمباز، السباحة، ألعاب القوى)؛ أما الرياضة الجامعية فيكاد تواجدها يكون كرنفالياً أكثر منه مؤثراً مباشرة على أرض الواقع!!
فالسلبيات التي يفترض أن تتم معالجتها في البطولات المدرسية، على سبيل المثال، كثيرة ومتشعبة، وتتطلب علاجاً سريعاً من الجهات المشرفة عليها؛ فمن غير المعقول أن نجد حكاماً ولجاناً مكررة لكثير من الألعاب في البطولة ذاتها، وليس من المنطقي أن نرى حكم كرة قدم في الاتحاد الرياضي يحكم في البطولات المدرسية لألعاب القوى، أو كرة الطاولة؛ وهنا سيدخل موضوع التخصص والكفاءة، ما يزيد من مشقة المهمة؛ لذلك سيكون تواجد رئيس اللجنة التنفيذية في كل هيئة فرعية مساعداً في سرعة التخلص من الممارسات العشوائية التي لم تزد الرياضة المدرسية سوى تراجعاً.
ملامح المشروع الوليد تبدو مشجعة وتدعو للتفاؤل، لكن الحذر في الخطوات الأولى سيكون واجباً، فالمنتظر كثير من هذه الهيئة، والأهم أن تكون الخطة التي ستعتمد، والرؤية التي ستعمم، قابلتين للتطبيق الفعلي في كل المحافظات، بعيداً عن الصعوبات والعوائق المعروفة سلفاً، وأن تتم الاستفادة من الأفكار المشابهة التي جرى العمل عليها في فترات قريبة، وأن نرى فكرة البطل الأولمبي تخرج من رحم الرياضة المدرسية التي يجب توسيع قاعدتها لتشمل كل الألعاب، وذلك في ظل تواجد أرضية منشآتية مقبولة مدرسياً وجامعياً، ليتحقق التكامل والتنسيق قولاً وفعلاً، لا أن يكون الاتحاد الرياضي حاملاً للمشروع لوحده، أو أن يكون تواجده شرفياً فقط.