موسكو وبكين: سورية تفي بكافة التزاماتها تجاه “حظر الكيميائي”
أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن سورية تفي بكل التزاماتها تجاه منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومنظمة الأمم المتحدة بشأن ما يسمى (ملف الكيميائي) رغم الضغوط والاتهامات العديدة ضدها.
وشدد نيبينزيا خلال جلسة لمجلس الأمن عبر الفيديو حول الوضع في سورية أمس على أن صياغة أي مشروع قرار منحاز ضد سورية في جلسة نيسان المقبل للبلدان الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تمثل تهديداً حقيقياً بما في ذلك تقويض سلطة المنظمة ومعها مجلس الأمن الدولي المسؤول عن تنفيذ القرار 2118.
وأشار إلى أن محاولات الضغط على سورية من دول أطراف في المنظمة “قد تعرض تعاونها مع هذا الهيكل الدولي للخطر”.
وكان نائب وزير الخارجية والمغتربين مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري جدد التأكيد خلال الجلسة أن دولاً غربية تواصل استخدام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وما يسمى (ملف الكيميائي) سلاحاً في الحرب المفروضة على سورية وأداة لممارسة الضغط والابتزاز السياسي خدمة لأجندات هذه الدول في سورية والمنطقة.
من جانبه أكد نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة قنغ شوانغ أن التحقيقات بشأن الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية في سورية يجب أن “تحترم الحقائق والعلم”، وقال: “يجب إجراء تحقيق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية بدقة في إطار اتفاقية الأسلحة الكيميائية والالتزام بمبادئ الاستقلال والحياد والموضوعية واحترام الحقائق والعلم”.
وأعرب قنغ عن أمل بلاده بأن “يتوصل أعضاء مجلس الأمن إلى توافق بشأن هذه المبادئ لأنها الأساس للمناقشات المعمقة والثقة المتبادلة” مبيناً أن “بعض أعضاء المجلس أبدوا خلال مداولات سابقة القليل من الاهتمام بالتفاصيل التقنية للاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية وسلامة أو شمولية سلسلة الأدلة في تقارير التحقيق لتجري المناقشات بدلاً من ذلك انطلاقا من افتراض الذنب ونفاد الصبر”.
وشدد قنغ على ضرورة أن تستند المناقشات في مجلس الأمن إلى تحليل علمي مدعوم بالحقائق وعدم التسرع في غياب وجود أي أدلة لافتاً إلى حقيقة أن سورية أبدت مراراً استعدادها للتعاون مع الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وجدد قنغ التأكيد على رفض الصين الشديد لاستخدام الأسلحة الكيميائية مشدداً على أهمية أن تحتوي التقارير الشهرية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية معلومات جديدة وأن تعكس اهتمامات وجوانب القلق والأسئلة التي يثيرها بعض أعضاء مجلس الأمن.
وكان قنغ أكد خلال جلسة لمجلس الأمن حول الوضع في سورية أواخر العام الماضي أن “منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أصدرت في السنوات الأخيرة عدداً من التقارير حول الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية في سورية وأثار العديد من الخبراء المستقلين شكوكاً حول هذه التقارير من وجهة نظر فنية وأشاروا إلى وجود تناقضات فيها “موضحاً ضرورة أن ترد المنظمة على هذه الشكوك بطريقة مهنية ومقنعة قائمة على العلم.
كما انتقدت روسيا خلال جلسة لمجلس الأمن الشهر الماضي سياسات الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية فيما يتعلق بالهجمات الكيميائية المزعومة في سورية مؤكدة أن المنظمة أظهرت تحيزها وتسييسها لهذه القضايا.
يأتي ذلك فيما أكد السفير الإيراني في موسكو كاظم جلالي أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين هم المسؤولون عن إطالة أمد الأزمة في سورية وزيادة معاناة شعبها الحياتية والصحية في زمن تفشي وباء كورونا.
وقال جلالي في مؤتمر صحفي عبر تقنية الفيديو اليوم إن “الإرهابيين المدعومين من قبل واشنطن وحلفائها حاولوا إقامة بؤر لهم في سورية وعملوا على استهدافها.. وفي مقابل ذلك تشكل روسيا وإيران القوى الأساسية التي تقف إلى جانب سورية في مكافحة الإرهاب الدولي والمجموعات المتطرفة” لافتاً إلى أن “الأمريكيين يقومون بكل دناءة بنهب الثروات السورية ويسرقون النفط المسروق ويعترفون بذلك علانية وبكل وقاحة”.
وأعرب جلالي عن أمله في أن تتواصل علاقات التعاون الروسي الإيراني مع الحكومة السورية لمساعدة الشعب السوري على التخلص من جميع الصعوبات الاقتصادية الماثلة أمامه وليتمكن من الصمود في وجه الإجراءات الأحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون.