موسكو: شركات الإنترنت الغربية تعمدت تأجيج التظاهرات في روسيا
صرحت لجنة السياسة المعلوماتية في مجلس الاتحاد الروسي (المجلس الأعلى للبرلمان) أن شركات الإنترنت الغربية عملت بشكل متعمد للمساعدة في تأجيج التظاهرات الاحتجاجية في روسيا، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميترى بيسكوف رفض روسيا المطلق لأسلوب العقوبات الذي تتبعه الولايات المتحدة تجاه الدول الأخرى. ونقلت وكالة سبوتنيك عن بيسكوف قوله للصحفيين اليوم الخميس إن “أسلوب العقوبات غير مقبول تماماً بشكل عام في العلاقات الثنائية” مشيراً إلى أن روسيا ترى باستمرار ردود فعل من المشرعين الأمريكيين حول العقوبات ولا تزال هناك بعض المناقشات في الولايات المتحدة بهذا الصدد.
ولفت بيسكوف إلى أن الكرملين لا ينوي أخذ ما يصدر في الخارج من تصريحات حول قضية السياسي الروسي أليكسي نافالني بالاعتبار.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أن لدى روسيا كل الأسباب للاعتقاد أن حادثة تسمم نافالني مدبرة من قبل الغرب لأن ألمانيا لم تقدم أي دليل على تسممه، بينما نفت روسيا مراراً وعلى مختلف المستويات مزاعم ألمانية بتسميمه من قبل الأمن الروسي موضحة أن برلين لم تقدم أي دليل على ذلك.
إلى ذلك جدد بيسكوف التأكيد على عدم لجوء السلطات الروسية إلى أي أسلوب قمعي خلال تعاملها مع التجمعات غير المرخصة التي جرت في بعض المدن الروسية مؤخراً، موضحاً أن وقوع هجمات متكررة ومباشرة على ضباط إنفاذ القانون خلال هذه التجمعات استدعى إجراءات مضادة من قبل الأمن، وأضاف: “لا يوجد قمع في روسيا هناك إجراءات اتخذتها الشرطة بحق مخالفي القانون ممن شارك بالتظاهرات غير المرخصة البعض منهم طواعية والبعض الآخر كان ضحية المحرضين الذين نشروا كل أنواع الدعوات للمشاركة في هذه التجمعات غير القانونية وتم اعتقالهم من قبل الشرطة والحرس الوطني”.
وخرجت مؤخراً في بعض المدن الروسية مظاهرات بذريعة التضامن مع أليكسي نافالني المحكوم عليه بالسجن في قضية فساد، بينما أكدت السلطات الروسية أن دولاً غربية تقف وراء هذه المظاهرات وتتحمل مسؤولية التحريض عليها ولا سيما الولايات المتحدة التي نشرت سفارتها في موسكو بيانات حول المظاهرات غير المرخصة وأماكن تنظيمها.
في سياق متصل، أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي أن روسيا مستعدة وقادرة على الرد على أي عقوبات جديدة تفرضها الولايات المتحدة بحقها.
ونقلت وكالة تاس عن سلوتسكي قوله خلال إفادة صحفية تعليقاً على مشروع قانون قدم مؤخراً إلى مجلس الشيوخ الأمريكي بشأن (فرض عقوبات على روسيا على خلفية مزاعم تسمم نافالني) إن روسيا سترد على جميع القيود بإجراءات مضادة معقولة ومدروسة دون اللجوء إلى أي عدوان أو هستيريا وقد وضعنا بالفعل القاعدة التشريعية والأدوات القانونية ذات الصلة لتحقيق ذلك وكل المحاولات الأمريكية ضدنا محكوم عليها بالفشل.
وشدد سلوتسكي على أن الخطوة الأمريكية الجديدة لا تعدو كونها جزءاً من الهستيريا المعادية التي مللنا منها ضد روسيا في واشنطن حيث ليس هناك أي دليل على مزاعم تسمم نافالني.. ومن وجهة نظر القانون الدولي فإن الولايات المتحدة ستكون متورطة في التدخل تشريعياً في شؤون الدولة الروسية ذات السيادة وفي الضغط على القضاء الروسي في حال فرضت عقوبات علينا بخصوص قضية نافالني.
وتابع إن الهدف الأساسي لواشنطن يبقى دائماً محاولة كبح قوة روسيا بأي وسيلة ممكنة.
بدوره أكد النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير جباروف في تصريح لوكالة سبوتنيك أن موسكو ستتخذ إجراءات انتقامية في حال فرضت واشنطن عقوبات عليها مضيفاً إن هذه القرارات يتم اتخاذها من قبل وزارة الخارجية الروسية لا داعي لإيلاء أهمية للعقوبات المحتملة ولا أن تثير قلقنا فنحن ما زلنا نعمل.
وأشار إلى أن الأغلبية الديمقراطية في الكونغرس الأمريكي معروفة منذ فترة طويلة بمشاعرها المعادية لروسيا موضحاً أنه لو لم يكن هناك نافالني لكانوا قد اخترعوا أي شيء آخر في سبيل فرض العقوبات.