29 مليار ليرة لتعويض المزارعين المتضررين من الحرائق
اللاذقية – مروان حويجة:
أعلن وزير الزراعة المهندس محمد حسان قطنا، في مؤتمر صحفي، الانتهاء من تقديم التعويض للمتضررين من الحرائق التي شهدتها محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص قبل أكثر من 3 أشهر، والانتقال لمرحلة العمل التنموى والدعم بالقروض، وجرى خلال المؤتمر تقديم إحاطة حول طبيعة وحجم الدعم والتعويضات التي قدمتها الدولة السورية للمتضررين.
وأوضح وزير الزراعة أن إجمالي عدد الحرائق التي طالت محافظات: اللاذقية، طرطوس، وحمص وحماه حوالي 180 حريقاً، أصابت 280 قرية، وكانت محافظة اللاذقية هي المحافظة الأكثر تضرراً، سواء لجهة المساحة المحروقة أو لجهة حجم الأضرار، مضيفاً: بلغت مساحة الأراضي الزراعية المتضررة من الحرائق حوالي 13 ألف هكتار مزروعة بالزيتون والحمضيات والتفاح وأنواع أخرى من الأشجار المثمرة، وبلغ حجم الانتاج المتضرر حوالي 47 ألف طن، ومساحة الأراضي الحراجية المتضررة ما يقارب 11 ألف هكتار، كما أضرت الحرائق بأكثر من 370 منزلاً بأضرار متفاوتة بعضها شديدة، منها 11 منزل في طرطوس، والعدد الأكبر من هذه المنازل كان في اللاذقية، فيما لم يتضرر أي منزل من الحرائق في حمص أو حماة، ولفت إلى أن الحرائق أصابت أكثر من 7300 خلية نحل، وأدت لنفوق عشرات الأبقار والمواشي، وتضرر عشرات البيوت البلاستيكية المزروعة بالخضار، كما تعرضت البنية التحتية في مجال الكهرباء وشبكات المياه وشبكة الهاتف لأضرار في بعض القرى، مشيراً إلى قيام الدوائر الخدمية بإصلاحها بالكامل خلال الأيام الأولى التي أعقبت الحرائق، وأضاف: تضررت خراطيم الري العائدة للمزارعين في قرية بلورة بريف اللاذقية بسبب الحرائق التي التهمت حوالي 229 كم من هذه الخراطيم تعود ملكيتها لـ 144 مزارع من القرية، وأضاف: استناداً لنتائج التقييم تم تخصيص أكثر من 29 مليار ليرة كقيمة إجمالية لتعويض المزارعين عن الإنتاج المتضرر، توزّع على ثلاث مراحل: الأولى 50 بالمئة، الثانية 25 بالمئة، الثالثة 25 بالمئة، وتمّ النتهاء من توزيع المرحلة الأولى، أي 14 مليار ونصف مليار ليرة سورية، ووجه السيد الرئيس بشار الأسد بتخصيص مبلغ 3 مليار ليرة سورية لدعم القرى والبلدات المتضررة من الحرائق لإقامة مشاريع تنموية لدعم مصادر دخل السكان المقيمين فيها، كما أصدر سيادته مرسوماً يقضي بإعفاء المزارعين المدينين للمصرف الزراعي من الفوائد والغرامات المترتبة على قروضهم وجدولة هذه القروض وإعطائهم فرصة للحصول على قرض جديد بدون أية فوائد.
وبيّن الوزير أن وزارة الزراعة قدّمت مجاناً للمزارعين حوالي 600 ألف غرسة من الزيتون والحمضيات لزراعتها عوضاً عن الأشجار التي احترقت بالكامل، كما تمّ تقديم الدعم الفني والإرشادي للمزارعين لتجاوز المشكلات التي تعترضهم في أراضيهم بسبب الحرائق، وأوضح أن الأمانة السورية للتنمية، وضمن دورها الوطني التنموي، ومنذ الأيام الأولى لنشوب الحرائق أطلقت حملة تبرعات وطنية لصالح المتضررين في مختلف المحافظات، ووزعت أكثر من 8 مليارات ليرة على أكثر من 23 ألف وخمسمئة متضرر في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص، وقامت أيضاً فرق الأمانة، مع الفرق المختصة، بترميم وتأهيل أكثر من 200 منزل ضمن 19 بلدة بمبلغ إجمالي يقارب 400 مليون ليرة سورية، وكذلك منحت المؤسسة الوطنية للتمويل الصغير، بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية، قروضاً لمساعدة المتضررين في القرى الأشد تضرراً، وبلغ مجموع القروض الممنوحة أكثر من مليارليرة سورية، وأضاف: إن مرحلة الاستجابة والتعويض قد تم إنجازها ونحن نتطلع للمرحلة التالية وهي مرحلة العمل التنموى والدعم بالقروض، عبر مجموعة من العناوين أبرزها تأمين مياه الري ودعم الزراعات والمشاريع الصغيرة.
من جهته أكد محافظ اللاذقية ابراهيم خضر السالم أن عدد الحرائق في المحافظة بلغ 96 حريقاً وعدد القرى المتضررة 132 قرية وعدد المتضررين 19 ألف متضرر ومساحة الأراضي الزراعية المتضررة أكثر من 7 آلاف هكتار والأراضي الحراجية حوالي 6 آلاف هكتار، و تضرر 422 منزلاً في اللاذقية، مضيفاً: تم تخصيص مبلغ 25.5 مليار ل.س كقيمة تعويضات للمزارعين عن أضرار انتاج الأشجار المثمرة في محافظة اللاذقية، صُرف منها حوالي 12.5 مليار ل.س كدفعة أولى من قيمة التعويضات، مبيّناً أنه تم تأمين خراطيم ري جديدة للمزارعين في قرية بلورة بريف اللاذقية وعددهم 144 مزارعاً بطول 229 كم، بكلفة حوالي 280 مليون ليرة، دفعت الحكومة منها 167 مليون، وتكفّلت الأمانة السورية للتنمية بالمبلغ المتبقي، أي حوالي 113 مليون، كما تم تجهيز مشتل زراعي في قرية “بسوت” سيؤمن حاجة المزارعين من كافة أنواع الغراس، وأضاف: بلغ عدد الاعتراضات الكلية على تعويضات الأضرار الزراعية المقدمة للجنة المعنية 5233 اعتراضاً، المحقة منها ثلاثة آلاف وثمانية اعتراضات، وهي مقسومة ما بين أشخاص لم يكن تعويضهم مناسب لحجم الضرر وأشخاص متضررين لم يكونوا مسجلين، وغير المحقة 2225، لأن المزارع المعترِض قدّم اعتراضاً يقوم على أرض مستملكة للدولة وليست ملكاً له، أو بسبب الملكيات على الشيوع.
وأشار محافظ طرطوس صفوان ابو سعدى إلى عدد الحرائق في طرطوس بلغ 62 حريقاً والقرى المتضررة 113 قرية وعدد المتضررين في المحافظة 4800 متضرر، فيما بلغت مساحة الأراضي الزراعية المتضررة قرابة 1500 هكتار، والأراضي الحراجية أكثر من 1000 هكتار، وتضرر جراءها 11 منزلاً وحوالي 500 خلية نحل وعشرات البيوت البلاستيكية، وأضاف: تم تخصيص مبلغ ثلاثة مليارات وثلاثمئة مليون ليرة كقيمة تعويضات للمزارعين عن أضرار انتاج الأشجار المثمرة لمحافظة طرطوس، وتم توزيع 50 بالمئة من هذا المبلغ كدفعة أولى كما هو مقرر.
وعرض وزير الزراعة ومحافظا اللاذقية وطرطوس خلال ردودهم على أسئلة الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام للخطط والإجراءات والأولويات التي يجري العمل عليها تباعاً للتخفيف من الآثار الناجمة عن الحرائق، وتمكين المزارعين من الانطلاق بالعملية الإنتاجية الزراعية، وتقديم الخدمات الإرشادية و المساعدات الفنية، والإجراءات التي تكفل الحفاظ على الغطاء الحراجي والنباتي، وتوسيع زراعة النباتات الطبية والعطرية.