“الحقيقة من مصادرها”.. منظمة حقوقية توثّق جرائم “تحالف واشنطن” في سورية
في توثيق لجرائم ومجازر “تحالف واشنطن”، والدمار الكبير الذي أحدثه بالبنى التحتية والمرافق الحيوية على امتداد منطقة الجزيرة السورية، عرضت “منظمة بحث قضايا الديمقراطية” الحقوقية الروسية- خلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم في موسكو، بعيد اجتماع موسّع للجمعية التاريخية الروسية برئاسة سيرغى ناريشكين- صوراً ومقاطع فيديو تظهر العديد من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها التحالف على مدى السنوات الماضية ضد السوريين والعديد من صور الضحايا والجرحى، وبينهم نساء وأطفال، كما قدّمت نتائج مسح أجرته شمل أكثر من 200 مواطن سوري تحدّثوا فيه عن الانتهاكات التي تعرّضوا لها من قبل قوات هذا التحالف.
وتأتي أهمية هذا المعرض كونه يوضّح الأحداث في سورية والانتهاكات لحقوق الإنسان التي تعرّض لها المدنيون من مصادرها الأولى، حيث عُرضت العديد من المقاطع المسجّلة عبر الفيديو لذوي الضحايا، إضافة إلى الجرحى الذين تحدّثوا عن وقائع وأحداث وانتهاكات طالتهم والجهات المسؤولة عن ذلك.
وتحدّث أيضاً عدد من الذين تمكنوا من مغادرة مخيم الركبان في منطقة التنف، حيث توجد قاعدة عسكرية أمريكية، عن الواقع المأساوي الذي يشهده المخيم من انتشار حالات العدوى المرضية وارتفاع الوفيات، وخاصة بين الأطفال، كما أشار بعضهم إلى الضغوطات التي يفرضها الإرهابيون، المدعومون من واشنطن، لإعاقة خروجهم من المخيم، مؤكدين وجود ارتباط واضح دون أدنى شك بين الإرهابيين والقوات الأمريكية المتمركزة في قاعدة التنف، والتي كانت تشهد تحرّكات متواصلة للإرهابيين.
الخراب والدمار
جرائم قوات “التحالف” طالت كل شيء، حيث كشفت مقاطع الفيديو آثار الخراب والدمار للمباني والقرى والطرق في مناطق طالها قصف قوات “التحالف”، وشملت المواد شهادة للعديد من المتضرّرين من هذا القصف، مؤكدين أن من قام بعمليات القصف والتدمير هم قوات هذا التحالف.
القصف المتعمّد
وشدّد المواطنون والجرحى على أن عمليات القصف كانت مقصودة عن سبق إصرار، حيث لم تشهد مناطق القصف وجوداً لإرهابيي “داعش، الذين تدعي الولايات المتحدة محاربتهم، وإنما كانت مناطق مدنية، إذ طال القصف المدارس والمستشفيات والمعاهد وكذلك مباني السلطات المحلية والبنية التحتية بشكل عام.
ولفت المتضررون إلى أن عمليات القصف كانت تنفذ بعد استعادة الجيش العربي السوري السيطرة على المناطق المستهدفة بعد طرد الإرهابيين منها، وهو ما أدى إلى مضاعفة أعداد الضحايا والجرحى.
تأكيدات المتضررين تشير إلى أن اعتداءات قوات “التحالف” كانت عن سبق إصرار وترصد من أجل إحداث أكبر ضرر ممكن بسورية وإعاقة إعادة إعمارها.
يذكر أنه ومنذ إنشائه من قبل واشنطن في آب عام 2014، خارج إطار الأمم المتحدة، اعتدى طيران “التحالف” مئات المرات على القرى والمدن والبلدات في دير الزور والرقة والحسكة وأريافها، ما أدى إلى استشهاد آلاف المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى تدمير الجسور على نهر الفرات والمنازل والممتلكات والبنى التحتية والمرافق الحيوية فيها، كما ارتكب هذا التحالف انتهاكات واعتداءات واسعة بحق السوريين.
وكانت الولايات المتحدة زعمت أن 1300 مدني فقط استشهدوا عن “طريق الخطأ” في سورية والعراق، وهي أرقام تجافي الحقيقة وواقع المدن والبلدات المدمّرة نتيجة استهدافها من قبل طيران التحالف بآلاف الصواريخ ومئات أطنان المتفجرات، ومدينة الرقة المدمّرة صورة صارخة عن تلك الجرائم البشعة التي ارتكبتها واشنطن.
وفي شباط 2019، تحدّث الكولونيل فرانسوا ريجي لوغرييه، أحد ضباط الجيش الفرنسي المشارك في إطار “التحالف”، عن سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها “التحالف”، متسائلاً: “كم بلدة ينبغي أن يحدث فيها دمار وقتل، كما حدث في هجين، كي ندرك أننا نسلك المسار الخطأ؟!”، مؤكداً أن “التحالف” بأعماله هذه أدى إلى زيادة كبيرة في أعداد القتلى من المدنيين ومستويات الدمار في المدن السورية “لتركيز عملياته على التصدي للخطر الذي يتعرّض له”، مقرّاً: “نطيل أمد الصراع دون داع من خلال رفض الاشتباك البري، ومن ثم نساهم في زيادة عدد الضحايا بين السكان، كما دمّرنا بشكل هائل البنية الأساسية، وأعطينا الناس صورة مقيتة لما قد تكون عليه عملية تحرير بلد على الطراز الغربي”!.