الفلاحون يطالبون بتأمين الأسمدة.. والسوق السوداء تتحكم بمحاصيلهم؟
القطاع الزراعي هو المحرك الأساسي للعملية التنموية وتوفر الغذاء، واتحاد الفلاحين يحاول السعي ووفق ما تتيحه الإمكانات والظروف لتأمين كافة احتياجات الفلاحين من أسمدة وأدوية زراعية وبيطرية ومحروقات وآليات زراعية ومستلزمات أخرى، إلا أن هذه الاحتياجات يصعب تأمينها في هذه الظروف الحرجة من حصار وغيره، لكن المطلوب من كافة الجهات العمل على تأمين مستلزمات الفلاحين لكي نحافظ على ما تبقى منهم، فمعظمهم يعزف عن متابعة العمل الزراعي لعدم توفر مستلزمات عمله.
أمام هذا الواقع يتساءل الكثيرون: أين حصص ومخصّصات المزارعين في محافظة ريف دمشق من الأسمدة الزراعية؟ ومن المسؤول عن عدم توفر هذه المادة وخاصة الأسمدة الآزوتية كاليوريا وأسمدة السوبر فوسفات؟ ولماذا لا يتمّ رفد الجمعيات الفلاحية بمادة الأسمدة المخصّصة من قبل المصارف الزراعية؟ ولماذا يضطر الفلاح لشراء ما يلزمه من سماد من السوق الحرة وبأسعار مضاعفة لا تناسبه؟!.
واقع مؤلم
حول الواقع الزراعي الحرج جداً والذي تعيشه المحافظة، ومطالب المزارعين المتكررة في كافة الاجتماعات، وعدم تنفيذها، يوضح لـ”البعث” رئيس اتحاد فلاحي دمشق وريفها محمد خلوف قائلاً: ما زالت مؤتمرات الجمعيات الفلاحية البالغ عددها 345 جمعية تعقد وتركز في اجتماعاتها على نقطتين أساسيتين هما الأسمدة والأعلاف، إضافة إلى أوضاع الفلاحين المعيشية، وما زال الفلاح حتى الآن يطالب من دون جدوى ولا فائدة، مما جعله يتراجع عن استكمال خطته الزراعية في أرضه، فارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعي انعكس سلباً على الفلاح والمستهلك معاً، كما أن عدم توفر مادة المازوت بكميات يحتاجها يعيق العملية الزراعية، ويوقف المكنة الزراعية لديه، وأيضاً عدم توفر الأسمدة بكميات كافية للمحاصيل الزراعية، كلها عوامل مؤثرة في حياة الفلاح وتراجع العملية الزراعية.
وأشار خلوف إلى أن الحاجة الفعلية من الأسمدة لتنفيذ كامل خطة هذا العام الزراعية هي 40154 طناً من سماد اليوريا 46% و23957 طناً من سماد سوبر فوسفات، و20747 طناً من سماد سلفات البوتاسيوم، لكن المسلمة حتى تاريخه فقط من سماد اليوريا 20747 طناً، ومن سماد سوبر فوسفات 995 طناً، ومن سماد البوتاسيوم 6 أطنان، ويبلغ احتياج محصول القمح 5322 طناً من سماد اليوريا إضافة لـ 2569 طناً من سماد سوبر فوسفات، وبلغت نسبة التسليم للأسمدة (قمح فقط) اليوريا 48% وسوبر فوسفات 38% وباقي المحاصيل صفر %.
صعوبة
وأضاف خلوف: يقوم مكتب الثروة الحيوانية بالتنسيق مع مؤسسة الأعلاف بتأمين المقننات العلفية، إلا أن هذا الواقع يصطدم بعدم توفر مادة النخالة، حيث يضطر الفلاحون لاستجرارها محلياً وبأسعار عالية جداً، إذ بلغ سعر كغ الواحد 300 ليرة ومؤسسة الأعلاف لا تقدم احتياجات الفلاحين إلا بالقطارة، حيث يسلم الفلاح المادة بنحو 4 كغ فقط من أصل مخصّصاته البالغة 8 كغ، وتطول مدة استلام نصف الكمية الثانية شهراً نصف، بهذه الحالة يشتري الفلاح من التجار بأسعار لا تناسب عمله نظراً لضرورة هذه المادة للثروة الحيوانية. واقترح خلوف استبدال مادة العلف بمادة الشعير لسدّ الحاجة لحين توفر المقننات العلفية المطلوبة.
عبد الرحمن جاويش