بمناسبة الذكرى 49 لانطلاقة الجبهة الوطنية.. ندوات فكرية في دمشق وحمص واللاذقية
دمشق- ريناس ابراهيم:
بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لانطلاقة الجبهة الوطنية التقدمية، أقامت قيادة فرع دمشق للجبهة ندوة فكرية حول التأسيس والواقع والطموح بمشاركة كل من الدكتور صفوان سلمان عضو القيادة المركزية للجبهة – رئيس المكتب السياسي للحزب السوري القومي الاجتماعي والدكتور سليم بركات أستاذ ومحاضر جامعي عن حزب البعث العربي الاشتراكي وأدار الحوار الرفيق صالح حميدي مدير مدرسة الإعداد الحزبي الفرعية.
واستهل د. سلمان الحديث بالإشادة بتجربة الجبهة وبأنها شكلت حالة فريدة ظلت رائدة في توجهاتها الوطنية والتقدمية وفي تأثيرها على صناعة القرار، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز الذي عزز الوحدة الوطنية وعبر عن تماسك الجبهة الداخلية يحتاج إلى مزيد من المشاركة والمساهمة بإيجابية من أجل بناء الوطن.
كما أكد أن الأدوار في المشهد السياسي لا تُعطى، ولا سيما أن الأحزاب السياسية ليست جهة حكومية أو سلطة إجرائية كي تتخذ القرارات، وإنما دورها في مقاربة الهم الاجتماعي والمعيشي وفي أن تكون صادقة بتعاملها مع الشارع وأن تشكل القدوة والنموذج والمرجع الأخلاقي في كل مدينة وقرية وحي، وأشار إلى دور الأحزاب في تقديم الاقتراحات والأفكار لجهات القرار وذلك في سياق الرقابة المجتمعية، بدلاً من المشاركة في الشكوى والتذمر.
بدوره د.بركات شدد على أن الوطن هو الذي يجمع الكل وهو يشمل الجغرافية والانتماء والثقافة، ويعني أن يعي كل منا حقوقه ويلتزم بواجباته، مؤكداً أن التفكير في الأزمة ينبغي أن يتركز حول سبيل الخروج منها، ولفت إلى أن الأسئلة التي يجب إطلاقها اليوم هي: “بماذا أخطأنا؟ وبماذا نجحنا؟ وماذا نريد وماذا نفعل؟ وكيف ننظر للواقع ولأنفسنا؟”.
وأكد د.بركات أن الهوية الوطنية هي ذاتنا وهي حضورنا ومقاومتنا في مواجهة الأعداء، وهذه المقاومة خيار وليست إملاء، مضيفاً: “أن سورية تتعرض لتدمير هويتها والمطلوب منها المحافظة على سيادتها وذلك عبر القرار السيادي المستقل”.
وأشار إلى أن قراءة الواقع هي الأهم فبدونها لا يمكننا الاستفادة من دروس الماضي ولا معرفة المستقبل، مؤكداً أن الحرب الإرهابية التي تستهدف سورية هي حرب لم يعرف لها مثيل في التاريخ، هي حرب بين الخير والشر، بين الوحدة والتجزئة.
وفي مداخلاتهم، أشار الحضور إلى الدور الذي لعبته أحزاب الجبهة خلال الحرب على سورية، وأن المشروع القومي العربي هو الطريق إلى حل المشكلات في المجتمع العربي.
وفي حمص (صديق محمد) أقام فرع الجبهة الوطنية التقدمية بحمص ندوة حوارية بعنوان تأسيس الجبهة وأهميتها وأهدافها مستضيفاً كل من الرفيق عمر حورية رئيس فرع الجبهة الوطنية التقدمية بحمص والرفيق أمين علي ديب ممثل حزب الوحدوي الاشتراكي الديمقراطي وسمير معلا ممثل حزب الوحدويين الاشتراكيين وعدنان خزام ممثل حزب الشيوعي السوري الوحد وعبد الله عساف الحزب الشيوعي وذلك بمقر قيادة فرع الحزب .
وأكد الرفيق حورية أن الجبهة الوطنية التقدمية كانت نتاج إبداعي فكري للقائد المؤسس حافظ الأسد في عام 1972 والذي نتج عنه ترجمة حقيقية للتعددية السياسية والكوادر القيادية التي شاركت من خلال أحزابها المكونة للجبهة الوطنية التقدمية، لافتاً إلى أهمية تفعيلها انطلاقاً من لجان الأحياء والمناطق إلى قيادة فرع الجبهة بالمحافظة ،منوهاً أن للجبهة العديد من المهام وفي مقدمتها تعزيز الحياة السياسية في ضوء صدور قانون الأحزاب ،من جهة أخرى أشار إلى أن مكافحة الإرهاب مسؤولية الجميع على كافة المستويات، موضحاً أن القيادة تعمل على توفير كل الخدمات للمواطنين وتعزيز دورهم الصمودي في وجه الإرهاب.
بدوهم أكد الرفاق المحاورون أن التجربة الجبهوية الرائدة في سورية والتي يزيد عمرها عن تسع وأربعين عاماً وصلت إلى مرحلة من النضوج وهي تتطلب المتابعة والتطوير نحو مزيد من الارتقاء النوعي كما يقع على عاتقنا مسؤوليات ومهام نوعية تتطلب مستوى عالي من ثقافة المبادرة والعمل الجاد في كافة الجوانب، كما تطرقوا إلى منهجية الجبهة وهيكليتها وفكرها وضرورة الإيمان بها باعتبارها تمثل كافة شرائح المجتمع وتأتلف بها كل الأحزاب الوطنية بما يخدم الوطن والمواطن.
تخلل اللقاء مناقشة العديد من القضايا والطروحات التي قدمت من قبل الرفاق الحضور والتي شملت الجانب السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي.
وفي (اللاذقية-مروان حويجة) أقامت قيادة فرع اللاذقية للحزب ندوة في دار الأسد للثقافة بحضور واسع من القيادات والفعاليات الحزبية والجبهوية والنقابية والشعبية والاجتماعية.
الرفيق المهندس هيثم اسماعيل أمين فرع اللاذقية للحزب رئيس فرع الجبهة الوطنية التقدمية أكد أن الجبهة الوطنية التقدمية تجسّد قاعدة ميثاق وطني جامع و شامل وأنها شكّلت نتاج الفكر المبدع للقائد المؤسس حافظ الأسد بصدور ميثاق عمل الجبهة الذي عزّزه السيد الرئيس بشار الأسد عنواناً للمشاركة الوطنية والتعددية السياسية وتكريسا للعمل الوطني والفكري والسياسي والثقافي لترتقي إلى مستوى المسؤولية الوطنية العالية في المراحل و المحطات التي مرّت على سورية، كما أشار إلى أهمية العمل الجبهوي ودور القيادات والكوادر الجبهوية في تعزيز التلاحم الوطني وتعميق أواصر الوحدة الوطنية وما يترتب عليهم من مسؤوليات في مجال النهوض بالحالة الوطنية.
وتحدث في محاور أعمال الندوة الحوارية كل من الرفاق الدكتور عصام درويش رئيس مكتب الإعداد والثقافة و الإعلام الحزبي الفرعي والدكتور المهندس محمد علي بيلاني أمين فرع حزب الوحدويين الاشتراكيين والمهندس جمال وزان أمين فرع حزب العهد الوطني وخالد نبع أمين فرع حزب الاتحاد الاشتراكي العربي واسكندر جرادة أمين سر اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري ويوسف بالوش أمين سر فرع الحبهة الوطنية التقدمية فاستعرضوا محطات هامة من مسيرة العمل الجبهوي النضالي منذ انطلاقة الجبهة الوطنية التقدمية لتغدو حاجة وطنية من خلال صيغة التحالف والتعاون فيما بين أحزاب الجبهة، كما أضاء المحاضرون على جملة من النقاط التي تطرقت للانتماء والمواطنة ونشأة الجبهة الوطنية التقدمية والوضع الراهن ودورها في صراع الوجود والموقف من القضية الفلسطينية إضافة لدور الجبهة الوطنية التقدمية في مناوئة المشاريع الاستعمارية ومواجهة وصدّ الإخوان المسلمين ومشروعهم في المنطقة.