الانتظار الممل
“البعث الأسبوعية” ــ مؤيد البش
قيل قديماً: “في التأني السلامة وفي العجلة الندامة”. وعلى ما يبدو أن هذه الحكمة الذهبية قد أخذها القائمون على رياضتنا وطوروها لتكون في السكون السلامة؛ فمع ختام العام الأول من عمر الدورة الانتخابية الجديدة التي أوصلت المكتب التنفيذي لقيادة الدفة انتظرنا أن نرى خطوات سريعة تعالج شتى قضايا رياضتنا من مشاكل وصعوبات وتضع الحلول اللازمة لها، وذلك مع توفر ظرف مناسب وهو توقف النشاط الرياضي الذي كان يفترض أن يكون نقطة تحول إيجابية لمختلف المفاصل للتقييم بشكل هادئ والعمل لتحضير انطلاقة وفق رؤية جديدة.
لكن الذي حصل أن كل مشاكل رياضتنا المزمنة لم تجد أي فكرة أو أفق لحلها، بل على العكس زادت الصعوبات نتيجة عدة ظروف، فالواقع المالي للأندية واللاعبين، وخصوصاً في الرياضات الفردية، استمر بالتدهور حتى وصل الحال ببعض المحافظات للاعتذار عن المشاركة في بطولات الجمهورية نتيجة ارتفاع التكاليف وغياب الدعم؛ ولنا في بطولة الكيك بوكسينغ التي أقيمت الأسبوع الحالي في حلب خير مثال، فرفع تعويض إذن السفر الذي تبلغ قيمته 1500 ليرة، وهو الرقم الذي لا يكاد يذكر، لم يصدر أي قرار في شأن تعديله ليواكب المستجدات الحياتية رغم كل المطالبات المستمرة منذ نحو عام، وبذلك كان اللاعبون هم الضحية مع ذهاب جهودهم واستعداداتهم أدراج الرياح نتيجة عدم اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب.
وإذا أردنا أن نبتعد عن الجانب المالي الذي يحتاج لحسابات وتعديلات، فإن الجوانب التنظيمية المتعلقة باتحادات الألعاب وفروع الاتحاد في المحافظات لم تكن في أحسن أحوالها أيضاً، ولاندري حقيقة: هل يمتلك رؤوساء المكاتب في القيادة الرياضية خطة حقيقية لإحداث الصدمة الإيجابية المفترضة؟ أم أن الأمور تسير على عواهنها دون رؤية لكيفية التغيير وشكله المفترض؟
الإجابة على هذا التساؤل تبدو غير مشجعة، وخصوصاً في اتحادات الألعاب الفردية والجماعية غير المحترفة التي تنتظر من يعيدها لسكتها الصحيحة، ومعها ستتولد مزيد من الأسئلة الصعبة من قبيل: هل المكتب التنفيذي راض عن اتحاد ألعاب القوى الذي لم يقدم لبطلنا العالمي مجد غزال أي دعم، وتركه دون مدرب حتى الآن؟ وهل سمع مكتب الألعاب الجماعية بتفرد رئيس اتحاد كرة الطائرة بالقرارات؟ وما قيل عن الاتحادات ينطبق على اللجان التنفيذية في المحافظات التي تشكو هي الأخرى من ثغرات واضحة للعيان.
بلغة المنطق: أي قرار يخص رياضتنا يجب أن يدرس بعناية، ويجب أن تتم دراسة كافة تفاصيله بعناية، لكن الأكيد أن استمرار الأحوال على ما هي عليه سيبدد حالة التفاؤل التي رافقت وصول القيادة الرياضية الجديدة، وسيعيد التذكير بذات النهج التي سارت عليه رياضتنا لسنوات طويلة القائم على الثبات في الفكر والتنفيذ.