ثقافةصحيفة البعث

فيلم “اسمي خان” الفصل بين الدين الإسلامي والإرهاب

عُرض في النادي السينمائي –مؤسسة أحفاد عشتار بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما- في المركز الثقافي العربي -أبو رمانة،الفيلم الهندي “اسمي خان” -2010- وركز فيه المخرج كاران جوهر على المفارقات التي تعيشها أمريكا بمحاربة الإرهاب في الوقت الذي تدعمه، كما دمج بين القضايا السياسية ومرضى التوحد من خلال شخصية البطل رضوان خان التي أداها النجم الشهير-شاروخ خان- بأداء لافت وتوتر حركي لأصابع اليد اليمنى، وحركة الرأس والتركيز على الناحية النفسية، لكن براعته الفائقة لحظة إصابته بنوبات متلازمة “إسبرجر” وخوفه من بعض الأصوات والأماكن.

ولم يبتعد المخرج عن جمالية الأفلام الهندية بتوظيف الأغنيات ضمن الأحداث بسياق درامي مثير وساحر لمعاني مفرداتها الرومانسية “عيناك بإمكانهما تغيير العالم”، ولم تكن الرومانسية فقط بالموسيقا التي ألّفها شانكار ماهاديفان وبالغناء، وإنما بحركة الكاميرا التي صوّرت أجمل الأماكن في الهند وسان فرانسيسكو وولايات أمريكا وصولاً إلى جورجيا التي كان لها دور كبير في الأحداث.

وبتغلغل صوت السارد رضوان مع الأحداث المنطلقة من الهند المنزل المتواضع للأسرة، يضعنا المخرج إزاء انفجار الحدث بالاشتباكات بين الهندوس والمسلمين التي حدثت في طفولة رضوان في نهايات القرن الماضي، ثم يدخل المخرج خطاً مرافقاً بدور الأم التي تزرع بداخل طفلها القيم النبيلة بتعليمه أن البشرية تقسم إلى قسمين “الأشخاص الأخيار والأشخاص الأشرار”، وكل من يقتل الآخر فهو شرير بعيداً عن الانتماء الديني.

يتربى رضوان على تعاليم الدين الإسلامي وإيمانه بالخير والسلام والمحبة، وتمرّ السنوات ويصبح شاباً تموت والدته، ثم تنتقل الأحداث إلى أمريكا حينما يسافر ليعيش مع أخيه زاكر، وينفذ وصية والدته بأن يعيش حياة سعيدة، فيعمل بشركة أخيه في توزيع مستحضرات التجميل العشبية ويتعرف إلى مانديرا -كاجول- ويقع بغرامها رغم أنها من الهندوس، ويصرّ على الزواج منها رغم رفض أخيه للاختلاف الديني بينهما. ومن هنا يفجّر المخرج الحدث، إذ تُلحق مانديرا ابنها سام من زواجها السابق باسم خان المسلم، ويكتمل الحدث بانهيار برجي التجارة العالمية في الحادي عشر من أيلول، وما نتج عن ذلك من محاربة المسلمين، ويبدو ذلك بمشهد توثيق تشييع ضحايا الانفجار والتجمعات حولهم بالشموع والورود فيقرأ رضوان الفاتحة على أرواحهم ليتفرق الناس من حوله مذعورين.

الإرهاب وأفغانستان

الحادثة الثانية كانت بذهاب مارك المراسل الصحفي زوج سارة العائلة الأمريكية الصديقة لعائلة رضوان إلى أفغانستان.       الحدث الفاصل في الفيلم هو موت مارك في أفغانستان والخلاف بين ريسي ابن مارك وسام بمواقف تخلط بين الإرهاب والإسلام، ثم قتل سام من قبل الطلاب بمشهد عنيف في الملعب بضربه ودفع الكرة باتجاه قلبه فيسقط على أرض الملعب ويهدّدون ريسي إن اعترف بالجريمة. موت سام يصعّد الأحداث وينقلها إلى مسار آخر حينما تطلب مانديرا من رضوان مغادرة المنزل لأن ابنها مات بسبب نسبه لخان، فيدافع رضوان عن نفسه بأنه سيقابل الرئيس ويقول له “أنا مسلم ولستُ إرهابياً”، تنتقل الكاميرا مع انتقالات رضوان في ولايات أمريكا يتتبع الأحداث التي يظهر فيها الرئيس لمقابلة شعبه، فيمرّر المخرج بعض الأحداث مثل جمع التبرعات للمجاعة في إفريقيا كنوع من المفارقات التي يتبعها النظام الأمريكي، يفشل رضوان بمقابلة الرئيس بوش إثر ترديده بالتجمع لستُ إرهابياً، فيعتقل ويعذب ويتهم بأنه من القاعدة ثم تثبت براءته، ويظهر الفيلم دور الإعلام في تأجيج الأحداث.

الحادثة الثالثة الإعصار الذي ضرب جورجيا، فيهرع رضوان إلى الكنيسة التي يحتمي بها الناجون ويصل رغم الفيضانات، وتصوّر حركة الكاميرا الكارثة الإنسانية، يلحق برضوان عدد من المسلمين والسيخ والهندوس حاملين الإغاثات فيجتمع الجميع بالكنيسة رغم اختلاف الأديان ويعملون معاً للبقاء على قيد الحياة.

الحادثة الرابعة يجمع فيها المخرج بين الاستباق والاسترجاع بتعرض رضوان للطعن من قبل أحد أفراد الجماعة الإرهابية للطبيب رحمان، الذي يحرض المسلمين على الدخول بالجهاد في المسجد ويواجهه بأنه كاذب وبأن الدين الإسلامي بريء مما يدّعي وذلك في مشهد سابق.

العدائية

بعد العرض قدمت د. رندا رزق الله تحليلاً للفيلم مبتدئة من العنف والعدائية ضد الآخر الدائرة التي لا تنتهي، وتوقفت عند عمل رضوان بإصلاح المركبات القديم والأجهزة، المهارة التي اكتسبها من والده، لينسحب هذا على محاولة الإصلاح الاجتماعي بالمواقف.

وتابعت رباب أحمد عن تسييس الدين، والتحالف الشيطاني بين قوى متطرفة وقوى سياسية وأنظمة لمحاربة الشعوب، وتشويه الدين الإسلامي الحنيف من خلال أدوات مسلمة.

ود. أيسر ميداني تابعت النادي السينمائي من فرنسا، وعقبت بأن الفيلم يظهر ما يقوم به الاستعمار من ربط بين الإرهاب والإسلام للإساءة إلى الإسلام.

ملده شويكاني