زاخاروفا: تصريحات ستولتنبرغ حول رفضنا الحوار مع التاتو كاذبة
وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم تصريحات الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ناتو” ينس ستولتنبرغ بأن روسيا ترفض الحوار مع الحلف بـ “الكاذبة”.
وقالت زاخاروفا في إفادة صحفية اليوم الجمعة: “كل تصريحات السيد ستولتنبرغ بأن روسيا ترفض الحوار غير صحيحة، هذه كذبة”، مضيفة أن “موضوع المفاوضات الذي تم اقتراحه، كان عدم الخوض في تاريخ علاقات عامة مسيس، يشتهر به شركاؤنا الغربيون. وجرى اقتراح التحدث على وجه التحديد بمشاركة خبراء من بينهم خبراء عسكريون في قضايا واسعة”، ولفتت إلى أن كل هذه الاقتراحات “مطروحة على طاولة السيد ستولتنبرغ”، وهو بإمكانه “أعادة ترتيب الأوراق، والعثور عليها، وبشكل عام، التوقف عن نشر المعلومات المضللة التي تزعم أن روسيا ترفض الحوار. روسيا تمتنع عن المشاركة في حملة علاقات عامة مخططة مسبقا، وهذا بالتأكيد ليس لنا، بل الحوار الموضوعي المحدد. سأؤكد مرة أخرى بما في ذلك بمشاركة خبراء عسكريين، فمن سيرفض ذلك، إذا كنا نحن من عرضه عليكم”.
وكان ستولتنبرغ قال خلال اجتماع مجلس الحلف على مستوى وزراء الخارجية إنه “يأسف كون روسيا في السنوات الأخيرة لم تستجب بشكل إيجابي لمقترحات الحلف بعقد مجالس الناتو وروسيا لكنه سيظل منفتحا على الحوار ودعوة روسيا للمشاركة بها”.
وأشارت المتحدثة باسم الدبلوماسية الروسية إلى أن موسكو ستأخذ في الاعتبار موقف المواجهة المستمر لحلف الناتو في سياستها الخارجية والتخطيط العسكري، وصرحت بأن مسار المناقشة ونتائج اجتماع وزراء خارجية دول الناتو “لم يأت بأية مفاجآت، كان هناك عدم القدرة على إعطاء معنى لاستمرار وجود الحلف وصياغة جدول أعمال إيجابي”، مضيفة في هذا الصدد أن “المشاركين في الاجتماع اتفقوا على الحاجة إلى مواصلة النظر في روسيا باعتبارها التحدي الرئيس لأمن الغرب الجماعي. لا الوباء، ولا الوباء المعلوماتي، ولا الإرهاب الدولي، ولا مشاكل الهجرة، ولا ظواهر الأزمة الاقتصادية والمالية في فضاء دولهم، لم يضع التحالف أي شيء في صيغة تهديدات رئيسة ليس فقط في الوقت الحاضر، ولكن في مبدأ وجوده”، وأوضحت أن “بروكسل تواصل تبرير زيادة التمويل لأنشطتها بالعدوان الأسطوري لموسكو” وأكبر تعزيز لإمكاناتها العسكرية منذ الحرب الباردة، بما في ذلك، كما يقولون في الحلف، على الجناح الشرقي.
ورصدت زاخاروفا أيضا محاولة الناتو تحميل روسيا “المسؤولة عن إلغاء معاهدة القضاء على الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى”، مشيرة إلى أن الحلف يواصل “في ظل التوترات في القارة الأوروبية، تجاهل مقترحاتنا باستمرار لاستئناف المحادثات المهنية الجوهرية حول الاستقرار والأمن في المنطقة الأوروبية الأطلسية”.
ودعت زاخاروفا بريطانيا إلى التخلي عن نهج المواجهة مع روسيا واتباع الحس السليم، وقالت: “تحرك السلطات البريطانية الذي لا مبرر له لتصنيف روسيا كعدو على المستوى العقائدي لا يمكن إلا أن يثير قلقاً بالغاً لدينا ونحن من جانبنا نتمنى تطور الأمور للأفضل ونتوقع من صقور الحرب في لندن السماح بأن تكون الغلبة للمنطق والحس السليم وغريزة البقاء”.
وأوضحت زاخاروفا أن استراتيجية تحديث القوات المسلحة التي أعلنتها بريطانيا مؤخراً تمثل دليلاً جديداً على مواصلة لندن مسار المواجهة مع موسكو كما أن نشر الكتاب الأبيض وما صاحب ذلك من تصريحات للحكومة البريطانية وتصنيف روسيا كعدو على المستوى العقائدي يشكل “تأكيداً آخر لنهج لندن الذي يقوم على الصراع والمواجهة السياسيين.. وهذه هي العدوانية الحقيقية”.
وتنص خطة تحديث القوات المسلحة البريطانية التي نشرت في الـ 22 من آذار الجاري على زيادة ترسانة البلاد النووية وتعزيز قدراتها العسكرية بشكل كبير في مجالات أخرى أيضاً مع التركيز على الفضاء والمجال السيبراني.. وتصف الوثيقة روسيا بأنها “التهديد المباشر الأكثر حدة لبريطانيا”.
إلى ذلك أكدت زاخاروفا أن قرار بلغاريا طرد دبلوماسيين روسيين بزعم ارتباطهما بـ “أنشطة تجسس” تم بدفع من قوى خارجية مضيفة “ندعو من جديد صوفيا للتوقف عن ممارسة الحملات ذات الدوافع السياسية والتي تشنها بالنيابة عن الدول أو المنظمات الغربية لأن هذا الأمر لن يخدم أبداً مصلحة الشعب البلغاري، وأشارت إلى فشل صوفيا في تقديم أي دليل على مزاعمها ضد الدبلوماسيين الروسيين أو أي مبرر لاعتبارهما شخصين غير مرغوب بهما لافتة إلى أن هذه هي الحادثة الخامسة من هذا النوع خلال عام ونصف العام.. وروسيا تحتفظ بحق الرد.
وفي سياق آخر رجحت زاخاروفا أن يكون المؤتمر الصحفي الأول للرئيس الأميركي جو بايدن أمس تم إعداده مسبقاً وقالت يبدو لي ومن الواضح تماماً أن المؤتمر أعد بشكل مسبق.. وهذا الأمر أثار صدمة لدي لأنني لم أتوقع أن يتم تنفيذ وإجراء فعاليات إعلامية بهذه الطريقة وعلى هذا المستوى في الولايات المتحدة وأن يتعرض الصحفيون للتمييز في المعاملة في الوقت الذي تتحدث واشنطن دائماً عن حرية التعبير.
وتابعت زاخاروفا “في الآونة الأخيرة تعرضت وسائل الإعلام الروسية للتمييز في الولايات المتحدة واليوم نرى أن هذا التمييز أخذ يمس ليس فقط وسائل الإعلام الأجنبية بل الصحفيين الأميركيين أنفسهم حيث يجري نوع من الانتقاء للأسئلة واختيار الصحفيين ومنح حق السؤال لمجموعة معينة فقط منهم”.
وأضافت “إذا كانت هذه المعاملة تلاحظ في واشنطن تجاه الصحفيين وحرية التعبير خلال فعالية علنية مفتوحة مع الصحافة فكيف إذن تجري الأمور ويتم تنظيم العمل وراء الكواليس هناك”.
واعتبرت زاخاروفا أن الطرق التي يستخدمها ممثلو السلطات الأميركية الحالية في التواصل مع وسائل الإعلام “تثير القلق” مضيفة “لقد كانوا يحاولون كثيراً تلقيننا كيفية احترام حرية التعبير وتجنب أي مظاهر للتلاعب في العمل مع وسائل الإعلام وما يثير الاستغراب الآن هو رؤية كل ذلك من جانب واشنطن”.