صالون سلمية الثقافي يحتفي بيوم المسرح العالمي
البعث- نزار جمول
لم تأل إدارة صالون سلمية الثقافي أي جهد من أجل تأطير مسيرة الصالون الثقافية من خلال التنوع المدروس، فهاهي تشجع مبادرة الفنان المسرحي محمد الشعراني بالاحتفاء بيوم المسرح العالمي مساء يوم أمس السبت وسط حضور ملأ الصالون الذي تحول لمسرح، رغم عدم امتلاكه لمقومات المسرح، في يوم تعم هذه الاحتفالية كل دول العالم، بدأت الأمسية بكلمة للفنان محمد الشعراني عبّر فيها عن قيمة المسرح الكبيرة، وقدمت ابنتاه هايدي وجودي فقرات الاحتفالية، وكانت البداية مع المخرج مهتدي غالب الذي قرأ كلمة يوم المسرح العالمي التي كتبتها لهذا العام الممثلة البريطانية “هيلين ميرين”، الحائزة على عدة جوائز، إحداها الأوسكار في عام ٢٠٠٦، ركزت فيها على الصعوبة الكبيرة التي تواجهها الفنون الأدائية الحية التي كافح فيها العديد من الفنانين والفنيين والحرفيين والنساء في مهنة هي بالأصل محفوفة بانعدام الأمن في ظل الجائحة الحالية، ما مكّن الفنانين من النجاة منها، وهذا ما دعاهم ليملكوا أدواتهم، وليحولوا خيالهم لطرق إبداعية وترفيهية مؤثرة، وليتمكنوا من التواصل مع العالم، كما عبّرت عن شغفها الكبير لتحقيق الرغبة في العمل المسرحي مجدداً.
وقدم الباحث نزار كحلة ورقة عمل تحدث فيها عن أن المسرح ظهرت ملامحه عبر التاريخ في بلاد الرافدين في مدينة أورو منذ آلاف السنين، وأبرز في دراسته أن لبلاد الرافدين وبلاد الشام الفضل في ظهور الفن المسرحي الدرامي، وحتى المسرح الغنائي الذي نهلت منه كل دول أوروبا وطورته ليظهر بشكله الحالي، وبعد ذلك قدم الفنان محمد الشعراني مشهداً كوميدياً هادفاً من مؤلفات الراحل محمد الماغوط، بمشاركة هايدي وجودي، عبّر فيه عن التسطح الحياتي الذي أصاب المجتمع، وألقى الشاعر إياد زهرة قصيدته “المسرح المقتول” عبّر فيها عن قيمة المسرح وعظمته، وبعدها عاد الفنان الشعراني بمشهد آخر بعنوان: “ما يطلبه الجمهور”، وهو مأخوذ من قصة للفنان نزيه عيسى، عبّر فيه بشكل كوميدي ساخر عن الخدر الذي أصاب المجتمع بالانصياع للأمور الثانوية والكماليات على حساب الأساسيات في الحياة، ليختتم هذه الاحتفالية الفنان نزيه عيسى مع آلة الكمان، ورافقه على المزهر الفنان علي جمول، وقدم معزوفات لأغان فيروزية.
الفنان المسرحي محمد الشعراني أكد لـ “البعث” أن تزامن يوم المسرح العالمي مع شهر آذار يعطي شهية للمسرح، وفي سلمية المسرح يتجدد لأنها تحمل همه بتعدد الفرق المسرحية، معتبراً أن مسرح سلمية كان ومازال يفتقد للدعم، وهو يختزل وجوده بمسرحييه الذين يصرون على متابعة دورهم رغم كل الحصار المفروض عليهم، وأكد الشعراني على أن اختطاف مهرجان الماغوط المسرحي من سلمية المكان الذي تأسس فيه، وأقيمت من خلاله أربع دورات، سبق أزمة الحرب حتى عام ٢٠١٠، وبيّن أن اختيار صالون سلمية الثقافي لإقامة هذه الاحتفالية، بالرغم من عدم وجود مقومات عرض أو حتى مشهد مسرحي، يعود إلى أنه أضحى المنبر الثقافي الوحيد في هذه المدينة بسبب غياب المركز الثقافي لسنوات عديدة وحتى الآن بحجة الصيانة، إضافة لغياب الملتقيات والجمعيات وعزوفها عن إقامة الفعاليات، ليكون هذا المكان الوحيد، الذي جمع بين جوانبه كل الأطياف، في بيتهم الثقافي.