إحياء مهرجان الماغوط المسرحي بسلمية ضرورة ملحة
البعث ــ نزار جمول
يمر نيسان محملاً بعبق الشعر والقصة والمسرح مع مرور خمسة عشر عاماً على رحيل الكاتب الكبير محمد الماغوط الذي رحل في الثالث من نيسان عام 2006، ولأن السلمية بكل أطيافها الثقافية دأبت منذ رحيل هذه القامة الوطنية على أن تكون مدينته موطئاً لمهرجان مسرحي يحمل اسمه، فقد تصدت فرقة كور الزهور بعد عام على رحيل الماغوط لإقامة المهرجان المسرحي الأول الذي بدأت عروضه في الأول من نيسان عام 2007 واستمرت حتى الخامس منه بمشاركة أربع فرق مسرحية من سلمية وحماة ودمشق وبحضور ضيفة المهرجان الفنانين سُلاف فواخرجي ووائل رمضان، واستمر المهرجان حتى الدورة الرابعة التي قدمت عروضها في صيف 2010، وحضر هذه الدورات الثلاث فنانو الدراما السورية كفنان الشعب الراحل رفيق السبيعي والفنانة صباح جزائري والفنان الراحل نضال السيجري والفنان حسام تحسين بيك وغيرهم الكثير، ورافق المهرجان بهذه الدورات عروض مسرحية من سلمية وحماة ومحافظات سورية أخرى وكان من الممكن استقدام فرق عربية لولا توقفه بسبب أزمة الحرب التي بدأت منذ أكثر من عشر سنوات ولم تنته فصولها حتى وقتنا الحالي.
إنه ومن خلال توقف المهرجان لأكثر من عشر سنوات، هل يمكن أن يكون ما أسمته هذه الأيادي التي أصبحت مكشوفة “تحية للماغوط” بديلاً لمهرجان الماغوط المسرحي الذي أبرم أربع دورات ناجحة بعروضها المسرحية وضيوفها من فناني الدراما السورية؟..!
لقد بات من الضروري أن يحيا مهرجان الماغوط المسرحي من جديد بدورته الخامسة في مكان تأسيسه مدينة الراحل الكبير سلمية، ويمكن أن تقام فعالياته وعروضه بالهواء الطلق وخشبة مسرحية مستوحاة من مسرحيات الماغوط التي تعتمد على البساطة والقوة في آن معاً، ولن ننسى أن لوزارة الثقافة دوراً كبيراً في إعادة المهرجان لمكانه الطبيعي من خلال عودة المركز الثقافي بمسرحه الذي ما زال ينتظر تنفيذ الصيانة المفترضة التي تتأجل بحجج مختلفة، فلن يبقى على وزارة الثقافة إلا أن تبادر لحل كل المشكلات التي تعاني منها مديريتها في حماة بشأن حل مشكلة المركز الثقافي ومسرحه ليعود معه كل النشاطات التي توقفت قسراً وليعود معها مهرجان الماغوط المسرحي، وهي دعوة مع مرور الذكرى الخامسة عشرة على رحيل الأديب الماغوط التي صادقت يوم أمس السبت في الثالث من نيسان.